لبنان مشغول بالمناورات الانتخابية

* بيروت جاك ريدن رويترز
ربما لا يتخيل احد ان يتضاءل اهتمام وسائل الاعلام الامريكية بالمعركة الانتخابية بين جورج بوش الجمهوري وآل جور الديمقراطي لدرجة عدم نشرها على الصفحات الاولى او عدم اكتراث البريطانيين بالانتخابات في بلادهم ويقتصر نشر انباء الاقتراع على هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) المملوكة للدولة.
ولكن هذا يحدث في لبنان حيث تحتدم المناورات حول تشكيل البرلمان الجديد لدرجة تثير الدهشة في اغلب الديمقراطيات ,, قيود على النشر وتجدد مزاعم عن فساد بين بعض المرشحين والتراشق بالاتهامات.
حتى الآن لم يتحدد موعد انتخاب 128 عضوا في البرلمان غير انه من المتوقع ان يكون في اغسطس آب او سبتمبر ايلول ومثل اي شيء آخر في لبنان سيكون تقسيم المقاعد تبعا لاحجام الطوائف المختلفة بنسبة 50 في المائة للمسلمين و50 في المائة للمسيحيين.
وسيكون تشكيل البرلمان القادم مماثلا للبرلمان الحالي ويضم 27 شيعيا و27 سنيا وثمانية دروز واثنين من العلويين ومن المسيحيين 34 مارونيا و14 من الروم الارثوذوكس وثمانية من الكاثوليك وخمسة من الارمن الارثوذوكس وواحداً من الروم الكاثوليك وواحدا من الانجليكانيين وواحدا من السريان.
ورغم عدم تحديد تاريخ الاقتراع فان هذا لم يمنع مرشحين من خوض المعركة.
ويتوقف مستقبل لبنان بالدرجة الاولى على تحقيق السلام وانها حرب مستمرة منذ عشرات السنين غير ان توقف محادثات السلام بين سوريا واسرائيل قد يسبب كارثة لهذا البلد الصغير.
وسيراقب اللبنانيون الحملة الانتخابية عن كثب وخصوصا المعركة التي يخوضها الملياردير رفيق الحريري رئيس الوزراء الذي اطيح به قبل 15 شهرا ويتوق الى العودة.
شكل رئيس الوزراء الحالي سليم الحص حكومة جديدة عقب تولي اميل لحود الرئاسة خلفا لالياس الهراوي، ويبدو ان الحص يركز على الحيلولة دون عودة الحريري اكثر من محاولة حل المشاكل المالية المستحكمة التي ورثتها حكومته.
واقترح الحص بدعة جديدة يحتمل ان يقضي عليها سياسيون آخرون الا وهي فرض حظر على تخصيص مساحات بالصفحات الاولى للحملة الانتخابية وان يقتصر بث أنباء الحملة على تلفزيون الحكومة ويحظر على القنوات الست غير الحكومية.
وليس مصادفة ان يمتلك الحريري صحيفة كبرى (المستقبل) ومحطة تلفزيون تحمل نفس الاسم وللفوز بأصوات الناخبين الارمن خصصت الصحيفة مساحة باللغة الارمنية بجانب العربية كما يمتلك الحريري محطة اذاعة وحصصا في صحف اخرى.
وتثير اموال الحريري مخاوف كبيرة لدى خصومه كما تجري تحريات دقيقة عن المرشحين لوظائف حكومية حول ما اذا كانت لهم علاقات بالحريري وقوبلت شكاوي من القطاع الخاص بشأن الاقتصاد بمزاعم عن صلات بالحريري.
شرع الحص الذي كلفه لحود بتشكيل حكومة نظيفة بالتحقيق في ممارسات الادارة السابقة، ولكن بتنامي الانتقادات اصبح الهدف سياسيا اكثر منه قانونيا وذبلت الحملة.
وعاد موضوع الحكومة النظيفة الى الظهور في قضية تخص فؤاد سنيورة وزير المالية في حكومة الحريري الذي قام بسداد فواتير قديمة لايطاليا عن اعمال اثناء حرب 1975/1990 الاهلية في لبنان وقال سنيورة انها قضية سياسية محضة.
ويذكر انه لم تثر اي مزاعم بأن سنيورة حصل على اي شيء.
سيخوض المعركة الانتخابية مرشحون على قوائم اربع عشرة منطقة مختلفة ويمكن ان يتمخض تبادل المنافع عن تحالفات غريبة بينما تتضاءل فرص المستقلين.
وتتبادل الفئات تشجيع الناخبين على التصويت لصالح مرشحيها في الدوائر المتفق عليها مهما كانت الخلافات,, على سبيل المثال يوجد مرشح كاثوليكي في المنطقة المخصصة لحزب الله.
ورغم ان البرلمان يتمتع بسلطة الاطاحة بالحكومة وعضويته مهمة فان اغلب جلساته تخصص لتبادل الانتقادات.
ويأمل معسكر الحص في ان يضعف نفوذ الحريري في البرلمان الجديد بينما يتمنى الحريري الخروج من المعركة بأكبر قدر من الأصوات.