وصل باراك إلى واشنطن وقد سبقته تصريحات وأقوال، ومواضيع حفلت بها الصحف الأمريكية ومحطات التلفاز التي اتفقت جميعا أن باراك سيحدد الخطوط الحمراء للتسوية أثناء لقائه مع الرئيس الأمريكي,,!!
وخطوط باراك الحمراء بالنسبة للمسار السوري باتت معروفة، وهي عدم التخلي عن المياه ومصادر المياه في طبرية والجولان ولهذا فإن خطوطه الحمراء بالنسبة للمسار الفلسطيني لا أحد يستطيع أن يعرفها، حتى باراك نفسه لا يعرف أن يحدد شيئاً لأنه يتفق على شيء، ثم يعود إلى تل أبيب فيغير رأيه ويتملص من الاتفاقيات مع أول هبة هجوم من المتشددين الاسرائيليين من مستوطنين أو معارضين، وهذا ما حصل بعد اتفاق شرم الشيخ الأول والاتفاق الثاني ولذلك فإن الفلسطينيين لم يعودوا على ثقة في أي اتفاق يوقعونه مع باراك وإذا كانوا في السابق يمكن أن يتحملوا مراوغاته ومماطلاته على اعتبار أن المفاوضات السابقة والاتفاقات التي كانت تعقبها تندرج ضمن الترتيبات الانتقالية وأنها كانت تحضيرات لانجاز الحل النهائي,, أما الآن فإن المفاوضات التي تجري في واشنطن والذي يسعى إليه كلينتون هو اتفاق نهائي وقد وضع له سقف زمني هو الثاني عشر من ايلول,, وهو موعد تنتظره استحقاقات عديدة منها اعلان الدولة الفلسطينية ,, فهل يمكن أن يصدق باراك هذه المرة وتكون خطوطه الحمراء التي يبلغها للرئيس كلينتون خطوطا غير قابلة للتمدد بعد أن يعود إلى تل أبيب.
أما من أعطى الحق لباراك أن يضع خطوطاً حمراء على إعادة الحقوق المسلوبة للفلسطينيين والسوريين واللبنانيين فهذا وحده يحتاج إلى موضوع آخر,,!!
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com