Thursday 13th April,2000 G No.10059الطبعة الاولى الخميس 8 ,محرم 1421 العدد 10059



رأي الجزيرة
مسمار جحا الإسرائيلي ,,, !

بالرغم من التصريحات المتفائلة التي أطلقها الرئيس الأمريكي بيل كلينتون عقب محادثاته التي استغرقت أربع ساعات مع رئيس وزراء إسرائيل إيهود باراك في البيت الأبيض أول أمس، إلا أن الأجواء السياسية السائدة داخل الولايات المتحدة الأمريكية نفسها وفي منطقة الشرق الأوسط وخاصة في المناطق الفلسطينية، والجولان السورية والجنوب اللبناني، تعطي شعوراً مغايراً بأن الفترة القادمة لن تشهد انفراجاً حقيقياً في الأزمات التي تواجهها عملية السلام في الوقت الحاضر، هذا إذا لم تشهد المنطقة في المرحلة القادمة تعقيدات جديدة تنذر بمخاطر غير محسوبة تهدد الأمن والسلام.
فعلى الصعيد الأمريكي لم يصدر ما يدل على أن الرئيس كلينتون مارس أية ضغوط على باراك لتليين تعنته الذي كان وما زال عقبة أمام نجاح المفاوضات في جميع مساراتها الفلسطينية والسورية واللبنانية.
ويعزو المراقبون عدم ممارسة كلينتون للضغوط على باراك إلى أن الولايات المتحدة تعيش في حمى الحملات الانتخابية الرئاسية مع اقتراب نهاية الولاية الثانية للرئيس كلينتون في نوفمبر القادم، إذ إن كلينتون لا يستطيع أن يغامر بممارسة ضغوط على باراك قد تجعل نائبه آل جور ومرشح حزبه الديمقراطي لانتخابات الرئاسة يخسر أصوات الجالية اليهودية الأمريكية ذات النفوذ القوي.
وهذه الحقيقة لم تكن غائبة عن باراك قبل وبعد سفره إلى واشنطن، حيث عاد من هناك كما ذهب، بدون إظهار أي قدر من المرونة في مواقفه المتعنتة.
على صعيد الأوضاع في إسرائيل والأراضي الفلسطينية والجولان وجنوب لبنان، فإن ما تقوم به حكومة باراك منذ عدة أيام لا يدل على نية صادقة في السلام مع الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين,.
فمثلا:
بينما كان باراك في الطائرة في طريقه الى واشنطن كشف مستشار رئاسة الحكومة في القدس المحتلة عن اعطاء الضوء الأخضر لبناء (200) وحدة سكنية استيطانية جديدة قرب مدينة بيت لحم الواقعة ضمن مناطق السلطة الفلسطينية.
وفي الوقت نفسه إعطاء الضوء الأخضر لبناء (350) وحدة سكنية استيطانية في الجولان السورية المحتلة كنوع من الانتقام من سوريا لعدم إذعانها لإرادة إسرائيل التي تريد أن تبقى سيطرتها على جميع مصادر المياه هناك (بحيرة طبرية) وغيرها!
وفي خطوات تدلُّ على مخطط توسعي في الاستيطان في الاراضي الفلسطينية، وربما في الجولان أيضاً ، سافر وزير إسرائيلي إلى إثيوبيا لدراسة أحوال (26) ألفاً من يهود الفلاشمورا الإثيوبيين الذين يرغبون في الهجرة إلى إسرائيل,!!
والمؤكد أن توطين هذا العدد إذا تم تهجيرهم من إثيوبيا، لن يوطنوا سوى في الأراضي الفلسطينية والسورية المحتلة بما يكرس الاحتلال لهذه الأراضي أو يخلق مشكلة حقيقية إذا ما أدت المفاوضات إلى انسحاب إسرائيل منها ومن تلك المشكلات، إما، طلب تعويضات عن إجلاء هؤلاء المستوطنين أو فرض بقائهم بين السكان، أهل الارض ليكونوا دائماً كمسمار جحا ,!
المعروف كما نشرنا أول أمس أن إسرائيل استقدمت عام 1998م (58430) مهاجراً بينما استقدمت في العام التالي 1999م (77921) مهاجراً.
وهذه الأرقام نشرتها أول أمس الوكالة اليهودية لشؤون الهجرة إلى إسرائيل وقالت إن عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى إسرائيل خلال العقد الماضي وصل إلى مليون شخص من الجمهوريات السوفياتية السابقة، والأرجنتين وبعض دول إفريقيا!
وفي نيّة حكومة باراك أن تجعل من (2500) عنصر من عناصر المليشيا اللبنانية العميلة لها مسمار جحا آخر إذ هي بصدد توطينهم في أجزاء من الأراضي المحتلة لتكريس وجودها هناك.
الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الاقتصادية

ملحق المجمعة

ملحق الغاط

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

العالم اليوم

ملحق الزلفي

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved