بيننا كلمة المهتمون د , ثريا العريّض |
في أمسية ربيعية من نهاية الأسبوع الماضي لم أكن وحدي من تابعت محاضرة الدكتور صفاء العيسى طبيب الأطفال الزائر من الرياض,, والتي أفادنا بتقديمها في فندق الظهران الدولي بدعوة من شركة فايزر للأدوية,, كانت القاعة الكبيرة مليئة بالمتخصصين المهتمين جاءوا من الظهران والدمام والخبر والقطيف.
كنت أدري بأنها ستكون ناجحة فقد سبق أن حضرت للدكتور صفاء ما قدمه بهذا الشأن في ندوة الصحة النفسية للمرأة التي تمت في مستشفى الحمادي في الرياض قبل أشهر, وتمنيت وقتها أن تقدم تلك المحاضرات القيمة في الشرقية أيضا، بل وفي كل مناطق الوطن ومدنه, ولذلك سعدت حين أكد لي الدكتور صفاء أنه قادم وبمحاضرة أكثر تفصيلا وتغطية لموضوع العلاقة المرضية بين الآباء والأمهات والأطفال, وسعدت وأنا الاحظ تميز الجمهور الذي استجاب,, لا لغط ولا رنين هواتف جوالة بل تركيز ومتابعة جادة, ونيابة عن كل مواطن يرى في التوعية الجادة أقصر طريق الى بناءالوعي كأساس بناء الانسان والتنمية البشرية، أقدر لشركة فايزر الدور الذي تقوم به مساهمة في بناء وعي المتخصصين وغير المتخصصين على السواء، حيث كانت شركة فايزر هي من تبنى اقتراحي بدعوة الدكتور صفاء, وللدكتور أشرف بلبع مدير فرع الشركة بالشرقية، والأستاذين وائل دودين وأحمد حلمي شكر خاص على حسن التنظيم.
الاهتمام المهني والتعني لحضور مثل هذه المحاضرة القيمة في مساء الاربعاء نهاية الأسبوع التي تعلن استرخاء الراحة أو انطلاق الترفيه والمتعة للغالبية، هو أكبر دليل في رأيي المتواضع على عمق الوعي لدى نخبة المتخصصين والمهنيين في أي مجال كان, بما في ذلك هؤلاء الأطباء والأطباء النفسيين والاخصائيين الاجتماعيين الذين ضحوا بمتعة زيارات الأصدقاء عائليا أو بملذات الاسترخاء في هدوء بيوتهم ليحضروا هذه المحاضرة, فلهم جميعا تقديري وعلى رأسهم الدكتور ابراهيم الملحم من مستشفى الملك فهد التعليمي الذي قدم الدكتور المحاضر وأضاف تعليقات قيمة.
وكانت محاضرة تستحق التعني والاهتمام من حيث الموضوع: اساءة معاملة الاطفال، من وجهة نظر طبيب متخصص وممارس، قدم لنا تفصيلا لكل ما يمكن ان نسيء به كآباء وأمهات ومشرفين من اساءة للأطفال بقصد وبغير قصد, وقدمه لنا موضحا باحصاءات مفجعة وصور واضحة ومعبرة.
الأطفال أمانة في أعناقنا لكننا كثيرا ما نعجز عن حمل الأمانة وبعضنا يخونها,, أحيانا بعلم وضعف,, وأحيانا دون علم, وأرى أن المسيء منا للأطفال هو من يحتاج نفسيا الى العلاج قبل ذلك الطفل المسكين الضحية دون ذنب,, والأكثر إثارة للهم العام أن هذا الطفل الفريسة سيكبر ان اتيحت له فرصة البقاء والنمو ليصبح بدوره ممارسا للاساءة لأطفال قادمين.
أشكر مسؤولي مستشفى الحمادي بالرياض وأي مستشفى آخر في المملكة يحمل تلك الدرجة العالية من الوعي والاهتمام والمواطنة فيسمحون بل ويشجعون أطباءهم والمتخصصين العاملين معهم على اثراء الوعي العام والمساهمة في بنائه, وغدا أشارككم بعض ما استعرضه الدكتور صفاء من حالات.
|
|
|