Thursday 13th April,2000 G No.10059الطبعة الاولى الخميس 8 ,محرم 1421 العدد 10059



ترانيم صحفية
عندما يتصابى الكبار!!
نجلاء أحمد السويّل

من الصعب جدا أن يقيم الفرد بناءً على شكله الخارجي أو ملامحه وهذا عكس ما أشارت اليه نظريات علم النفس القديمة التي تقول ان الانسان يعرف من حجم جمجمته أو عرض ودوران رأسه أو هيئة جسمه, ولكن بعد أن تطور العلم وتقدمت الدراسات يستطيع الفرد وحده ان يحكم أن هذا التقييم الخارجي هو حكم خاطىء وانما الحكم على الفرد واقعيا يكون من خلال سلوكه وتصرفاته التي قد تعطي دلالة تخالف هيئته الخارجية تماما, ومما لاشك فيه ان السلوك هو الذي يعطي الانسان مكانته في المجتمع ووضعيته التي تفرض على من حوله أن يحترموه ومن المعروف طبعا ان سن الفرد يعد مؤثرا هاما يقولب السلوك ويسيره في قناة معينة وفق قوانين المجتمع وعاداته وتقاليده، لذلك من المخجل اجتماعيا أن يتقمص الانسان سلوكا لا يناسب عمره الزمني فهو بذلك يفقد طبعا مكانته الاجتماعية أولنقل يقلل من احترام المحيطين به, وتسليط الضوء لدى العديد من الصحفيين والكتاب والباحثين في علم النفس على مراهقة الأربعين بالنسبة للرجل على وجه التحديد، إلا أن المرأة لا تقل شأنا عن ذلك في سلبية هذه السلوكيات الصبيانية المفتعلة والأدهى من ذلك عندما يمارس كل من الرجل والمرأة هذه السلوكيات الصبيانية وهم لديهم من الأبناء من يعيش في عمر المراهقة أو الشباب، وطبعا هناك فرق بين ان يتقرب الأبوان من أبنائهم وبين ان ينشغلوا بأنفسهم بتصرفات لا تتعلق ولا تقترب من أعمارهم فيعتقدون داخليا أنهم مازالوا يعيشون مراحل صغرى من حياتهما ناسيين أو متناسيين أن لديهما من الأبناء من يحتاجون الى مراقبة ومتابعة وتربية وتوعية فيتحدثان في مواضيع لا تتناسب مع أعمارهم وبكل ثقة دون تردد أو تفكير ودون أن ينظرا الى ما يناسب أعمارهم الحقيقية وقد يظن البعض ان هذا الأمر طبيعي لأنهم لا يشعرونه ان كانوا من أصحاب هذه السلوكيات الصبيانية ولكن من يراقب ذلك عن بعد يؤمن تماما بأن هؤلاء الأشخاص انما يعيشون داخل قوالب شخصية لا تناسبهم ينقصها أساسيات اعمارهم كالعقل والاتزان والتعليم العميق والوعي الشخصي والاجتماعي وطبعا فإن لمثل هذه الأوضاع الغريبة الشاذة تفسيرات علمية يتصورها قبل كل شيء التفسير النفسي الذي يشير الى أن تفحص بعض الأفراد مثل هذه الأدوار هو أمر يدل على وجود خلل نفسي يتم عن نقص لاشباع غرض ما في نفس هذا الفرد بمعنى ان هذا الانسان يكون قد عانى في مرحلته الصغرى الحقيقة من نقص معين لم يستطع فيه أو خلاله ان يشبع ذاته الأمر الذي جعله يمثل أو لنقل يدخل هذه التصرفات ضمن أدواره التي يقوم بها في حياته بصورة غير ارادية أحيانا ولكن هذا لا يعني أنها غير اراديه أي يسترسل بها الفرد دون توقف ليحاول جذب المحيطين فيه ولو كان الأمر سلبيا لا أظن أن هذا مبررا لفعل ذلك ولكن يظل دور الفرد مهما في تعديل ما قد اعترضه من تجارب بمعنى ان الجزء من السلوك لااراديا ولكن الجزء الآخر فيه يعتمد على الفرد من حيث أهمية تطوير نفسه وذاته والابتعاد عن ما يسبب له قلة الاحترام والتقدير بين الناس ولكن الأمر كله بلا توقف انما يعتمد بصورة كبرى على الارادة القوية التي لابد وأن يتحصن بها الفرد من أمور كثيرة قد تنبذه اجتماعيا.
والله ولي التوفيق

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الاقتصادية

ملحق المجمعة

ملحق الغاط

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

العالم اليوم

ملحق الزلفي

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved