أحياناً يصعب عليك أن تعرف ماذا تريد حتى بينك وبين نفسك! لا تستطيع أن تقول ما الذي يُسعدك حتى لو طُلب منك ذلك، ولكنك تُحس بذلك الشعور من السعادة يرفرف عليك، وتشعر بذلك الاحساس الجميل ينعكس على كافة تصرفاتك ايجابيا لدرجة أنه قد يجبرك على أن تبتسم باستمرار وتكون في حالة نفسية هادئة ومريحة.
مؤشرات جميلة تشعرك بأنك أسعد من في الكون حتى لو كنت أفقرهم، مؤشرات رائعة تشعرك بأنك اقوى من كل ما حولك بإرادتك وقوة مبادئك رغم عكس ما يقال عنك!
ولو بحثنا عن تلك المؤشرات الجميلة لشعرنا بقيمة انفسنا وبأننا لسنا أشخاصاً عاديين ولسنا ضعفاء ولسنا ولسنا كما نظن أنفسنا, ودعونا نأخذ مؤشراً واحداً فقط هو راحة الضمير والبال .
فليس أجمل من أن تذهب لغرفة نومك آخر النهار بعد عناء يوم طويل ثم تضع رأسك على وسادة فراشك بكل هدوء وطمأنينة وراحة بال وقلبك خال تماما من الهموم والمضايقات والتوترات ولا يحمل بداخله حقداً أو غلا على أحد.
نعم تخلد إلى فراشك، ولا تفكر سوى أن تُغمض عينيك لترحل عبر رحلة نوم هادئة تمر بك عبر أحلام حلوة وكأنك جالس في قطار بجانب نافذة تُطل على الخارج في رحلة طويلة طويلة تستغرق أياما تجوب بك من بلدٍ لآخر ويمضي بك الوقت دون أن تشعر به!
رحلة تمر خلالها وعبر نافذة هذا القطار بمناظر طبيعية خلابة تأسرك وتأخذ بِلُبّ عقلك، مشاهد حية تنبض بالحيوية والجمال الذي أوجده الخالق سبحانه على وجه الارض.
مشاهد خلابة تتمثل في مرورك على جبال شاهقة وأودية سحيقة وسفوح ومراع خضراء تسرح فيها الماشية من هنا وهناك، وغابات كثيفة ترى من خلالها حيوانات وطيوراً لم ترها في حياتك قط تشاهدها وهي تلوّح بيديها لك مرحبة بك وتدعوك لاستضافتك!
مشاهد آسرة تمنع النوم من عينيك وتشدك إليها ولا يمنعها منك مؤقتا سوى دخول هذا القطار الذي انت فيه داخل نفق طويل مظلم مشقوق داخل جبال عالية لتشعر حينها بنعمة البصر التي أنعمها الله عليك ولا تحتاج منك سوى حمد وشكر لله.
رحلة طويلة غامضة مجهولة المصير داخل هذا النفق المظلم، رحلة لا يُفيقك منها سوى رؤيتك لبصيص نور من بعيد بعيد مقبلا عليك من جديد وأنت تخرج من هذا النفق المظلم الذي كنت تعتقد ان ليس له نهاية! فهلا أغمضت عينيك الآن وتخيلت هذه الصور النادرة؟ هلا استحضرتها امامك؟ لم لا؟ فلا تستكثرها عليك!
بالفعل، ليس اجمل وأنت مستلق على فراشك من ان ترفع رأسك للسماء وتشكر الله سبحانه وتعالى على ما أنت فيه من نعمة راحة الضمير والامان النفسي الذي يبحث عنه الكثيرون فلا يجدونه رغم انهم على استعداد لدفع كل ما لديهم من اجل راحة الضمير!
أليس هذا هو ما نبحث عنه؟ أليس هذا هو ما نتوق إليه؟ أليس هذا هو ما نتمنى أن نعيشه ولو من فترة لأخرى ولو للحظات قليلة؟ ولكن السؤال: هل انت قادر على ذلك؟ هل تستطيع ان تغمض عينيك وتنام دون ان تكون محملا بالهموم والقهر أحيانا؟
هل تستطيع ان تنام بمعزل عن الدموع التي تعودت عليها نتيجة شعورك بفقدانك شيئاً ثميناً هو من ابسط حقوقك ولا تستطيع ان تسترجعه؟
هل يغمض لك جفن دون ان تشعر بالغبن في حقك حتى ممن هم حولك ممن يفترض ان يكونوا اقرباءك او هكذا يطلق عليهم؟
هل تستطيع ان تنام قرير العين دون ان تفكر بشكل مزعج في الغد وماذا سوف يخبئه لك المستقبل في طياته؟
بل حتى الاشياء الحلوة والاماني الجميلة والاحلام الوردية التي نتمنى تحقيقها، كل تلك قد تصبح مصدر تعب وشقاء لنا إذا فكرنا بها طويلا ولكن الفرق ان هذا النوع من التعب يعتبر جميلاً لانه مقرون بشيء أجمل نفكر به ونعيش معه، جميل حتى لو لم نعرف اسمه.
ان حياتنا قد تظل صحراء جرداء ما لم ترو بالحب الصادق وما لم تسعد بالانسان الذي يعرف قيمتنا وقدرنا وما لم تكن مليئة بالكلمات والعبارات الحلوة الراقية وما لم تضح هي من اجل اسعاد الآخرين ورسم البسمة على شفاههم.
وحتى قلوبنا قد تكون خاوية موحشة ما لم تعرف ذكر الله وما لم تجد من يؤنس وحشتها ويشعرها انها نبع دافئ مليء بالحنان لا ينضب.
كم هي حولنا السعادة ولا نراها إلا في المناسبات والافراح والمواسم! وكم هي في ايدينا المناسبات الحلوة، ومع ذلك نتجاهلها او لا نعرف كيف نوجدها او كيف نحتفل بها!
وكم هي كثيرة الكلمات الحلوة التي نحتفظ بها لانسان ما ومع ذلك نحتفظ بها في انفسنا ولأنفسنا.
انها دعوة لأن نخلد للنوم وقد ازحنا من قلوبنا كل الهموم والوساوس والقلق واستبدلناها في الرغبة لأن ننام ونحن على موعد مع احلام جميلة, دعوة لأن نحاول ولو مرة واحدة كي نعرف كم نحن ظالمون لأنفسنا، وكم نحن مقصرون في حق أنفسنا، دعوة لان نهيئ الاجواء الحلوة المريحة ولا نتذكر سوى ما سوف يسعدنا ويدخل البهجة الى قلوبنا, إنها دعوة لان تتظاهر بأنك مبسوط حتى مع نفسك كي تضطر لان تبتسم، لا لكي تضحك على نفسك وتشفق عليها بل لكي تتعود على الابتسامة وتصبح جزءاً لا يتجزأ منك كما هي روحك الحلوة التي تتميز بها!
ولك أن تتخيل حينما تجتمع الروح الحلوة بالابتسامة الجميلة متمثلة فيك، ماذا يمكن ان يحدث؟
نعم انها الرحلة الهادئة في الحياة تلك التي نبحث عنها، رحلة تمخر بنا عباب البحر وقت الغروب حيث امواج خفيفة تموج بقاربنا هنا وهناك.
رحلة مميزة هادئة ليس قائدنا فيها بعد الله سوى هذا القمر الذي نعرف انه يخدعنا ويظللنا ومع ذلك نرضى بقيادته لاننا ببساطة لا نريد نهاية قريبة لرحلتنا بل نريد ان يكون شاطئ الوصول هو ذلك الشاطئ الذي ليس له وجود سوى في احلامنا ومخيلاتنا.
رحلة هادئة أجمل ما فيها ليس حديثا مع الطرف الآخر بل تأملا فيه، رحلة قد يغلفها السكون ولكنها حية بحيوية الاجواء التي فيها ورائعة بروعة الاشخاص المنتسبين لها.
رحلة لا يضايقك فيها ومنها سوى ان تفيق فتشعر انك مازلت نائما وانك كنت تحلم ولكن اي حلم.
* همسة *
على الرغم من تباعدنا,.
مع صعوبة ظروفنا,.
من كثرة مشاغلنا,.
أجدني دائم التفكير بك,.
دائم الرحيل معك,.
بقلبي وروحي وخيالي,.
***
وحينما يطول بي التفكير,.
أجدني دون أن أدري,.
اضع يديّ على خديّ,.
وأغمضُ عيني بهدوء,.
ثم أجدني أذكِّر نفسي,.
بكل الاوقات الجميلة,.
التي قضيناها معا,.
بكل اللحظات الرائعة,.
التي عرفتك فيها,.
وبكل المناسبات الحلوة,.
التي قربتني منك,.
***
وفي هذه الأجواء الماتعة,.
أجدني ابتسم,.
أضُمُّ نفسي اليّ,.
خوفا على فرحتي,.
أن تطير مني!
ان تسرق مني!
كما سرقت أحلام كثيرة!
ولم استطع استردادها!
أو حتى جزء منها!
لأنها أحلام,.
هكذا يقولون
***
صدقني ,.
لسنا بحاجة,.
لأن نكون مع بعضنا,.
كي نكون قريبين بقلبينا,.
توأمين بروحينا,.
لأنه,.
مهما بعُدت بيننا المسافات,.
سيظل تفكيري دوما معك,.
لأنك الود المنشود,.
ستظل شغلي الشاغل,.
لانك الامل المعقود,.
أتعلم لماذا,,؟
لأنك صديق حقيقي,.
والأصدقاء الحقيقيون,.
صعب العثور عليهم!
لانك حب حقيقي,.
والحب الحقيقي,.
لا يتنازل عنه بسهولة!
لا يباع بكنوز الدنيا!
***
عنوان الكاتب:fhmaghloth@yahoo. Com