Monday 10th April,2000 G No.10056الطبعة الاولى الأثنين 5 ,محرم 1421 العدد 10056



بفضل التقدم العلمي لم تعد عمليات العمود الفقري مقلقة
الحوادث المرورية من أهم أسباب الإصابة بالانزلاق الغضروفي
د, أحمد الفريان
استشاري جراحة الأعصاب

يعتقد الكثير من الناس ان كل عملية تجرى للعمود الفقري لسبب أو لآخر ستؤدي الى شلل وبذلك نواجه نحن جراحي المخ والاعصاب صعوبات في تغيير هذا المفهوم لدى الكثير من المرضى لاقناعهم بأن الطب الحديث وما شمل من تطورات في مجال التخدير وكذلك المعدات والمعرفة الطبية قلل كثيرا أو أكاد أقول قضى على تلك الاحتمالية وأعطي مثالا على ذلك فإن آلام الظهر والساقين التي يكون مصدرها انزلاق غضروفي او تضيق في الفقرات القطنية والتي تكون مزمنة او حادة ولم يجد فيها العلاج غير الجراحي مثل العلاج الطبيعي والادوية المخفضة للالم قد تحتاج إلى جراحة لاستئصال الغضروف وتلك الجراحة عادة تجرى بمساعدة المجهر الذي يعطي تكبيرا للانسجة تصل من 10 الى 30 مرة وكذلك يعطي اضاءة قوية كافية لمكان العملية وبذلك يقل خطر الاصابة ويتم عادة استبدال هذا الغضروف إذا كان في منطقة الرقبة لخصوصيتها بعظم من الحوض أو بنك العظام كما يسميه البعض اما الظهر فإن الغضروف لا يحتاج إلى وضع اي ترقيع عظمي له بحيث ان مكانه سيكون مليئا بالاغشية والتليفات التي تثبت الفقرات بعضها على بعض.
أما أسباب الانزلاق الغضروفي فهي عديدة اهمها الاستعداد الجسماني لدى المريض لبروز وانزلاق تلك الغضاريف الغضاريف عبارة عن قرص لين بين الفقرات يتكون من جزءين جزء ليفي وهو المحيط به، وجزء جيلاتيني في وسط تلك الالياف ليسهل امتصاص الصدمات على العمود الفقري .
ومن الاسباب حمل اثقال كبيرة بوجود ضعف في العضلات المساندة للعمود الفقري.
وكذلك الحوادث المرورية قد تؤدي إلى انزلاقات غضروفية ومن الملاحظ ان الانزلاقات الغضروفية تحدث في الغضروف الذي يتحمل اكبر عبء من وزن الجسم فمثلا في الظهر يكون الانزلاق الغضروفي غالبا من الفقرة الخامسة القطنية ومن الاولى العجزية وفي الرقبة بين الفقرة الخامسة والسادسة أما الاعراض فهي كما يلي:
تبدأ بآلام الظهر ومن ثم يمتد الألم إلى المنطقة التي يغذيها العصب المعطوب الانزلاق الغضروفي فمثلا انزلاق الفقرة القطنية الخامسة والعجزية الاولى سيعطي الاعراض التالية:
آلام في الظهر.
آلام في المنطقة الخلفية للورك وكذلك النصف النخز في الساق وتصل إلى اصابع القدم الصغيرة.
تنمل في منطقة الألم.
قلة الاحساس في منطقة الألم.
عدم القدرة على خفض القدم لضعف العصب وذلك يحصل بعد مدة طويلة من الآلام.
ومن الاشياء النادرة تسبب الانزلاق الغضروفي في عدم التحكم في البول والبراز وكذلك الضعف الجنسي.
وتلك الاعراض المختلفة قد تأتي حسب ترتيبها الواحدة بعد الاخرى وقد تأتي دفعة واحدة.
أما العلاج فيبدأ بالعلاج المتحفظ.
وأعني بذلك الراحة مع العلاج الطبيعي واستخدام الادوية المخفضة للالم وفي الغالب ان هذا العلاج سيكون ناجحا ولو مؤقتا.
إذا لم ينفع ذلك العلاج فإن الجراحة هي السبيل الوحيد وهناك طريقتان اما شفط الغضروف في حالات قليلة عن طريق ادخال ابرة في مكان الغضروف او عن طريق الجراحة وهي عبارة عن فتحة لا تتجاوز 4سم في منطقة الغضروف وباستخدام المجهر يتم معاينة الغضروف وكذلك العصب المضغوط ويتم استئصال الغضروف بدقة وبدون اخطار تذكر وعادة يستطيع المريض المشي في نفس اليوم او من الغد ويخرج من المستشفى خلال ثلاثة ايام من العملية ونسبة النجاح في اكثر الحالات تصل إلى 95% وباقي الخمسة بالمائة تكون الآلام ثابتة لا تتغير, اما اصابة العصب فهي نادرة جدا جدا.
في الختام ننصح جميع من يعاني من آثار الانزلاق الغضروفي عرض نفسه على جراح مخ وأعصاب لاستشارته في العلاج ومحاولة التمشي مع جميع الارشادات والتوصيات فمثلا الالتزام بالعلاج الطبي لتقوية عضلات البطن في غاية الاهمية لأنها هي الداعم الاساسي للعمود الفقري.
أما من لا يعاني من آلام الظهر او الانزلاقات الغضروفية فننصحه بمزاولة التمارين غير الشاقة مثل السباحة وتقوية عضلات الظهر والبطن فكما قيل الوقاية خير من العلاج.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved