التدريب على التعبير ضرورة لأبنائنا

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
هناك علاقة قائمة بين اللغة والتفكير، فإذا نظم الفرد عدداً من مفردات اللغة نظماً يجعلها جملة مفيدة، كان بذلك قد نسج فكراً، فاللغة هي الفكر في حال العمل، فإذا أردنا الحكم على فلان وضوحاً أو غموضاً لم يكن الحكم سوى الرجوع إلى قوله الشفهي أو الكتابي، فمعيار الحكم على سلامة ووضوح الفكر أو غموضه ميزان المنطق العقلي وهو معيار موضوعي يصل بنا الى نتائج متفق عليها.
وقد اعتاد بعض الأفراد عند الحديث في أي موضوع أن يتحدثوا بلغة المشاعر الملتهبة البعيدة عن ميزان العقل وربما فقدنا الكثير من أهدافنا التي نريد ايصالها والوصول إليها بسبب غياب المنطق العقلي في تفكيرنا, وقد أرجع بعض التربويين علة تغييب المنطق العقلي في كلامنا إلى سوء تربية الطفل حيث يصاغ عقله في المرحلة الأولى في حياته التعليمية على نحو يجيز له أن يتقبل المفارقات والأضداد والمتناقضات جنباً إلى جنب في موقف واحد,ونحن اليوم بحاجة إلى تدريب أبنائنا على سلامة الفكر، ووضوحه حتى يكونوا قادرين على ايصال افكارهم وآرائهم الى الآخرين بدون غموض أو اسهاب, ولعلي أسعى من خلال هذه المقدمة الى الوصول لعملية الربط بالواقع من خلال عرض بعض النتائج المترتبة على غياب الطريقة المنطقية عند بعض الأفراد وذلك في مداخلاتهم واسئلتهم التي يطرحونها في المنتديات الثقافية وفي المحاضرات والندوات فقد لاحظ كاتب هذه السطور وقوع كثير من المشاركين في المداخلات في أخطاء موجعة تكاد تشكل ظاهرة تحول دون تفعيل كثير من المحاضرات والندوات القيمة.
ويمكن اجمال هذه الأخطاء بما يلي:
1 ارتباك كثير من المشاركين في المداخلات العلمية والثقافية عند الالقاء مما يفقد المتحدث توازنه الفكري فتختل الفكرة ويصعب عند ذاك تفهم الآخرين بما فيهم الملقي لها.
2 تداخل كثير من الأفكار والآراء التي يطرحها المشاركون في المداخلات.
3 تكرار بعض الآراء والأسئلة في المداخلات حيث يقوم متحدث بتكرار ما سمع من غيره في وقت المحاضرة.
4 عدم الدقة في اختيار الألفاظ المناسبة للمقام ولمقتضى الحال.
5 تردد كثير من الحضور في المحاضرات والندوات وعزوفهم عن المشاركة وذلك لعدم قدرتهم وجرأتهم في هذه المناسبات والمواقف.
6 بعد بعض المداخلات عن موضوع الندوة والمحاضرة.
7 عدم التزام بعض المشاركين بما يحدد لهم من وقت.
8 ضعف فكرة بعض المداخلات فقد تكون اعادة أو شرحاً لكلام المحاضر.
كل هذا وذاك يدعونا إلى محاولة التفكير في ايجاد حلول ناجعة من شأنها أن تساهم في اكساب الأفراد مهارة الالقاء في مثل هذه المناسبات وربما هذه المقالة تجعلنا نقف ونتفكر ونلاحظ ونتأمل فالموضوع ذو شأن وبخاصة اذا أدركنا ان الكثير بحاجة إليه ومنهم كثير من المثقفين والمتنورين بل من المعلمين والأساتذة المخضرمين.
ويمكن أن نبدأ بخطوات العلاج في المدرسة وبخاصة في حصص التعبير بشقيه الشفوي والتحريري وتدريب التلاميذ على الكتابة المنطقية واكسابهم مهارات الالقاء المبنية على الفكر والمنطق مع اقامة المسابقات والدورات الخاصة بهذا المجال.
* إشارة.
كلام الرجل قطعة من عقله.