مما لا شك فيه أن للدرعية مكانة عظيمة في نفوسنا جميعاً، فهي العاصمة الأولى للدولة السعودية حيث قامت الدولة على يد الإمام محمد بن سعود رحمه الله في القرن الثاني عشر الهجري على أساس دعوة التوحيد التي حمل لواءها الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله .
لذا لا يستغرب اهتمام قيادة المملكة الرشيدة بهذه المدينة العريقة، ولعل من ذلك تسميتها محافظة ضمن محافظات منطقة الرياض، وكذا اختيار أحد أحفاد الملك عبدالعزيز محافظاً لها وأعني به صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز وفقه الله والذي ينظر المواطنون إلى توليه مسؤوليات المحافظة على أنه بداية لمرحلة جديدة من نهوض هذه المدينة العزيزة.
ولعل من أهم المشروعات التي تحتاجها الدرعية في المجال الثقافي والاجتماعي، إنشاء مركز حضاري ضخم يكون مجمعاً ومنطلقاً للأنشطة الثقافية والحضارية والخيرية والعلمية والاجتماعية المتفرقة حالياً بصورة ضعيفة في الدرعية، حيث يوجد بها مكتبتان صغيرتان احداهما تابعة لجمعية البر بالرياض والأخرى تتبع مركز التنمية الاجتماعية، كما توجد صالة محاضرات متواضعة الامكانات، مما يجعل الحاجة ماسة للمركز الثقافي.
وهناك أرض حكومية كبيرة نزعت ملكيتها لتكون مقراً للمكتبة العامة، فيا حبذا لو تم بها اقامة مركز ثقافي ضخم يتكون من عدة أدوار يكون احدها على سبيل المثال للمكتبة العامة ويجهز تجهيزاً حديثاً وتجمع به المكتبات القائمة حالياً، ويكون الثاني مقراً للمركز الخيري للتدريب على الحاسب الآلي، والثالث مقراً لادارة الجمعية الخيرية، والرابع مقراً لادارة لجنة اصدقاء الصحة، والخامس لادارة المدينة التاريخية التابعة لوكالة وزارة المعارف للآثار والمتاحف، ويكون بجوار المبنى صالة محاضرات ضخمة تليق بالمركز، ويلحق به أيضاً صالة للرياضات البسيطة كالتنس واليد، والتمارين الرياضية، وكذا حمام سباحة مجهز، ومضمار للجري، وحديقة عامة بها أماكن للتنزه، وخيمة اجتماعية كبيرة تكون ملتقى لكبار السن والمتقاعدين، ومسجد يخدم هذه المرافق كلها به مصلى للنساء، ولا مانع ان يخدم هذا المجمع الجنسين حسب التصميم الذي يراعي الآداب الشرعية في ذلك.
وأتمنى لو عرض تمويل هذا المشروع الحضاري على رجل البر والاحسان حضرة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظه الله الذي عرف عنه سرعة الاستجابة للمشاريع النافعة، وتكتمل الفرحة عندما يصبح مسمى هذا المشروع مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز الحضاري بالدرعية .
وأتوقع ترحيباً عاجلاً من سموه الكريم لذلك، وأسأل الله تعالى أن يجعله في ميزان حسناته يوم القيامة.
ومن المأمول أن يكون هذا المركز الحضاري بعد اكتماله معلماً من معالم مدينة الدرعية يضاف إلى مشروع مسجد الامام محمد بن سعود رحمه الله الذي بني على نفقة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله ويشكل حالياً واجهة اسلامية وحضارية، وتحفة معمارية رائعة في الدرعية، ولعله لا يخفى على الجميع ان الدرعية يؤمها أعداد كبيرة من السائحين والباحثين والمتنزهين من مواطنين وعرب وأجانب كلهم يسمع بهذه المدينة وتاريخها ويرغب ان يراها ويرى معالمها مباشرة حتى تكتمل لديه صورتها المشرقة.
ولا يفوتني في ختام هذا الموضوع ان أتطلع إلى تبني صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لهذه الفكرة، ومتابعة واهتمام صاحب السمو الملكي محافظ الدرعية لذلك، وفقهم الله جميعاً لكل خير، والله المستعان.
عضو هيئة التدريس بجامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية