ملاحظات حاج من القصيم

لاشك ان موسم حج هذا العام كان من أفضل المواسم واكثرها نجاحا ليس في جانب معين، بل في كل الجوانب واهمها جانب التنظيم والنظافة وقلة الازدحام والسكن المريح في خيام حديثة مكيفة يقدر عددها بنحو 330 ألف خيمة وقد شاهدت بنفسي كل هذا وسمعت من حجاج آخرين ما أثلج صدري وجعلني اشعر بالفخر والاعتزاز لأنني انتسب الى اهل هذه البلاد التي خطط مسؤولوها لمثل هذا النجاح الكبير ونفذوه بكل جزئياته قياما بالواجب وأداءً للمسؤولية واحتسابا للأجر والمثوبة في خدمة ضيوف الرحمن, لقد سمعت الكثيرين وهم يتحدثون بعضهم إلى البعض عن اعجابهم بما شاهدوه من حسن التنظيم وسهولة التنقل وأداء المناسك ابتداءً من الوقوف بعرفة والانصراف الى مزدلفة في زمن قياسي ورمي الجمرات دون حوادث والسعي والطواف دون زحام غير عادي الى غير ذلك من الايجابيات الكثيرة التي تحققت هذا العام.
ومع ذلك ورغبة في زيادة معدلات هذا النجاح واثراء مواسم الحج المقبلة بالمزيد من النجاحات والمظاهر الحضارية الراقية فإنني اذكر المسؤولين ببعض الملاحظات والمشاهدات الخاصة التي ارى من واجبي التذكير بها للعمل على تلافيها في المواسم اللاحقة ان شاء الله حتى نصل الى ما نتطلع اليه من اتقان العمل وتجويده ومن منطلق:

ولم أر في عيوب الناس عيباً كعجز القادرين على التمام

ومن هذه الملاحظات:
1 لاحظت قيام الدركتورات وسيارات النقل والعمالة بتفريغ احواض الجمرات بعد صلاة العصر مع وجود الزحام حولها فضلا عن تطاير الأتربة والغبار وضجيج المعدات المنتشر في مساحة واسعة ممتلئة بالناس ولو امكن تأجيل عملية التفريغ الى وقت مناسب من الليل يكون فيه الزحام والحركة في الحد الأدنى لكان هذا هو الأفضل.
وبخصوص هذه الأحواض فإنني اتمنى لو يتم التفكير في توسيع دائرتها لتقليل الازدحام حولها وجعلها تستوعب كمية اكبر من الحجارة تقلل الحاجة الى تنظيفها بهذه السرعة كما اتمنى ان يتم التفكير في بديل آخر لتفريغها كأن يكون بطريقة الشفط الآلي الى اماكن تحميل بعيدة او بواسطة غرافات مصممة لهذا الغرض تفي باللازم ولا تضايق الحجاج كما يحدث في عملية التفريغ التقليدية المتبعة حاليا.
2 هناك درج رئيسي للنزول من جسر الجمرات واسع ومنظم ونظيف الى حد ما وهناك درج آخر صغير بالقرب منه في نهايته مدرسة مؤجرة وقد قدر لي النزول معه اقتداءً ببعض الحجاج فوجدت فيه من الزبالة السائبة والزبالة المكدسة داخل الاكياس ما لا يصدقه الا من شاهده مثلي حتى ان هذا الدرج قد ضاق في نهايته بسبب هذه الأكياس والجميع يحاول تجاوز هذا المضيق خوفا من ان تسقط عليهم الأكياس او تتلوث ملابسهم بالزبالة والمياه التي تجري من تحتهم.
والمرجو الا يغفل المسؤولون عن نظافة هذا الدرج الذي لا يستغني عنه الناس في مثل هذا الموسم حتى وان كان غير رئيسي او يوجد بديل عنه.
3 هناك الكثير من الأبواب الخاصة بدورات المياه حتى في بعض المخيمات الخاصة لا يمكن اغلاقها على من بداخلها بسبب اختلاف مواقع السقاطات الموجودة في الأبواب عن مواقع مجاريها الموجودة في الحلوق مما يسبب الحرج لمن بداخلها وان كان البعض يتدبر امره اما باستعمال سقاط خاص عبارة عن مسواك او مسمار أو يكثر من الحركة داخل الحمام للتنبيه على وجوده في الداخل وحبذا لو تم التشييك على هذه الاخطاء قبل الموسم.
وأخيراً فقد امتثل الجميع أثابهم الله لقرار تنظيم حج السعوديين وحرص الجميع على اصطحاب تصاريح الحج الرسمية حيث لم يشاهد أي تأخير او تعثر في حركة المرور لدى نقاط التفتيش ومنها نقطة التفتيش الموجودة بالقرب من السيل الكبير مما يدل على هذه الجاهزية لدى الاخوة المواطنين وحسن التفهم لأهداف هذا التنظيم في التيسير على المسلمين وتخفيف الزحام الذي يحرم الحجاج من المتعة الروحية الشاملة للحج, ولا ننسى سرعة أداء الرجال المكلفين بمهمة التفتيش وحسن تعاملهم الذي نتمنى ان يستمر طوال العام.
غفر الله للجميع ورزقنا واياهم واخواننا المسلمين حجا مبرورا وسعيا مشكورا وأثاب كل من ساهم في تحقيق هذا التميز في نجاح موسم حج هذا العام وجعله تميزا دائما في المواسم المقبلة ان شاء الله.