هذه أول مرة أفرد بها تلك الزاوية بكاملها تفاعلا مع قرائي الكرام, إنني، في الحقيقة، أفعل ذلك لسببين: الأول منهما يتمثل في حق القارىء والقارئة على الكاتب من حيث انه وأعني الكاتب يجعل من (فكره) حقاً مشاعا للقراء بمجرد اتخاذه قرار نشر أفكاره، ولذا فللقراء الحق كل الحق بالتواصل معه، مساءلته، مناقشته، تفنيده، تخطئته,, السبب الثاني يكمن في أنني طالما اقتحمت (أسوار) تلك العطلة الاسبوعية (الخميس) بمواضيع (جادة أكثر من اللازم!)، ولذا قررت أن أقوم، بين الفينة والأخرى، بالتخفيف من (حدة) المواضيع المطروحة في هذه الزاوية في هذا اليوم بالذات.
بالمناسبة، تواصلي اليوم مع القراء الكرام تواصل (علمي!), بمعنى آخر، استبعدت من الرسائل (مايحمل الطابع الشخصي!) وذلك لبداهة السبب وراء ذلك، وعليه أقول إن من ضمن ما لفت نظري من رسائل هاتفية أو بريدية بعض التساؤلات (اللغوية) التي تدور حول بعض ما استخدم بتلك الزاوية من معان ومبان، سواء أكانت باللغة العربية أو الانجليزية, ولذا ولضيق الحيز فسوف أكتفي اليوم بثلاث رسائل، آملا مواصلة استعراض المزيد منها في القريب العاجل, من تلك الرسائل (اللغوية) رسالة تخص قارئة رمزت لاسمها (بطالبة لغة انجليزية!)، وفيها تتساءل عن معنى مصطلح علمي سبق لتلك الزاوية ايراده باللغة الانجليزية أوردته هي هكذا: Testing the Obrious في الحقيقة انني وقفت حائرا أمام هذا المصطلح الذي لم أتذكر استخدامي له البتة,, بل لم أفهم في الحقيقة معناه، ولكن حيرتي تلك سرعان ما تبددت على إثر قيامي بالبحث في ثنايا بعض من مقالات (شدو) والتي سبق نشرها، لأجد في النهاية، أن هناك خطأ مطبعيا في مقالة من مقالاتي قلب (سافل معنى ما عنيت عاليا!): فصحّف هذا الخطأ كلمة Obvious إلى Obrious، مما بالتالي أخل بالمعنى المراد,, عموما، المفهوم المعني (يا أختي الطالبة) هو Testing the Obvious، ويعني (باختصار) استجلاء أمر الجلي، الواضح، السهل، مرارا وتكرارا، فلربما يتضح (من لدن ما يعتقد بوضوحه) من الحقائق العلمية ما ليس بمتوقع,, وهواسلوب علمي يشيع استخدامه في الغرب، على عكس ما لدينا، تماما، والدليل على ذلك قولنا من أعضل المعضلات، توضيح الواضحات! .
الرسالة الثانية وردت من (الأخ/ ع,م الرياض) ويتساءل فيها عن مدى صحة استخدامي (المكرور!) لكلمة (أدكن) لوصف الليل، (ودكناء) لوصف الليلة وحسب ما ورد لي في مقالة سابقة تم نشرها في زاوية (المعنى؟!): وإلى أخي (ع,م) أقول: إن أنس لا أنس (اصبع) مدرس النحو في المرحلة الثانوية وهو يزأر في وجهي زئير الأسد قائلا إن (النعت) إذا كان لونا فهو يرد على وزن (افعل) للمذكر وعلى وزن (فعلاء) للمؤنث: على سبيل المثال: (ليل أدكن وليلة دكناء).
الرسالة الأخيرة رسالة (هاتفية) يعترض فيها هذا المتصل (المجهول!) على دعوتي إلى استخدام اللهجة العامية,,,، ودليله (القاطع!) استخدامي ذات مرة لجملة نصها: استبدال الفصحى بالعامية! حينها، وبعد زوال (الصدمة!) أوضحت لصديقي ان (الباء) تدخل على (المتروك),, ولذا فالأمر على عكس ما يعتقد، حيث إن المتروك هنا هو العامية وليس الفصحى!
هنا (وبكل صراحة) ارجو من قرائي الأعزاء التكرم باعفائي مستقبليا من أي تساؤلات لغوية تخص (اللغة العربية)، حيث إنها ليست من ضمن تخصصي العلمي ولذا فلست بضليع فيها البتة، بل ولطالما (استفزعت!) بأحد أخوتي الأكبر سنا كلما وجدت نفسي أمام معضلة لغوية، وما أكثر تلك المعضلات, وبصراحة (أخرى!)، يؤسفني القول بأن لغتي الانجليزية كما هو حال الكثيرين من ابناء جيلي (أقوى) من لغتي العربية الفصحى، وليس مرد ذلك (ذكاء منا نحن ابناء هذا الجيل)، بقدر ماهو راجع الى تقنين اللغة الانجليزية وتبسيطها تبسيطا يناسب الزمان والمكان,, بالمناسبة هل قطعت على نفسي وعدا في المقدمة على ان يكون موضوع اليوم موضوعا خفيفا؟! ,,(إيه ما يخالف!),, أعتقد أنني نكثت بوعدي هذا!!
للتواصل: ص,ب 4206
رمز: 11491 الرياض