تشهد دبي ازدهارا تجاريا ونموا اقتصاديا ملحوظين وما ذلك إلا بتوفيق من الله ثم بفضل من الحس التجاري الثاقب لسمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وحسن قراءة سموه للمؤشرات المستقبلية واستشراف المستقبل.
وهذا مما يفرح ويثلج قلب كل عربي يهمه أن يرى الصروح تبنى وتعلو على أرض هذا الوطن الغالي, فلم تكن تقنية المعلومات استثناء من هذا التطور الذي تشهده إمارة دبي الغالية كما انه لم يكن وليد اللحظة، فدبي منذ الثمانينات وهي تمتاز عن بقية الدول المجاورة بوجود مكاتب وممثلين للشركات الكبيرة العالمية التي تعمل في مجال تقنية المعلومات كما تمتاز بعقد الندوات والبرامج التدريبية في مجال تقنية المعلومات وكان لهذا عظيم الأثر وبخاصة لنا نحن أبناء الخليج فبدلا من الذهاب إلى الولايات المتحدة الأمريكية أو الدول الأوروبية وتلقي التدريب أو حضور الندوات مما في ذلك من مشقة السفر وارتفاع التكاليف صار بالإمكان تجنب تلك المتاعب وتلقي التدريب وحضور الندوات في مدينة دبي, ثم الأهم من كل هذا ان كل هذه المصاريف تذهب إلى أرض عربية أو على الأقل جزء منها وبخاصة أن تلك الدورات والندوات تعقد تحت إشراف شركات أجنبية, ومن النشاطات التي تمتاز بها دبي في هذا المجال إقامة المؤتمرات والمعارض الدولية المهمة مثل معرض جيتكس العالمي, وفي الأيام الأخيرة فإن دبي تشهد نشاطا دؤوبا في هذه التقنية خصوصاً في مجال الانترنت وفي مجال التجارة الإلكترونية وشهد معرض دبي 2000 للتسوق أول تعامل له مع هذه التقنية، ويأتي مشروع مدينة دبي للانترنت الذي أطلقه سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ليكون دليلا على الاهتمام الكبير الذي تحظى به هذه التقنية من المسؤولين في إمارة دبي والذي سيكون دافعا قويا لشركات تقنية المعلومات لمزيد من الاستثمار في هذه المنطقة.
ومن المتوقع ان تستقطب هذه المدينة المزمع إنشاؤها (مدينة دبي للانترنت) انتباه كبريات الشركات العالمية العاملة في مجال الانترنت والتجارة الالكترونية واحتلال مكان لها في هذه المدينة وأن تسعى هذه الشركات لإنشاء مواقع بوابات عربية على الانترنت, كما قد لا نستبعد أن تسعى شركة مثل أمازون بفتح فرع لها في هذه المدينة خاصة ان وجدت الشركة سوقا واسعة لبيع الكتب والأقراص التي تصدرها دور النشر ومراكز التوزيع في الدول العربية, ومن النشاطات التي قد تزدهر من خلال هذه المدينة هو التعليم عن بعد وكذلك عقد الدورات التدريبية وستجد المعاهد والمؤسسات التعليمية العالمية الشهيرة في مدينة دبي للانترنت المكان المناسب لإجراء الامتحانات وذلك بالتعاون مع المؤسسات والمعاهد المحلية, ومن الفوائد الكبيرة لهذه المدينة إتاحة الفرصة أمام شباب المنطقة سواء لاستثمار إبداعاتهم أو أموالهم أو فتح فرص العمل لهم وتمكينهم من الاحتكاك بالخبرات الأجنبية ونقل التقنية.
مما لا شك فيه ان الفائدة لهذه المدينة لن تكون حكرا على مدينة دبي فقط، بل ستكون عامة لكل دول المنطق ولن تفكر الشركات العالمية في الاستثمار في هذا المشروع ما لم تكن مستهدفة جميع من نطق بحرف الضاد.
وإن بقي لنا كلمة في هذا الموضوع فهو أمل نطلبه من المسؤولين في هذه البقعة العزيزة بألا يكون الهدف هو القيام بدور الوسيط فقط بين مصنع التقنية ومستهلكها وألا نكون مجرد مخزن تخزن فيه بضاعة الغير مقابل أجر زهيد وأن يكون الهدف هو نقل وتوطين التقنية.
mmshahri@scs. org. sa