Wednesday 12th April,2000 G No.10058الطبعة الاولى الاربعاء 7 ,محرم 1421 العدد 10058



أوراق فارسية
فاتح العالم/ جنكير خان
لعطا الملك الجوني
د,أحمد خالد البدلي

هناك أبواب من الثقافة الاسلامية لا جدوى من معالجتها الا إذا اعتمد الباحث على مصادرها الفارسية اعتماداً كلياً، فتاريخ آسيا المركزية وماكان يعرف حتى عقد من الزمن بالجمهوريات السوفتية، وكذلك تاريخ الصين كلها، والقبائل التركية والتركمانية والمغولية والتتارية, وكذلك الأحداث التاريخية التي مرت بتلك المناطق والأمم والشعوب والقبائل يظل كل هذا مجهولاً وغامضاً ولا يمكن فهمه لمن لا يستطيع استنطاق المصادر الفارسية التي تناولت ذلك الجزء من العالم تناولاً لا مزيد عليه.
وحتى كتب التاريخ العربية الرئسية كتاريخ الطبري وتاريخ ابن كثير وتاريخ ابن خلدون لم تجد بداً من الاستعانة بتلك المصادر عندما ترجم بعضها الى العربية, أو عندما حاول المؤرخون العرب تعلم اللغة الفارسية والأخذ من تلك المصادر الفارسية.
أشرت في ورقتين سابقتين تناولت فيهما تاريخ أبي الفضل البيهقي وتاريخ سياست نامه النظام الملك اشرت الى دور المصادر الفارسية الخطير في الدراسات التاريخية، واتناول اليوم مصدراً فارسياً تاريخياً آخر بالعرض الوجيز، ذلكم هو فاتح العالم جهان كشا لعطا ملك الجويني.
يحدثنا الجويني في هذا التاريخ حديثاً مفصلاً عن المغول والتتار والقبائل التركية في آسيا ومراكزها الكبرى المدنية والرعوية.
فمن الجويني وماقصة كتابه التاريخي؟
ولد علاء الدين عطا ملك الجويني سنة 623ه بعد ودخل في خدمة امراء المغول وفي سنة 657ه اي بعد عام واحد من سقوط بغداد تولى الجويني ادارة شؤون العراق نيابة عن هولاكو ، وظل الجويني يدير شؤن العراق وما حولها أربعة وعشرين عاماً الى ان قتل هو وافراد عائلة سنة 681ه واما معلمته التاريخية فاتح العالم فيقول عنها العلامة المرحوم محمد تقي بهار في كتابسبك شناس لا يوجد حسب اطلاعي في كتب التاريخ العربية والفارسية اذا استثنينا تاريخ ابن خلدون شخص استطاع ان يكتب التاريخ بهذا العمق والتقصى اللذين نجدهما في تاريخ الجويني .
قسم الجويني كتابه الى ثلاثة موضوعات كبرى:
الموضوع الاول: في ظهور مؤسس الدولة المغولية والتتارية والصينية والتركية حتى وحدها تحت رايته, كما اعطانا الجويني تفاصيل دقيقة، وعلى درجة كبيرة من الاهمية عن النظم المغولية المعروفة بالياسا، وتحدث عن كيفية تطبيق تلك النظم في الحرب والسلم، وكيف ان الياسا مجموعة في كتاب يعرفبالتون دبتر اي الدفتر الذهبي وكيف كان ذلك الكتاب يتوراث بين حكام المغول كابر عند كابر.
الموضوع الثاني: حدثنا عطا ملك الجويني في الجزء الثاني من تاريخيه عن قيام الدولة الخوارزمشاهية فيما وراء النهر، كما حدثنا بشكل مفصل عن القرا خطائين وحكام المغول في ايران المعروفين بالايلخانين اي اتباع خان المغول.
الموضوع الثالث: تحدث عطا ملك الجويني في الباب الثالث من تاريخة عن سيرة الخانمنكرقا آن ، كما حدثا بتفصيل دقيق عن حياة هولاكو خان وكيف سخر ايران لسلطان المغول، وكيف هدم قلاع الاسماعلين في الموت وقهستان ولمبسر ، ثم الانقضاص على العراق وتطويقها، وكيف دمرَّ هذا الخان الدموي بغداد سنة 656 ه فاذا قلت ان تاريخفاتح العالم/ جهان كشا لعطا ملك الجويني يعتبر من ادق واصدق وأشمل التواريخ الاسلامية التي أرخت لقيام المغول وتسلطهم على الصين وروسيا وايران والعراق، بل حتى العلاقات المملوكية المصرية مع المغول لا تجد مصدراً يحدثك عنها بتفصيل دقيق كما تجد في تاريخ الجويني.
يقول العلامة الايراني محمد عبدالوهاب القزويني في المقدمة العلمية الضافية التي كتبها على تاريخ الجويني:
ان تاريخ الجويني أحد ثلاثة كتب هي جامع التواريخ لرشيد الدين فضل الله الهمداني، وتاريخوصاف الحفرة وتاريخ الجويني هذا تعتبر اركان التاريخ المغولي، لأنها من الكتب التي ألفت في العصر المغولي، فلم تؤلف في تاريخ تلك الفترة ادق ولا أجمع من هذه الكتب الثلاثة في تاريخ المغول عامة وفي تاريخ ايلخانات المغول في ايران خاصة .

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

تحسين وضع وتعيين 5759 معلمة

منوعـات

تقارير

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved