ضحايا الحروب في السودان من يغيثهم,,؟!!

دائماً للحرب ضحايا,, ودائما يكون هؤلاء الضحايا ممن لا رأي لهم فيما يجري من معارك وما يدبر من مكائد سياسية وتبادل في التحالفات القائمة, فدائماً ضحايا الحروب هم من الأكثرية الصامتة من الشعوب التي فرض عليها دفع الثمن,, ودائما يكون الثمن باهظاً، فالإنسان المحاصر بالحروب يدفع حياته وعائلته وأملاكه البسيطة ثمنا لحروب الكبار.
وهذا بالضبط ما يجري الآن في جنوب وشرق السودان، وإذا كان المواطنون في جنوب السودان قد كتب عليهم العيش ببؤس وحرمان وتشريد وجوع بسبب الحرب الانفصالية التي يشنها المتمردون بقيادة جون قرنق، فإن شرق السودان قد دخل دائرة التشريد والحرمان والجوع بعد العمليات الحربية التي تشهدها ولاية كسلا، فحسب الأنباء التي نشرت في الخرطوم هناك أكثر من مئة وستين ألف مواطن أصبحوا مشردين بعد أن فروا من مناطق القتل، مما اضطر الحكومة الي إيوائهم في ثمانية عشر معسكرا.
وتنقل إحدى الصحف السودانية عن مدير جمعية الهلال الاحمر السوداني أن سبعة آلاف من هؤلاء المشردين في حاجة الى إغاثة عاجلة بإقليم همشكوريب، وأشار الى انه اذا لم تصل الاغاثة المطلوبة في بحر يومين فإن الموقف سيصبح أكثر سوءاً.
وقال إن عدداً آخر يناهز اثني عشر الف شخص في حاجة ماسة ايضا بمنطقة وادي حليو.
وكانت الحرب بين قوات الاحزاب السياسية السودانية المحظورة أعضاء ما يعرف بالتحالف الوطني الديمقراطي وقوات الحكومة قد تصاعدت منذ نهاية الشهر الماضي.
مدير جمعية الهلال الاحمر السوداني ناشد الدول والمنظمات الانسانية لتقديم مساعدات لمنكوبي الحرب، واستغرب التلكؤ في تقديم المساعدات.
ومع أن مدير الهلال الأحمر السوداني على حق في استغرابه من عدم مساعدة هؤلاء المواطنين المسلمين ، في حين كانت تلك المنظمات تسارع ولا تزال الى إرسال المساعدات الى المناطق الجنوبية التي يشكل سكانها الوثنيون والمسيحيون أغلبيتهم.
واذا كانت المنظمات المسيحية تسارع الى مساعدة الجنوبيين المسيحيين فأين المنظمات الخيرية الإسلامية من مساعدة المشردين المسلمين في شرق السودان.
وقبل الحث على إرسال مساعدات للمتضررين من الحروب في السودان,, ألا يجدر أن يتكثف الحديث عن وقف الحروب في السودان في شرقه وجنوبه,,؟!!