Thursday 13th April,2000 G No.10059الطبعة الاولى الخميس 8 ,محرم 1421 العدد 10059



الشيخ إبراهيم الدامغ وكتاب لسراة الليل هتف الصباح إيضاح وإضافة 2 - 3
د, عبدالله الصالح العثيمين

أوضحت في الحلقة السابقة ما أردت إيضاحه مما ورد في الحلقة السادسة والأخيرة من قراءتي لكتاب الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري لسراة الليل هتف الصباح,,, (1) وقلت: إنه قد تكرّم عدد من الإخوة الأفاضل - بعد نشري سلسلة من المقالات عن الشيخ ابراهيم الدامغ فأمدوني بمعلومات قيمة عن ذلك الشيخ وأسرته، وكان في طليعة هؤلاء الإخوة الأخ الفاضل الكريم محمد الحمودي، الذي اعطاني صورة لرسالتين بعث إحداهما الشيخ ابراهيم الدامغ الى الملك عبدالعزيز، والثانية أرسلها الى الامام عبدالرحمن بن فيصل، كما أعطاني صورة من كتابة مكونة من 23 صفحة دونها الشيخ ابراهيم عن الجامعة الاسلامية، التي كانت توجها سياسيا معروفا في التاريخ الحديث، وإني لعاجز عن التعبير عن مدى شكري الجزيل لأخي محمد، ولا أملك إلا ان أدعو الله له بطول العمر على زيادة عمل صالح وسعادة غامرة, وارجو ان تتاح لي فرصة لدراسة الكتابة المشار اليها ونشرها، إسهاما محدودا في إبقاء ذكر ابن مخلص من أبناء هذا الوطن الكريم.
ولأن ما ورد في الرسالتين من معلومات يبين جوانب من الدور الذي كان يؤديه الشيخ ابراهيم الدامغ - رحمه الله - والمكانة التي كان يحتلها لدى الملك عبدالعزيز ووالده الإمام عبدالرحمن - رحمهما الله - فإني اكتفي بإيراد نصيهما:
اما الرسالة الاولى المؤرخة في الخامس من جمادى الآخرة سنة 1339ه والمبعوثة الى الملك عبدالعزيز ونسخة منها، مع تغييرات طفيفة، موجهة الى الامام عبدالرحمن -فتعزية من الشيخ ابراهيم الدامغ لهما بوفاة الشيخ الجليل عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ - تغمده الله برحمته - وإخبار عن الصلاة عليه في جوامع الزبير: اضافة الى الحديث عن امور سياسية مهمة.
وهذا هو نص الرسالة:
بسم الله, حضرة جناب الامام المفضل عبدالعزيز بن الإمام المبجَّل عبدالرحمن بن فيصل, متعنا الله والمسلمين بحياته ووقَّفه للصلاح والرشد في حركاته وسكناته آمين.
أما بعد إهداء وافر السلام ومزيد التحية والاحترام فإننا نحتسب عند الله تعالى أجر تلك المصيبة العظيمة بوفاة صاحب الفضل والفضيلة جناب المرشد الكبير والفاضل الشهير شيخ الاسلام وعلم الأعلام الشيخ عبدالله - طيب الله ثراه - وجعل الجنة منقلبه ومثواه، فيا له من خطب جسيم، ومصاب عظيم، لا يسع فيه الا الصبر والتسليم لإمضاء القدر الحكيم، لا سيما وأن حضرتكم أدرى بأن هذه الدار ليست بدار قرار، وأن جوار الله خير من كل جوار، وأعظم ما يسلَّى به الصفيّ عن صفيّه، والحبيب عن حبيبه، مصيبته بنبيّه, وبما ان مصيبته علينا كما هي عليكم فأقول عظم الله لنا ولكم ولعائلته وذويه الأجر، ومنح الجميع نعمة الصبر، لفقد هذا الحبيب الفريد، الذي شهد بفضله القريب والبعيد، آنسه الله برحمته وغفرانه، وألبسه في دار كرامته مزيداً من إحسانه وامتنانه، وهو المسئول سبحانه أن يجعل الرضا والتسليم وسيلة للجميع بالفوز والثواب العظيم.
هذا ولم يتجدد بطرفنا بعد توجه الشيخ أحمد الجابر ورفقائه لرحابكم الفسيحة حوادث تستحق الذكر, ولا ريب ان تلك الذوات سيحظون بمزيد الإكرام ونيل المقصود حسبما جبلتم عليه من مكارم الأخلاق، والميل الى السلم وعلو الهمم، وكمال الإنصاف، وإجراء العدالة، وغض البصر عن الهفوات للتصدي بحسن المعاملات والعفو والرحمة والإقالة، أدامكم الله للمعروف أهلا، وزادكم عزاً ورفعة وفضلا.
ولابد شيخ الزبير ابراهيم العبدالله حرر لسعادتكم، بعد وصول احمد الثنيان الى البصرة، كتاباً بناء على التعزية في المرحوم الشيخ المشار اليه مع الافادة عما وقع بالزبير من التشويش، إثر اسباب سوء التفاهم بينهم وبين الدويش، حيث صادف قدوم احمد الثنيان المسبب لتطمين خواطر العموم حسبما تمكن من الرعب في قلوب اهل البصرة الى درجة صار الغالب يعبرون عزيز اموالهم شط العرب خوفاً من هجوم الإخوان, وإن إرسالكم خط الدويش لسعادتكم مع أحمد الثنيان يعدّ إلهاما من الله حيث وقع ما حاذرتم مع أننا في أول وهلة قنعنا الشيخ إبراهيم أنه لا يتصور ان الدويش يتجاوز الحد المخالف لفكر الإمام, وحسب إشارتنا أيضا له نبه بصلاة الغائب على المرحوم الشيخ صلاة الجمعة بجميع جوامع الزبير.
ولابد بلغكم تشكيل هيئة الحكومة المؤقتة العربية في العراق، وتعيين أحمد باشا الصانع متصرفا في البصرة، وبالحال جلس بالقنصل خانه على الشط مؤقتاً الى ان يتعين له كل المظاهر في الصرايا القديمة داخل البصرة, ولم يقع بالحسبان أن احمد باشا يوافق على أي مأمورية كانت كما هو محقق من حضرته عند تأهبه للتوجه من البصرة الى بغداد بناء انه اذ ذاك اخذ من الحكيم (الطبيب) رابرط (Report اي تقرير)ان القيام بأي وظيفة يخلّ بصحته, وظاهر الحال ان عطاله في بغداد هاك (تلك) المدة يحاول إعفاءه, وقد يكون ان هيئة الحكومة، وبالاخص طالب بك (النقيب)، لم يسمح له في عدم الاشتراك لأعباء الحاكمية، وأنه إذا لم يوافق (على) رئاسة البصرة يتحتم بقاؤه عضواً في بغداد, ولذلك انجبر (اضطر) للتكلف بتلك الرتبة الجليلة لمناسبة الإياب لوطنه, ولاشك انه لأهل البصرة أولى من غيره لعفته ودرايته وتواضعه, وفي اول وهلة اشتغلت القلاقل في تحرير المقالات الهوائية في الأوقات البصرية على الشيخ ابراهيم العبدالله التي حاصلها بسط حرية السكر والنكر في قصبة الزبير، وإنما الغالب على ثقة في عدم التفات حضرة الباشا المشار اليه لتلك التهورات الوهمية لكمال علمه أنها منافية للحقيقة التي امتاز بها الشيخ ابراهيم لمساواته العباد وتطهير البلاد عن شوائب الفساد، لا سيما وان تلك الأراجيف مسبوقة بالشكايات التي لم يلتفت اليها احد من مأمورية الاحتلال آنفا, ولا ريب ان سد الذرائع عن أقل قلاقل تؤول الى التفرقة وبث بذور الشقاق اجدر لبسط الراحة العمومية, والله نسأل، وبأسمائه الحسنى نتوسل، ان يصلح أحوال المسلمين ويجمع شملهم على مافيه صلاح الدنيا والدين, وأما احوال الحكومات فغير خفي شريف علمكم اضطراباتها بكافة الجهات بحيث يعلم أن مستقبلها مظلم, ولله في خلقه شؤون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
وهذا ما لزم رفعه لسعادتكم، ومهما يقتضي من الخدمات الداعي رهين مع ابلاغ السلام حضرة الإمام الوالد والأولاد وكافة السعود وآل الشيخ, ومن لدينا من ذكرنا وكافة الجماعة يهدون السلام ويدعون لكم بالخير على الدوام, ودمتم بحفظ الله محروسين والسلام.
المخلص الداعي
إبراهيم العبدالعزيزالدامغ
1 - زل القلم في الحلقة السابقة إذ كتبت: أما الشبيلي فهو سليمان بن ناصر وكان له أربعة أبناء: رشيد وعبدالله، ومحمد، وسليمان، والصحيح أن هؤلاء الأربعة أبناء لناصر.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الاقتصادية

ملحق المجمعة

ملحق الغاط

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

العالم اليوم

ملحق الزلفي

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved