Monday 10th April,2000 G No.10056الطبعة الاولى الأثنين 5 ,محرم 1421 العدد 10056



عذاريب
كرة تائهة
عبد الله العجلان

في زمن المتناقضات بين الواقع والخيال,, بين ظاهر الأمور وباطنها,, بين المفروض والمرفوض,, بين الأقوال والأفعال,, بين أشياء مضحكة وأخرى مبكية ها نحن نعيش في ذات السياق وسط مجتمع متناقض تماماً في تعامله مع الشأن الرياضي,, هنالك فئة غير قليلة ترفض الكرة والرياضة داخل الأندية ممارسة واهتماماً وتشجيعاً رفضاً قاطعاً وتعتبره مجالاً غوغائياً ومضيعة للوقت والجهد واستنزافاً غير مبرر للقدرات والامكانيات البشرية والمادية للفرد والناس أجمعين,, أما الفئة الأخرى الأكثر عدداً والأقوى تأثيراً وتفاعلاً فنجدها تتعاطى الهم الكروي بشكل متطرف فيه من الانحياز والتعصب وقوة الانتماء ما لا يتوفر في أي شأن آخر,,!!
نحن اليوم في الوسط الرياضي نتأرجح بين فئتين لا يوجد بينهما أي انسجام أو تقارب الأهم من ذلك أنهما لا يستطيعان التأثير على بعضهما ولا يمكن لأحدهما أن يتنازل قليلاً عن قناعاته وصولاً إلى نقطة التقاء معقولة,, فمن يرفض رياضة الأندية وتشجيعها يظل عاجزاً عن تغيير أفكار أقرب الناس إليه وهم أبناؤه لسبب بسيط وهو أنه متمسك بقوة بمبدأ الرفض جملة وتفصيلاً,, في حين أن الطرف الآخر لا يمنح نفسه فرصة اعادة النظر بجدوى الانشغال بالكرة,,!!
مدرجات الملاعب تستقبل عشرات الآلاف من المشجعين,, المحطات التلفزيونية الأرضية والفضائية تتسابق للفوز بنقل المباريات وتحليلها وتوظيف جوانب الإثارة من خلالها لاستقطاب أكبر عدد ممكن من المشاهدين,, الصحافة تستهلك الكثير من الأوراق وتنشر الكم الهائل من التعليقات والتقارير والأخبار والآراء تمشياً مع رغبة القارىء الرياضي,, وعلى اثر ذلك اخترقت الكرة المجتمع بطريقة جعلته يزداد تفرغاً وتفاعلاً كروياً بمختلف شرائحه لدرجة أن الطالب يحفظ جدول الدوري وعدد النقاط وأهازيج المشجعين وقوانين الكرة وأسماء اللاعبين والمدربين وطريقة اللعب أكثر من حفظه لجدول الضرب ومواعيد الاختبارات وعدد الدرجات وقوانين الرياضيات وأسماء معلميه وواجباته المدرسية اليومية وأيضاً الدينية والاجتماعية والمنزلية,,!!
نريدها معادلة معقولة ومتوازنة تسمح بالتعامل معها بعيداً عن الرفض المطلق للكرة من جهة مثلما تقتضي عدم الانقياد لها كلية قولاً وفعلاً وتفكيراً من الجهة الأخرى,, من أجل بناء مجتمع يتطور بوعي وهدوء واتزان في تصرفاته ومسؤولياته وطريقة تفكيره ومستوى همومه ومتطلباته,,!!
الرديء يكسب!
سألت أحد الزملاء ذات يوم: لماذا توقفت عن الكتابة؟!
فأجاب بانفعال: لماذا أكتب,, ولمن,, وما الفائدة مما أكتب,,؟! ثم إنني لا أستطيع أن أفعل كما يفعل الكثيرون ممن يكتبون بأساليب انتهازية فجة,, كما إنني لست مجبراً على الكتابة بأفكار غير مقتنع بها أساساً,, ويضيف: صدقني لقد وجدت في ابتعادي وتوقفي العافية والاستقرار وراحة البال,,!!
كاتب رائع ومرموق بحجم هذا الغائب الأكبر ومعه عدد آخر من الكتاب الرياضيين البارزين بعضهم مازال يمتهن العمل الصحافي الرياضي والبعض الآخر قرر الاعتزال منذ فترة,, جميعهم اضطروا للتوقف عن الكتابة الرياضية إلا ما ندر وفي ظروف وأوقات متباعدة وبالتالي خسرناهم وخسرهم القارىء العادي والمسؤول,, لماذا؟!!
