منذ ثلاثين عاماً مضت تشرفت بتلقي خطاب من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله وأمد في عمره عندما كان وزيراً للداخلية آنذاك، تقديراً لما اقترحته بشأن اجراءات اصدار الرخص لقيادة السيارات بالمملكة وكان الخطاب برقم 130101/181/خ وتاريخ 17/3/1390ه, إنني هنا أود أن أساهم مع المخلصين ممن سبقوني في الكتابة عن موضوع المرور وقيادة السيارات، لاكتب ليس عن المخالفات المرورية التي ترتكب كل ساعة إن لم تكن كل دقيقة وإنما مساهمتي في طرح ما أراه في بعض الحلول لهذه المشكلة.
وقبل أن أتطرق لما أراه حلاً لابد من معرفة الجوانب الايجابية لهذه المشكلة وذكرها, ةوفي نظري ان الجوانب الايجابية لمشكلة قيادة السيارات في المملكة تتمثل في الشوارع الفسيحة المضاءة ليلاً والجميلة، في الطرق المعبدة المزودة باحدث أجهزة الاضاءات المرورية والمدمجة سلفاً والخطوط والأسهم واللوحات والكباري والأنفاق, إن مشكلة المرور هي من المشاكل التي تخصنا نحن الشعب السعودي دون غيرنا, وأقصد بغيرنا أجهزة الدولة ذات العلاقة كادارة المرور ورجاله أو الأجانب, فلو نظرت إلى لوحات السيارات المخالفة، ثم نظرت إلى سائقها لوجدت أنها تمثل شريحة كبيرة من السعوديين على مختلف طبقاتهم وذلك بدليل تنوع السيارات وموديلاتها صغيرها وكبيرها,إن السيارة في مجمل صنعها من حديد ونار لها وزن وسرعة واحتكاك ولهذه الأسباب الرئيسية وغيرها من الأسباب وضعت القوانين والأنظمة المرورية الواضحة المبنية على أسس علمية هدفها الأول والأخير السلامة سلامة الأرواح وسلامة المال.
ان من يعطي نفسه الحق في أن يقود سيارة دونما فهم لمعرفة كيف يقود السيارة أو عدم التقيد واحترام قوانين المرور اما ان يكون:
1 جاهلاً وليس هذا عذراً.
2 الاعتقاد بأن هذه الأنظمة لا تنطبق عليه وهذا هو الخطر.
3 صغيراً في السن لا يستطيع استيعاب الأنظمة وهذا هو الأخطر.
4 والأسوء من ذلك هو الذي يتخذ من قيادة السيارة متنفساً لتفريغ ما في نفسه من شحنات نفسية سلبية.
أن عدد السيارات سوف يزداد عما هو عليه في الوقت الحاضر كما أن الزحام سوف يشتد مستقبلاً، فإذا أردنا تجنب مشاكل المرور وما تمثله من خسائر في الأرواح والمال فانني أرى:
أولاً: طبع واصدار كتيب المرور يتضمن جميع أنظمة وقوانين المرور المكتوبة فيها والمرسومة أو المصورة ويشرح بوضوح وبصورة مبسطة كيفية قيادة السيارة داخل المدينة وخارجها.
ثانياً: يتم توزيع هذا الكتيب في المكتبات والمحلات التجارية الكبيرة وفي جميع المؤسسات العامة والخاصة التي يتواجد بها عدد كبير من الموظفين وعلى المدارس والجامعات.
ثالثاً: الغاء الرخص الحالية بعد عام أو عامين من توزيع هذا الكتيب واستبدالها برخص جديدة يتم فيها اختبار تحريري لأنظمة المرور على أن يحصل المختبر على أكثر من 95% من الأجوبة الصحيحة ثم يوقع عليها تصديقاً لنجاحه في معرفة قوانين أنظمة المرور.
رابعاً: العمل على ادخال أنظمة المرور في مناهج المدارس الابتدائية أو المتوسطة وتوعية الأمهات وجميع السيدات على أهمية قراءة وفهم هذا الكتيب.
خامساً: اذا نجحنا نحن الشعب السعودي ذكراً وأنثى في التقيد بأنظمة المرور فان الكل سوف يتبع، وسوف يتمكن حينئذ رجال المرور من ادارة واجبهم في معاقبة كل من يعرض سلامة الآخرين للخطر، والله من وراء القصد والسلام عليكم.
عبدالإله محمد