Wednesday 12th April,2000 G No.10058الطبعة الاولى الاربعاء 7 ,محرم 1421 العدد 10058



رؤى وآفاق
بلاد واسعة وثمار يانعة

الجهل ببلادنا من قبل الآخرين يحمّل حمَلة الأقلام مسؤولية كبيرة، فالإعلام القوي هو الذي يجعل للبلاد حضورا لدى الآخرين، واعلامنا ما يزال قاصرا عن التعريف ببلادنا، وما تشتمل عليه، من زراعة، وتجارة، وصناعة، وادارة، وأمن، فالعالم لا يعرف عن المملكة العربية السعودية الا انها بلد النفط، واخواننا العرب لا يعرفون الا القليل عن هذه البلاد الواسعة، المملكة العربية السعودية.
وعندما ارتأى وزراء الثقافة العرب اختيار مدينة عربية لتكون عاصمة للثقافة في بلد عربي، كان هدفهم وقوف العرب على هذا البلد في ثقافته، ولكن من أين لهم الوقوف على المجالات الأخرى؟ ان ارتباط بلادنا بالنفط أمر نعتز به، وقد عرف الآخرون بلادنا عن طريقه، لأن حاجتهم فيه، ولكننا نريد أن تُعرف بلادنا بجميع ما تنتجه، وتصنعه، فالمملكة العربية السعودية بلاد واسعة، مختلفة التضاريس، مختلفة المناخ، ففي الشتاء تكون درجة الحرارة في مدن الشمال صفرا، أو أقل، بينما هي في جيزان لا تقل عن العشرين، وفي الصيف تصل درجة الحرارة في المناطق الداخلية والشرقية وأجزاء من الغربية الى خمس وأربعين، ولكنها في جبل السراة لا تتجاوز الثامنة والعشرين.
هذا التنوع في المناخ وفي التضاريس أتاح لبلادنا ان تزرع الحبوب بأنواعها والفواكه، وجُلّ ما يزرع في العالم، فنحن في المملكة العربية السعودية في موسم جني محصول على مدار السنة، فالنخيل بأنواعها المختلفة تزرع في الاحساء، والقطيف، والخرج، والمدينة المنورة، والقصيم، وبيشة, وقد وفرت محصولا زاد عن الحاجة، فالتمور متوفرة في أسواق المملكة بكثرة، وقد جعلتها المملكة جزءا من مساعداتها للآخرين المحتاجين الى الغذاء في أنحاء العالم، ومن المعروف أن المملكة من أوائل الدول التي تدعم الغذاء العالمي، عن طريق الاهتمام بزراعة الشجرة المباركة النخلة، وزراعة الزيتون ارتبطت بالمناطق الشمالية والشمالية الغربية من المملكة، فتلك الشجرة المذكورة في القرآن الكريم احتلت مساحات واسعة من أراضي الجوف والقريات وتبوك، وأصبح انتاجها يسد حاجة البلاد من الزيتون، وزيت الزيتون، فالتوجه الى هذا النوع من الزراعة، وان جاء متأخرا الا انه توجه سليم، فله مردود مُجزٍ، بالاضافة الى القيمة الغذائية العالية للزيتون وزيته، فاذا كانت تونس تشتهر بهذاالنوع من الزراعة فان المملكة العربية السعودية توجهت اليه أخيرا ونجحت فيه, وزراعة الحمضيات من برتقال وليمون ارتبطت بمنطقة عنيزة في السنوات الماضية، الا ان توجه منطقة نجران الى هذا النوع من الزراعة جعل انتاج نجران يتقدم على انتاج عنيزة، ونتيجة لهذا التنافس الشريف في مجال الزراعة أصبح انتاج المملكة العربية السعودية من البرتقال ينافس المستورد من مصر، ولبنان، وسوريا وفلسطين، فلم يعد انتاج البرتقال مستغربا، وانما أصبح في وفرته سلعة وطنية تنافس انتاج اخواننا العرب.
ومنطقة تبوك تنوعت زراعتها، فقد جادت على أسواق المملكة بالخوخ والعنب والتين بكميات كبيرة, وحتى زراعة المناطق الاستوائية اثبتت وجودها في المملكة العربية السعودية، فالمانجو المزروع في منطقة جيزان نافس المستورد، وتقدم عليه، بل ان زراعة المملكة لهذا النوع من الفاكهة احتلت مكانة اقتصادية دفعت المزارعين الى الاستثمار والتوجه الى زراعة المانجو بمساحات واسعة.
والموز وان كانت زراعته قديمة في أودية جيزان، وأودية عسير، الا ان التوجه الى زراعته في السنوات الأخيرة يضاعف ما ينتج منه، ويزيد حضوره في أسواق المملكة العربية السعودية, وزراعة البن في جبال عسير الغربية، وفي جبال جيزان قديمة، وتتوسع في الوقت الحاضر، فالبن السعودي له حضور في الأسواق، وزراعة التفاح ما زالت تتقدم ببطء، ونحن في انتظار التوسع في هذا النوع من الزراعة، في أبها، والباحة، والطائف، لتكون مواكبة لزراعة البرتقال الذي أثبت وجوده في الأسواق, وقد أثبتت المملكة قدرتها على التوسع في زراعة القمح، عندما غزا القمح السعودي العالم في سنوات قليلة، ومزارع الألبان في المملكة سيدة مزارع العالم فأكبر مزرعة ألبان في العالم توجد في المملكة, وبعد فان الشيء الذي ننتظره ايصال انجازاتنا الزراعية الى العالم الذي لا يعرف عن بلادنا الا النفط.
د, عبدالعزيز بن محمد الفيصل

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

تحسين وضع وتعيين 5759 معلمة

منوعـات

تقارير

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved