لديّ ماض أسود مع السينما المصرية

حوار : عبد الرحمن الدخيل
لكل عمل ناجح رجل، ولكل مجال علم وعلمنا اليوم غني عن التعريف صال وجال في مجاله حتى حجز لنفسه مكانا بين الكبار، عرفناه منتجا سينمائيا مؤمنا بقضيته واراد ان ينقل تجربته لوطنه مؤسسا لسينما سعودية بكل خصوصية هذا الوطن الكبير، انه المنتج السعودي صالح الفوزان.
* كيف ترى مستقبل السينما السعودية والخليجية بشكل عام من خلال مشاركتك في المهرجان الاول للسينما الذي اقيم في البحرين مؤخرا؟
في البداية هنالك حقيقة لابد ان اذكرها هنا وهي اني قررت عدم المشاركة في المهرجانات العربية والمصرية على وجه الخصوص نسبة للرأي الطاغي على غالب السينمائيين المصريين وهو ان منطقة الخليج تمثل سوقا لافلامهم وليست لانتاج السينما، وشاركت في مهرجان البحرين لسبيين الاول كونه اول مهرجان يقام في الخليج وواجبي ألا اتخاذل عنه لأنه مصدر فخر لي كخليجي والثاني هو المشاركة في اجتماعات جمعية السينمائيين الخليجيين التي كانت مثمرة وهادفة وخرجت بالعديد من النتائج الايجابية ونحن بصدد تسجيل الجمعية بعد ان تبرعت البحرين بمقر لها.
سنين الرحمة والعالمية
* اذاً هل ننتظر مشاركتك بفيلم سنين الرحمة في المهرجانات القادمة؟
لن اشارك به إلا في حفل افتتاح او ختام مهرجان واعتقد انه مؤهل بما فيه الكفاية للمشاركة في مهرجانات أكبر من العربية لأن طموحي اكبر منها.
* لكن ألا تتفق معي بتميز الافلام المصرية خاصة في المهرجان الاخير؟
يا أخي الافلام المصرية الحالية اصبحت تجارية ولا تعبر عن الواقع المصري الذي عشت فيه حوالي ست عشرة سنة واصبح المنتج المصري عموما يسير بمقولة (الجمهور عايز كده) انا لا اخفي انبهاري في البداية بالإنتاج السينمائي المصري ولكن سرعان ما ادركت حقيقته والسينما المصرية ألغت دور الجمهور في طرحها للعقدة والحل آنيا في افلامها دون ان يكون للمشاهد رأي حول هذه العقدة وفي رأيي ان السينما اداة تنبيه للمشاهد.
إحساس بالذنب
* هل اوصلت رأيك للسينمائيين المصريين حول هذه العيوب؟
نعم ففي المهرجان الاخير قابلت المخرجة المعروفة ايناس الدغيدي واخبرتها برأيي فقالت لي بالحرف: انت لا تفهم السينما ورددت: معك حق فأنا لا افهم السينما التي تفهمينها انت ولا اريد ان افهمها ، ثم تحدثت مع الناقدة المصرية خيرية البشلاوي في ليلة ختام المهرجان فردت بمثل رد ايناس الدغيدي وقلت لها ما قلت سابقا لايناس.
* لكنك ساهمت في إنتاج العديد من الافلام المصرية؟
لا انكر ذلك فأنا لدي ماض اسود من الافلام المصرية التي صنعتها وندمت عليها لأنني شاركت في اتهام الشعب المصري في اشياء ليست موجودة فيه وانا احس الآن بالذنب لما فعلته.
نحن مختلفون عن الآخرين
* دعنا نعود بالحديث عن فيلم سنين الرحمة ؟
الفيلم جاهز لكني مازلت في طور الإعداد والدراسة والعملية تتطلب بعض الوقت، انا الآن احضر لأول فيلم سعودي من نوعه، فيجب فيه مراعاة مكانة البلد الكبيرة وتحسس العادات والالتزامات الاجتماعية والادبية فنحن مختلفون عن الآخرين وعلينا ان نأخذ الدرس من السينما الإيرانية التي وصلت للعالمية وليس ببعيد عن الاذهان فيلم المخرج عباس كرستماي الذي نال جائزة كان وما اريد ان اقول نحن والإيرانيون نشترك في كثير من الظروف وبعض العادات ويأتي نجاح افلامهم لأنهم حافظوا على خصوصيتهم وعلى طرحهم في سينما جادة تحترم المشاهد.
* ألم ينل يوسف شاهين هذه الجائزة؟
هذا غير صحيح والمصريون وضعوها على الافيش، وانا اقدر يوسف شاهين واحترمه هو اخذ جائزة بمناسبة مرور خمسين عاما على مهرجان كان لمجمل أعماله.
