Wednesday 12th April,2000 G No.10058الطبعة الاولى الاربعاء 7 ,محرم 1421 العدد 10058



شعاع
نحو مسرح سعودي,, حديث
د,طاهر تونسي

تعيش أوساطنا الثقافية فرصة كبيرة غامرة باختيار مدينة الرياض عاصمة ثقافية عربية,وهي مناسبة أنتهزها للحديث عن المسرح السعودي الذي بدأت إرهاصاته الاولى منذ الأربعينات الميلادية من القرن العشرين.
ومع بداية ظهور الحضارات والمدنيات بدأت حاجة الإنسان للتعبير عن ذاته ونفسه ومشاعره فبدأت الفنون والآداب في الظهور منذ بداية الحضارات الأولى ومع بزوغ المدنية اليونانية وحضارتها بدأت الفنون من شعر ونثر وحكمة وفلسفة وقصة نثرية وشعرية مثل الإلياذة والأوديسة, ثم بدأ ظهور المسرح ومن أغرب الأمور ان المسرح حينما بدأ ظهر قويا صلبا متماسكا عظيما منذ الوهلة الأولى.
وقد ظهر من أعلام المسرح اليوناني شعراء من أمثال سوفوكليس شاعر المأساة الذي نبغ منذ صباه فقاد الفرقة التي كان تغني اناشيد النصر احتفالا بمعركة سلاميس ولما يبلغ السادسة عشرة من عمره ونال الجائزة الأولى في المسرح قبل بلوغه الثلاثين من عمره ثم فاز بهذه الجائزة عشرين مرة وقد أدخل سوفوكليس تجديدات عديدة على المسرحية فجعل الممثلين ثلاثة بدلا من اثنين وعني برسم المناظر وقد وصل إلى الأجيال التي تلته سبع مسرحيات كان لها أبلغ الأثر في المسرح العالمي إلى يومنا هذا ومنها أوديب ملكاً وأوديب في كولون وأنتيجون وإلكترا وفيلوكتيت وغيرها.
ومن الذين أسسوا المسرح العالمي يوريبيندس الذي ألف لنا اثنتين وتسعين مسرحية بقى لنا منها اندروماك وإلكترا والطرواديات ومنهم ايضاً ايسكولوس وكان خصما منافسا لسوفوكليس, ولسنا بصدد كتابة ترجمة عن اعلام المسرح ولكننا نذكر هؤلاء الأعلام لأنهم يمثلون مرحلة تأسيس المسرح لاسيما وأن المسرح اليوناني قد نال كل خصال المسرح المتكامل فقد تناولوا في مسرحياتهم تاريخ اليونان الحقيقي والأسطوري وأبدوا آراءهم في كثير من زعماء التاريخ آنذاك ثم بعد ذلك ناقشوا قضايا الدين والمجتمع والحب والزواج والانسان ورباط الفرد مع مجتمعه ومع السلطة التي تحكمه وتناول القضايا الثقافية, والحقيقة إذا نظرنا الى طبيعة المجتمع اليوناني نستطيع ان نقول ان المسرح اليوناني كان متمشيا ومصورا لروح العصر.
وقامت مدنيات بعد المدنية اليونانية كمدنية الفرس وبابل والسومريين والفراعنة ولكن المسرح بالمفهوم اليوناني لم يستمر فيما نعلم إلا في أدب المدينة الرومانية ومن اهم أدباء المسرح الروماني تيرنس العظيم.
ولم تنتج لنا الحضارة الإسلامية في العهدين العباسي والمملوكي اكثر من مسرح خيال الظل وان كان الدكتور على عقلة عرسان الذي ألف كتاب,, الظواهر المسرحية عند العرب قد ذهب إلى أن بوادر المسرح قد ظهرت في كثير من الاحتفالات الدينية والشعبية في العهد العباسي والمملوكي.
وازدهر المسرح بعد ذلك في انجلترا على يد وليم شكسبير وصديقه بن جونسون بينما بلغ المسرح الفرنسي ذروته إثر الحركة الادبية والنهضة التي بدأت في عهد الكاردينال ريشيلو ايام الملك لويس الثالث عشر ومن بعده وفي عهد الملك لويس الرابع عشر حيث ظهر ثلاثة من اعلام المسرح هم كورني وراسين وموليير.
وفي مطلع القرن الماضي وفي عام 1847 ظهرت أولى محاولات الكتابة المسرحية العربية عندما كوَّن مارون النقاش وشقيقه نقولا فرقة تمثيلية وكانت أول مسرحية حديثه كتبت بالعربيةوعرضت في بيروت هي مسرحية البخيل لموليير معربة, ومن الطرافة ان جميع ممثلي المسرحية كانوا من عائلة مارون النقاش ثم كانت هجرة سليم النقاش الى مصر وبتشجيع من الخديوي إسماعيل بدأ عمله المسرحي وعلى يد المعلم يعقوب صنوع وغيره بدأ تطور المسرح المصري.
وقد نبغ من اعلام المسرح العربي توفيق الحكيم ويوسف إدريس وميخائيل نعيمة وسعيد عقل ومحمود دياب وسعد الدين وهبة وغيرهم.
وفي المملكة العربية السعودية تنافس الكتاب في هذا المضمار وكان من هؤلاء عبدالله عبدالجبار وأمين سالم رويحي وغيرهم.
ونحن نشهد احتفال الاقلام باختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية لايفوتنا ان نسجل الحاجة الماسة إلى مسرح قوي عظيم يمتاز بصفات قوية رفيعة من ابرزها: أولا التواصل مع التراث العربي العظيم والقاء الضوء على الاحداث العظيمة التي شكلت حضارة أمتنا العظيمة مع إنصاف الشخصيات الكبيرة من حياة هذه الامة المجيدة.
وثانيا: البعد عن الإسفاف المسرحي الذي سيطر على المسرح العربي وخاصة في فترة السبعينات وماتلاها وقد تمثل هذا الإسفاف في الضحك الرخيص والكلمة البذيئة والمستوى الصفيق والمحتوى الهابط.
ثالثا: تصوير الواقع للأمة ومشاكلها الاقتصادية والسياسية والفكرية ووصف العلاج الناجع لأدواء العصروهمومه.
رابعا: الارتقاء بالإنسان العربي فكريا وعلميا والمساهمة في النهوض بالمجتمع العربي ورفعته وعلو مكانته بشعار دائم هو مسرحنا الوطني نحو الافضل والامثل والاكمل .

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

تحسين وضع وتعيين 5759 معلمة

منوعـات

تقارير

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved