المعنى ليلى وعشاقها محمد العثيم |
أجمل ما في الرياض أنها مدينة لا يعرف سكانها الملل لأنها لا تترك للساكن الوقت ليفكر بنفسه، فما بالك أن يملَّ.
والرياض بكل ما فيها: مرورها المزدحم، أعصابها المتوترة,, مسافاتها البعيدة التي لا تتيح لساكنها أكثر من مشوار في اليوم قد يضطره للنوم بفندق لمواصلة طريق العودة بعد زيارة قريب أو رحلة تسوق,, أقول الرياض بكل ما فيها، مدينة تقتل ساكنها بداء العشق وتجعله لا يفارقها وإذا فعل ذهب بوجد وبعشق، لأنه لا يطيق فراقها مهما كان الإغراء.
كثيرون ذهبوا لقضاء صيفية في مكان لا يوصف في الداخل أو الخارج,, أو ذهبوا برحلة عمل وعادوا بعشق المجنون لليلى,, إذا سألت نفسك السبب ولم تجده فسأهمس بأذنك أن هذا من العشق العذري الذي لا ينطفىء لهيبه ولا يهدأ هاجسه مهما طالت العشرة؛ لأنه عشق المحروم الذي يحرق لهيب أواره (شراسيف) القلب المكلوم لا طلباً لوطر العشاق، بل تعلقاً بحبٍّ لا مهرب منه.
يا أخي، إذا كان أخذك هذا الهاجس,, وكلنا (بالهوى سوى) ونحن عشاق ليلى لا فكاك فلا تبتئس ولكن اسأل نفسك,, لِمَ العصبية في المرور ولِمَ التوتر والتزاحم بالمناكب,, لِمَ لا نتدله بالهوى,, ونأخذ من وجدنا للمعشوقة سكونه الحزين ونعلن الحب للمدينة على الجدران بالقول وبالفعل في الطرقات وبالتلاحم بدل التنافر وكما تعلم فكلنا بالهوى سوى.
|
|
|