* بصورة اكثر حيادية حدثنا اكثر عن سنين الرحمة ؟
ما اريده من الفيلم ان نرى انفسنا بأتراحنا وافراحنا، كيف كنا وماذا تم الآن فهذا هو الدور الأساسي ولكن بشكل غير مباشر لأني ضد المباشرة في الطرح.
الرياض عاصمة الثقافة 2000م
* وشارة البداية؟
سيتم البدء في التصوير في 30/2/2000م ونحن قصدنا بهذا التاريخ ان يكون الفيلم من نتائج الرياض العاصمة الثقافية لعام 2000م وانا وبدون ان يعمدني احد اريد ان اشارك في نشاط هذا العام كمواطن سعودي.
* من واقع تجربتك الكبيرة في الإنتاج السينمائي,, ما هي في رأيك المعوقات التي تحول دون اقامة سينما في الخليج؟ وكيف يقترح الحلول بهذه المعوقات؟
بالنسبة للسعودية فأعتقد ان اولى المعوقات واهمها ندرة كُتاب الدراما فلا يوجد سيناريست متخصص لدرجة اني اضطررت لأن اشارك في كتابة السيناريو مع اني في الاساس منتج وذهبت لبروكسل واخذت كورسات في معهد السينما وجئت وكتبت السيناريو انا والاستاذ محمود المحمود بعد عمل معالجة درامية من عبدالله السدحان ناصر القصبي وبدرية البشر ومحمود المحمود,
فوسيلة الكتابة السينمائية تكاد تكون معدومة في الخليج ولا يوجد الا خالد الصديق وهو يعمل سيناريوهات لأفلام امريكية لكن لا يستطيع ان يكتب عن خصوصيتنا في الخليج ولا يفهمها، فيجب أن يكون الكاتب منا ويعرف خصوصية بلادنا وكل هذه المشكلة في رأيي الشخصي لابد من بعث بعض الشباب المهتمين بالدراما لأخذ دورات في مجال السينما وخصوصا السيناريو والاخراج في اوروبا وليس لأمريكا لأنها تقدم سينما تجارية، لذا فسوف استقطب فريق عمل من اوروبا لأنهم يؤمنون بسينما المؤلف التي لديها موضوع، فأنا ارى ان يبعث الشباب عن طريق الملاحق الثقافية لأي بلد اوروبي.
* هل هناك ثمة علاقة بين تسمية الفيلم وبين سنة الرحمة 1917؟
لا ليس هنالك ادنى علاقة كما يعتقد البعض، والسبب الرئيسي اهل هذه الارض حيث جاءهم الإسلام رحمة من الله وجاءهم الطاعون رحمة من الله والجدري رحمة والبترول رحمة.
* ماذا عن الكوادر الخليجية وهل هناك قدرات تستحق الدخول الى عالم السينما؟
طلبت من رئيس جمعية السينمائيين عبدالله المحيسن وكذلك خالد صديق ان يرشحوا لنا مجموعة من السينمائيين الخليجيين، وكذلك تحدثت مع سمو الأمير تركي بن سلطان انني على استعداد لأخذ بعض الشباب المتحمسين ليشاركونا اثناء تصوير الفيلم ويحتكون ويكسبون بعض الخبرة وهذا ما فعله اخواننا المغاربة وصنعوا كوادر سينمائية عن طريق الاحتكاك بالغربيين.
* ماذا عن مشاركة العنصر النسائي في الفيلم؟
سوف تشاركنا سعاد عبدالله ومريم الصالح ونحن في حوار مع الفنانة حياة الفهد وقد اخترنا هؤلاء لأن لديهن الخبرة والعنصر النسائي في النص اغلبهن كبيرات في السن.
* هل سيشارك معكم الفنان راشد الشمراني؟
نعم سوف يشارك معنا ولم اكن اتوقع ان ارى ممثلا سعوديا بهذا الفكر والعمق بأن يطلب شخصية في الفيلم بدون كلام شاهد هذا الجبروت لراشد الشمراني هذا الممثل المخيف يريد ان يتحدى الشخصية ودوره ليس كبيرا في الفيلم لكن هو علم ان هذه الشخصية مهمة وهو يستطيع الابداع فيها هو غول تمثيل.
* ماذا تود ان تقول في آخر هذا الحوار؟
- اريد ان اقول اننا من خلال هذا الفيلم نريد ان نقرب السينما للجمهور السعودي ونوضح له معنى السينما ولماذا نريد سينما وان يعرف السينما الجادة التي تختلف عن التي تقدمه السينما المصرية وشيء آخر اود ان أؤكده هو ما كتبته بعض الصحف عن مشاركة فنانات وفنانيين مصريين وهو غير صحيح ألبتة لأننا نريد ان نحافظ على خصوصيتنا.