شخصياً اعترف بأنني أشعر أحياناً بشيء من الاحباط بسبب مشاهدات ووقائع أثبتت الأيام أنها غير قابلة للتغير والتحسن على النحو الذي نتطلع إليه,, وعلى الرغم من الاطروحات الجادة والمناقشات المباشرة والشاملة حولها إلا أنها تبدو دائماً وأبداً كمن ينفخ في قربة مثقوبة,, وأمام هكذا تعاملات توحي بعدم الاكتراث وسوء الظن ورفض الرأي الآخر لمجرد الرفض سيجد الكاتب الرياضي الباحث عن الارتقاء بمهنته والمتحمس بإخلاص لأمته ووطنه نفسه وسط دوامة تبدأ بالاحباط وتنتهي بأسوأ منه,,!!
كثيرون للأسف اختاروا طريقاً مختلفاً تتكاثر فيه المجاملات والمصالح المتبادلة وتكريس كل ما لديهم للوصول إلى أهدافهم الشخصية,, وهؤلاء نراهم ينتشرون بابتذال في أكثر من مطبوعة دون أن يقدموا فكراً لائقاً وطرحاً مفيداً بقدر ما يرتضوا لأنفسهم الاهانة والشهرة من نوع آخر,,!!
يا كل الرائعين,, باسم القراء وبرسم الاصرار على الموقف وكفاح القلم عودوا لقرائكم الكثر,, ولا تتركوا لهؤلاء المستنفعين والمتلاعبين فرصة افساد الذوق وتشويه الحقائق وخلط المفاهيم,,!!
قليل من كثير
* تجاوزت اختيارات اللجنة الأولمبية لشخصيات القرن الرياضية السعودية اسم عبدالرحمن بن سعيد شيخ الرياضيين ومؤسس أرقى وأقوى وأهم مؤسسة رياضية بالمملكة (نادي الهلال) وشقيقه الشباب,,!!
* اختفى يوسف الثنيان فجأة,, مؤكداً عودته مجدداً لاسلوب (التسحيب) ولكن هذه المرة على نفسه بعدما انهارت قواه ولم يعد قادراً على مزاولة هذه الهواية داخل الملعب,,!!
* ضمن حلقات مسلسل (مجزرة المدربين) سقط أخيراً المدرب العالمي (ميلان) بالضربة الإدارية القاضية في أول مواجهة له مع الإدارة الجديدة,,!!
* أصدرت لجنة الاحتراف قراراً يقضي بالزام نادي النجمة بدفع مليون ريال لنادي الهلال ثمناً للتنازل عن اللاعب المنسق بدر أبانمي,,!!
* غادر المحترف الجزائري وقائد فريق النصر في وقت سابق موسى صائب إلى فرنسا لتلقي العلاج الطبيعي هناك(!!) رغم عدم موافقة إدارة ناديه التي لم تستطع منعه من السفر لأسباب مجهولة,,!!
لا تعليق ,, تأملوا ماحدث خلال الأسبوع الماضي فقط لتكتشفوا أننا غير قادرين على رصد (بلاوي) العام الهجري المنصرم بأكمله فهي عملية صعبة لا تتفق مع المبدأ المتعارف عليه ( قل الزين واترك الشين),,!!
غرغرة
* اختيارات المدرب ماتشالا ستجد نفسها حائرة بين زحمة مهاجمين وأزمة مدافعين,,!!
* البارحة,, إذا لم يفز الأهلي على الاتحاد بعد سلسلة اخفاقاته المتتالية فهنالك أشياء إدارية وأخرى فنية يجب على الأهلاويين تغييرها فوراً,, والشاطر يحكي,,!!
* يحسدون الهلال على القرعة بينما التسهيلات والحظوظ دائماً ما تكون من نصيبهم,, والنتيجة مثل ما أنتم عارفين,,!!
* التطورات الأخيرة اثبتت أن السحر انقلب على الساحر,, معليش يوم لك ويوم عليك,,!!
* نجح الجبلاويون في استضافتهم وبقي النجاح الأهم وهو الصعود,, بالمناسبة أشكر لهم جمال مبادرتهم وروعة موقفهم في تواصل لا أستغربه من ناد مضيء كالجبلين,.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved