Thursday 13th April,2000 G No.10059الطبعة الاولى الخميس 8 ,محرم 1421 العدد 10059



بوح
وتتكرر التساؤلات
ابراهيم الناصر الحميدان

ومضى فصل الشتاء خفيفا دون أن نستمتع بغيومه وغيثه في هذه المنطقة لأنها منذ القدم تمتنع عنها الأمطار لحكمة عند رب العباد وجاء فصل الصيف بشموسه ولياليه الحانية,, فكان النوم فوق السطوح ومسامرة النجوم متعة لنا نحن الصغار, نرحل معها في آفاق الخيال نتابع حركة الكواكب من بعيد وهي تضوي وتسبح في ذلك الملكوت المتوحد غارقة في الصمت لامعة جاهزة,, زاهية في المدى لا تتوقف أجرامها عن الحركة لأنها تعيش وتنمو حتى تشيخ ثم تتبدد في ذلك الكون الذي لا سبيل إلى الإحاطة بجوانبه.
إنما نحن اليوم في عصر حرمنا من تلك المتعة ومن التلصص أيضا فيما حولنا عفا الله عنا في تلك المراحل وما بعدها نطارد الطيور والحمائم التائهة ونحصبها بالحجارة عن جهل لأن تلك الأحجار كانت تزعج الجيران لولا صبرهم علينا جزاهم الله كل الخير من شقاوة الصبية.
نتمدد اليوم فوق أسرتنا وفي آذاننا يدوي صخب المبرد الذي لم نعد نستغني عنه فإن كف عن الحركة قمنا مفجوعين نبحث عن الهواء الاصطناعي, أصبح هواؤنا صناعيا وكذلك ماؤنا تنغرز فيه الكيماويات وطعامنا أيضا, لا نقاء إلا في تنفسنا المصطنع مع أن الكثيرين يلجأون إلى استنشاق الأوكسجين هربا من الهواء الملوث بما فيهم الأطفال!
نحن نتحدث عن اقتراب فصل الصيف وما أدراك ما يعنيه فصل الصيف في ربوعنا كل عام, تنخفض الأسهم لزيادة العرض على الطلب وترتفع مبيعات السيارات من النقد إلى المؤجل والأقساط ويكثر طلب الإجازات السنوية والواسطات في الحصول عليها لا سيما المتعاقدين مما يعني مضاعفة عمل موظفي الجوازات حتى أيام العطل الرسمية وتسود الحمى لدى الخطوط المختلفة وخاصة السعودية بأبخس الأسعار التي قد يماطل فيها السعر العالمي كما تزيد مبيعات الأسواق وترتفع لافتات التنزيلات الموسمية خاصة الهدايا والذهب وحتى سائقو الليموزين تتضاعف مشاويرهم إلى المطارات لتزداد حوادث المرور وعدد المصابين وكذلك قصور الأفراح لتدفق الزيجات ومتاعب الأبناء في الحصول على الدرجات التي ينتظرونها للانتقال إلى المراحل الدراسية الجديدة ومشكلات المجاميع من الدرجات التي تؤهل إلى التخصص المطلوب وتبدأ إغراءات المعاهد البديلة والواسطات للحصول على الوظائف حتى وإن كانت مؤقتة على أمل أن تتحول إلى دائمة, ولا يبتسم في هذا الوضع المتأزم سوى الذين يقضون شهر العسل والذي قد يتحول إلى بصل بعد تكشف الخلافات الصغيرة وكنت في بيت الوالد أسعد من اليوم وأهم من ذلك أين نقضي فصل الصيف؟ سياحة داخلية والتجوال في ربوع الوطن حتى تأتي الذكريات وطنية بعيداً عن الرطانة والاستغلال الجشع من أماكن السهرات المشبوهة لكل ماهو عربي ومحاولة معرفة الفروقات في المصروفات مابين الداخل والخارج التي قد تكون متقاربة في المتوسط ولكنها تفرق بين إنفاقها لمصلحة الوطن والاقتصاد المحلي وبين أولئك الأبالسة وراء الحدود وأرجو أن تنخفض ولو قليلا ً التكلفة المحلية حتى نطالب بإيجاد جمعية للإرشاد السياحي والترشيد.
وكل عام وصيفنا وشتاؤنا بخير.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الاقتصادية

ملحق المجمعة

ملحق الغاط

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

العالم اليوم

ملحق الزلفي

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved