هناك عادة لدى الغرب والتي أصبحت مفضوحة وهي ادعاؤهم دائماً بأنه هم من أسهم في كل شيء جيد وإيجابي في العالم بل في التاريخ أجمع, فعلى سبيل المثال يدعي الغرب أن مفهوم حقوق الإنسان نشأت أول مرة في القرن الثالث عشر الميلادي من خلال الوثيقة التي كُتبت في بريطانيا ويسمونها بماقانا كارتا أو Magna carta، وعلى الرغم من الادعاء بأن تلك الوثيقة كانت النواة الأولى لحقوق الإنسان في الغرب إلا أنها لم تتطرق حتى إلى أبسط حقوق الإنسان بل إن الأشخاص الذين كتبوها لو عاشوا في عصرنا هذا سوف يتفاجأون بتلك الحقوق التي يزعمها الغرب الآن.
وفي الحقيقة فإن مفهوم حقوق الإنسان لم يكن معروفاً أو مطبقا في الغرب حتى القرن السابع عشر الميلادي في بريطانيا وحتى القرن الثامن عشر الميلادي في أمريكا وفرنسا عندما تم تضمينه في أنظمتها الأساسية, وبعد ذلك وعلى الرغم من أن كثيراً من الدول أصبحت تشدد على حقوق الإنسان في دساتيرها وأنظمتها إلا أنه في الغالب يظل حبراً على ورق دون تطبيق فعلي.
وفي منتصف القرن الماضي أي قبل خمسين عاما فقط قامت لجنة حقوق الإنسان بهيئة الأمم المتحدة بصياغة الميثاق الدولي لحقوق الإنسان, وفي الحقيقة فإنه منذ ذلك التاريخ وحتى الآن لم تستطع الأمم المتحدة بالقيام بتمرير قرار واحد يدين الدول التي تنتهك هذا الميثاق فلكم أن تتصوروا ما فعله الغرب في الدول المستعمرة وما فعلته الدول الشيوعية، وما يفعله الآن الروس بالشيشان والصرب بالبوسنة والهرسك وكسوفا والهند بكشمير بل ما يفعله الصهاينة من انتهاك صارخ ومشين لحقوق الإنسان التي حطمت جميع معايير الانتهاكات الدولية للحقوق الإنسانية.
وقبل عدة أشهر شنت بعض الجهات الحاقدة حملات مغرضة على المملكة بقصد الإساءة إلى الشريعة الإسلامية، فلم يجد هؤلاء ما يمكن أن ينالوا به من المملكة والشريعة الإسلامية المطبقة لديها إلا الطعن في إقامة الحدود الشرعية:
وعيرني الواشون بأني أحبها وتلك وشاة ظاهراً عنك عارها |
لقد فاتهم أو تجاهلوا عمداً كمال وسماحة شريعة السماء, كما فاتهم أن الإسلام كتب ووثق قبل أكثر من أربعة عشر قرناً البنود الأساسية لحقوق الإنسانية جمعاء على مر العصور إلى أن يبعث الله الأرض ومن عليها, لقد تم ذلك قبل Magna carta بأكثر من ستة قرون، وقبل أكثر من اثني عشر قرناً من الزمن لكتابة أول أسس لحقوق الإنسان بالغرب.
لقد كانت الكلمة الضافية التي ألقاها صاحب السمو الدكتور/ تركي بن محمد بن سعود الكبير وكيل وزارة الخارجية المساعد للشئون السياسية ومدير الإدارة العامة للمنظمات الدولية يوم الخميس الماضي أمام الدورة السادسة والخمسين للجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة نقول لقد كانت تلك الكلمة التي تسجل بحروف من ذهب كافية للرد ودحض وتفنيد جميع طرق المدلسين والحاسدين, ولقد كفتنا تلك الكلمة القيمة جهد الحديث المطول عن حقوق الانسانية في ظل شريعة السماء، وعن حقوق وأمن واستقرار المواطن وكل مسلم يعيش على أرضنا الطيبة, غير أنا ماجعلنا نتحدث عن هذا الموضوع في هذا الوقت وفي هذه الصفحة بالذات هو علاقة الرياضة ودورها في تثقيف الشباب والرياضيين والمتابعين عن مفهوم حقوق الإنسان الإسلامية والمواطنة الصالحة.
فإذا ما تحدثنا عن علاقة الرياضة بموضوع حقوق الإنسان لدينا فإن هنالك روابط قوية قد يخرج بها أي فاحص ودارس, فالرياضة بحد ذاتها تعتبر أحد أوجه الممارسة الحقيقية لحقوق الإنسان بما في ذلك حق الممارسة والاستمتاع وحرية الانتماء وحق المتابعة والمشاهدة وحق المساهمة والعمل في المؤسسات الرياضية لأصحاب الكفاءات والخبرات.
كما أن هنالك رابطاً آخر يربط ما بين الرياضة وحقوق الإنسان فمن خلال الرياضة وتشجيع المنتخبات الوطنية تتجسد لنا المواطنة الصالحة ووجود المواطنة الصالحة وحب الوطن وعشق الانتماء له يعني أن الإنسان يستمتع بحقوق إنسانية كاملة وكرامة مصانة وإلا لما أحب وتعشق هذا الوطن.
وعلى الرغم من تلك الروابط المهمة التي تجمع ما بين الرياضة وحقوق الإنسان إلا أن أهم وأبرز رابط هو استخدام الأنشطة الرياضية والبرامج الشبابية لتعريف الشباب وتثقيفهم عن حقوق الإنسان التي أمر بها ديننا الحنيف ودور دولتنا الرشيدة في تطبيق تلك الحقوق والاهتمام بحقوق المواطن وأمنه وكرامته وعدل شريعتنا السمحة وأهمية حدودها.
إننا في هذه المناسبة الخيرة نرفع لرجل الرياضة والشباب صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل اقتراحاً مفاده القيام بعمل مشروع وإصدار كتيب صغير مختصر ومفيد لتوضيح حقوق الإنسان في الشريعة الإسلامية وآلية تطبيقها لدينا وسهر الدولة على راحة وأمن واستقرار وكرامة المواطن, ويتم توزيع هذا الكتيب على الأندية الرياضية والمجمعات الشبابية وبيوت الشباب وغير ذلك, بل إن من أهم فوائده هو القيام بتوزيعه على الوفود الرياضية والشبابية والمنتخبات والفرق الرياضية التي تحتك كثيراً مع وفود وفرق أجنبية وذلك لتثقيف شبابنا بثقافة إسلامية متمكنة تواجه كل محاولة نيل من معتقداتنا القوية وتغرير وخداع الشباب.
ردود سريعة
* الأخ محمد عبدالله الخازم كندا نشكركم على شعورك الطيب وكلماتك الجميلة ونتمنى ألا يكون المقال الذي تلا ذلك المقال قد أزعجك أو غير رأيك.
* عبدالرحمن العلوش وأحمد النصار الرياض نشكركما على هذا الإطراء الجميل ونعد الأخ عبدالرحمن بأننا سوف نتحدث عن الموضوع قريباً إن شاء الله.
* إبراهيم صبحي رسالتك البريدية لا تحمل عنواناً فكيف نتمكن من إرسال المعلومات التي طلبت؟!.
kbahouth @ yahoo.com
ص,ب 559 الرياض 11342