Thursday 13th April,2000 G No.10059الطبعة الاولى الخميس 8 ,محرم 1421 العدد 10059



بعد رعايتها لمعرض الفنان فيصل السمرة
الأميرة جواهر بنت ماجد: إنتاجه يؤكد أن بلادنا تَعِدُ بالكثير في السباق الحضاري الإبداعي العالمي

* *جدة مريم شرف الدين
افتتحت صاحبة السمو الملكي الاميرة جواهر بنت ماجد بن عبدالعزيز آل سعود في تمام الساعة الثامنة والنصف من مساء يوم الاثنين المعرض الشخصي الذي اقامته (مؤسسة المنصورية للثقافة والابداع) للفنان فيصل السمرة والذي تستمر فعالياته حتى 21 من محرم الحالي بجالري روشان للفنون.
وقد اشتمل المعرض على 46 عملاً فنياً قدم من خلالها السمرة تجربة من مجموعتين المجموعة الاولى جاءت تحت مسمى (جسد آخر),, اما المجموعة الثانية فقد جاءت تحت مسمى (رؤوس),.
وهذه المجموعات اراد الفنان السمرة من خلالها تحريك واستخدام احاسيسه وفق رؤى فلسفية معاصرة وتجسيد الملامح العامة لهذه الرؤى من خلال نظرته هو للاشياء التي رغب في طرحها,, التكنيك العام لهذه الاعمال ربما أثار شيئا من الدهشة بين جمهور الحاضرات الا ان هذا الامر لا يعني ان فن السمرة تجربة مرفوضة,, بقدر ما ان هذا الجمهور لم يتعود بعد على مثل هذه النوعية من الابداع المعاصر,, او التمازج الذي حاول السمرة,, تقديمه وقولبته في النزعات التي تجعل للفن الحديث كياناً خاصاً يتوافق مع التغير العام للعصر,,وخلق شيء من الابتكار وعدم التردد وخلق خامات جديدة عوضا عن التقيد بالمألوف وابداع مداخل مغايرة عن الواقع وخلق بعد ثالث في المضمون,, وبناء تكوينات ديناميكية تتوقف عند حدود نظرته وحينما تتكامل النظرة وتترابط مفرداتها ببعضها البعض,, يصبح لها طابعها المميز واظهار كل هذا الفيض اللا شعوري بصورة مثيرة ملفتة تستثيره هو قبل ان يتذوقها المتلقي وتأمل النظرة التطبيقية التي تبلورت في هذ النتاج المعاصر,, واستيعابه هو لها,, ولكن حتما عندما تنمو العلاقة بين هذه النوعية من الفن وبين الاخرين ,, فهذا مما سيساعد على ايجاد السمات المناسبة وخلق هوية اقليمية لفنوننا المعاصرة وبالشكل الذي يجعلها تجد صدى لدى الجميع, الخامات التي استخدمها السمرة في اعماله تكونت من شبك الاسلاك المعدنية وبعض المواد المتنوعة اضافة الى الزجاج والحديد,, حتىوان كانت المواد عبارة عن عدد من الخامات المتوفرة في البيئة الا ان الفنان استطاع بل وكانت له المقدرة على تطويعها لصالح الرسالة التي يرغب في تقديمها او ايصالها للمتلقي.
على الرغم من ان هذا المعرض يتضمن صرعة حديثة لم تتعود المرأة لدينا مشاهدتها من قبل الا ان الحضور كان كبيرا سواء من سيدات المجتمع او الفنانات التشكيليات,.
التصريح الذي ادلت به صاحبة السمو الملكي الاميرة جواهر بنت ماجد بن عبدالعزيز آل سعود ,, الراعية لافتتاح فعاليات هذا المعرض.
اكدت من خلاله:
ان انتاج فيصل السمرة يأتي ليؤكد ان بلادنا (تَعِدُ) بالكثير في السباق الحضاري الابداعي العالمي , وباعتباره من الفنانين الجادين ايضا الذين جعلوا من الفن حرفة لهم وانقطاعهم لها ,, وبذا تمكن في مسيرته من ترسيخ اسمه كعلامة مضيئة في الفن السعودي.
واوضحت سموها,,وخلال سنوات من البحث والتجريب استطاع السمرة التوصل الى رؤية خاصة للعالم من حوله,,وطرحها بشكل تلقائي لايخلو من الحيوية,, لان مايميز ذلك الطرح هو,, الجرأة في التجريب,, فهو يفرض تقليدية اللوحةوتحريره لها,, لاعادة بنائها بمختلف الطرق في صراع مستمر مع الطبيعة والزمن ,, الفراغ ,, والكتلة حتى استطاع صياغة رؤيته الخاصة في تكوينات كالتي نراها في هذا المعرض ,, اسرة مؤسسة المنصورية للثقافة والابداع الراعي الرسمي لهذا المعرض اشادت بالفنان السمرة كواحد من فناني المنطقة الشرقية,, استطاع عبر مسيرته الوصول الىدرجة من التميز اهلته للطرح عالمياً,, الا انه كونه معروفاً على المستوى العالمي يظل مجهولاً ضمن نطاق ساحتنا المحلية.
هذا مما جعل المنصورية تحرص على اعادة هذا الطرح للوطن حتى يمكنه اخذ مكانه ضمن السياق الفني المتاح للمتلقي في الداخل لان من اهم اهداف المؤسسة انها ترمي الى اعادة صياغة المنظور الفني للفرد ,, وبناء الثقة في تجاربنا الابداعية كشعب عريق الحضارة,, وقادر على المضي قدماً بهذا المخزون الثقافي,, ويأتي هذا الاهتمام من خلال التنظيم للمعارض التي تتميز بالنوعية ورعايتها وتوثيق التجارب الابداعية الجادة ضمن سلسلة كتبها الفنية ايضا ,, والتي هي بمثابة نواة لموسوعة الفن السعودي المعاصر,, مما يساهم في بناء الجسور بين الفنان والمتلقي من جهة,, وبينه وبين التجارب العالمية من جهة اخرى,, الامر الذي يثري هذا الطرح ويمكننا من النهوض بهدف المنصورية الاول الا وهو الانسان,, وكل مايعزز مسيرتنا الحضارية ويرسخ من مكانتها بين الحضارات الاخرى.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الاقتصادية

ملحق المجمعة

ملحق الغاط

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

العالم اليوم

ملحق الزلفي

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved