Wednesday 12th April,2000 G No.10058الطبعة الاولى الاربعاء 7 ,محرم 1421 العدد 10058



بالرغم من ذلك
تسويق الإعلام
د , محمد الكثيري

تمعنوا في هذا الخبر قام سعادة مدير عام الادارة الفلانية بجولة في ادارته تنقل فيها بين الأقسام وقابل أثناء ذلك أحد المراجعين واستمع له جيداً واصدر توجيهه بسرعة إنهاء معاملة ذلك المواطن,, .
بالله عليكم هل تتوقعون وسيلة إعلامية ينشر فيها مثل هذا الخبر قادرة على المنافسة في عصر الفضائيات والانترنت وغيرهما من وسائل ثورة المعلومات؟!, ماذا يستفيد المتلقي من خبر مثل هذا وغيره من الأخبار والتغطيات التي تصاحب بتوصيف روائي دقيق حفظه ذلك المتلقي وأصبح قادراً على عد مفرداته قبل نشره أو بثه؟, كيف تطمح مطبوعة اعلامية تنشر مثل هذه الأخبار ان يلتقطها القارئ دون سواها من المطبوعات الأخرى التي أصبحت تمتلئ بها رفوف البقالات والمكتبات؟ وكيف تعتقد قناة تلفزيونية أو محطة اذاعية تسلك الأسلوب ذاته أن يستمر أمامها المشاهد دون أن يدير قرص المذياع أو التلفاز باحثاً عن وسيلة أخرى تحقق له رغبته؟!
إن هذا مثال واحد يصور العقلية التي ما زالت تتعامل معها وسائلننا الإعلامية مع الجمهور المتلقي، وهي عقلية كانت تناسب عصراً تشح فيه المطبوعات وتنعدم فيه القنوات التلفزيونية البديلة حيث لا اختيار لذلك الجمهور سوى ما يوضع أمامه, أما وقد تعددت الاختيارات وأصبحت وسائل الاعلام العالمية تطبق المفهوم التسويقي الحديث في اختيارها لبرامجها ونشرات اخبارها، وهو مفهوم يقوم على اشباع رغبة المتلقي المستهلك فان ذلك الأسلوب القديم لم يعد مجدياً، إلا اذا كانت وسائل اعلامنا ترغب فقط أن تقرأ نفسها وتسمع ذاتها، أما قراءة الآخرون لها وسماعهم لبرامجها وأخبارها فهو أمر يأتي في مرتبة لاحقة.
أدرك أن التغيير ليس بالأمر الهين خصوصاً حينما يرتبط ذلك التغيير بأنماط ثقافية سائدة في المؤسسة ومترسخة في أذهان العاملين فيها، ولكن ادراك المشكلة والاحاطة بالظروف الخارجية والتي تأتي المنافسة في مقدمتها وكذلك التغيرات الثقافية لدى المتلقي كلها أمور تأتي معرفتها والاقتناع بأهميتها كمرحلة أولى للاصلاح.
ان ما يجب أن تدركه مؤسساتنا الإعلامية بمختلف مجالاتها ان ما تبثه وما تنشره من أخبار وتحقيقات وغيرهما ليس سوى سلعة تسعى المؤسسة أن تجد لها قبولاً لدى متلقيها, واذا لم تكن هذه السلعة تصاغ بمواصفات ينشدها ذلك المتلقي وتتحقق من خلالها طموحاته ورغباته فان أسهل ما عليه أن يترك تلك السلعة ويتجه لغيرها من السلع الأخرى التي أصبح الاختيار من بينها وذلك لكثرتها أكثر ما يواجه المستهلك من صعوبة, أما اذا استمرت وسائلنا الإعلامية على نمطها هذا أو الذي تظن من خلاله أن المتلقي سيلتقط بضاعتها دون سواها بغض النظر عمّا تحويه تلك البضاعة من مميزات بل وقدرتها أي البضاعة على التفوق على ما يقدمه الآخرون من بضائع منافسة فإن قدرتها على الاستمرار والمنافسة تبقى أمراً خاضعاً للسؤال في عصر أصبح التسويق القائم على الانطلاق من رغبات المستهلك وطموحاته هو المحرك للمؤسسات والشركات سلعية كانت أو خدمية.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

تحسين وضع وتعيين 5759 معلمة

منوعـات

تقارير

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved