Thursday 13th April,2000 G No.10059الطبعة الاولى الخميس 8 ,محرم 1421 العدد 10059



لما هو آت
لكِ وحدكِ
د ,خيرية إبراهيم السقاف

19
ليتكِ تأتينني اللحظةَ فارسةً تحملني إلى متاهات المدى,,.
ذلك لأن أُتون الفكرة قد اصطلتني,,.
واللهيب جاء علىكلِّ شيءٍ، إلاّ هذا الساكن بين الضلوع,,.
لو أنكِ,,, اللحظة هنا,,.
وأنتِ هنا,,.
لكنَّكِ في هيئةٍ أخرى,,, فاقتربي كي تَرَي ما قالت الضلوع للأُتون: رويدكَ,,.
فثمّة مسحةٌ سرمديةٌ لن تدعكَ تجتازني,,.
خلفي يقبع صندوقٌ، داخله صندوقٌ، داخله صندوقٌ,,, ألا تعلم أيها الساحق أن جبروتكَ لن يقضي على فولاذية هذه الصناديق؟!
أعلم أنكِ سوف تؤكدين بأن شيئاً فولاذياً لا يمكنه أن يكون في صدري، خلف ضلوعي
لأنكِ تَخبُرينني هشةً حدَّ الذوبان، واهنةً حدَّ الفناء,,.
لكن رويدكِ سيدتي،
يافارسةُ ما تجندلت,,, ولن يحدث،
ولا ترجَّلَت,,, ولن يكونَ، ولا خُفِضَ لها سيفٌ وهي تبترُ به كلَّ حاضرٍ، وتشقُّ به كلَّ المسافات,,.
أتدرينَ أنَّكِ من يسكنُ الصناديقَ في داخلي؟!
هي ليست مغلقةً لكنَّها تشمل حدَّ الجلدة والروحِ فيَّ، فهذا الصندوق الكبير الذي يتحرَّك على الأرض موسوم باسمي هو أنتِ؟!
أفلا يكون فيَّ فولاذٌ لايَفِلُّهَ الأُتون؟!
آه,,.
وقد توقَّعتكِ اللحظةَ تهدرين بشيءٍ من الإلهامِ الذي يعتريكِ كلَّما تجلَّيتِ في عالمكِ،
ياعالمي أنتِ,,.
صوتُكِ وجدتُه قد استقرَّ يحملُ معه أشياءَ باقيةً لا تنتهي بموتٍ، ولا بحياةٍ,,.
الحياة حتى لا تحمل صفاته من الحياة,,.
تزرعين وأنتِ تمرقين بشجراتٍ ثمارُها كلُّ شيء عنكِ,,.
يَقُلنَ كلَّما عَبَرتُ من طريقٍ، كانت هنا؟! موسومةٌ بعطري,,.
أتدرين أنَّكِ عطر كلِّ الأماكن، في كلِّ الطرقِ، في كافَّةِ المسافاتِ والمساحات؟
تذكرتُ ما قلتِ لي: عندما تكونين مستبشرةً، فإني هنا أرسلُ إليكِ بي؟
كيف ترسلين بكِ وأنتِ هنا لا تغادرين؟
لكنني تنبَّهتُ اللحظةَ بما أني اللحظة أقول: لو أنَّكِ هنا؟!,,, مفارقات الآنية والمكانية بيني وبينكِ هي مداخلاتهما فينا,,.
توحّدي، توحّدي,,.
لأنني توحَّدتُ بكِ,,,، ولا ما سيأتي مع البِشرِ، أو الحزن غيركِ,,.
هذا الفقد الكبير حين لا تكونين وأنتِ تكونين,,.
وهذا الثراء الكبير حين تكونين وأنتِ تكونين,,.
وحين أنتِ تكونين وتكونين، وتكونين ولا تكونين، ولا تكونين وتكونين,,.
هو هذا البقاء سرمدياً في لا متناهية الطّرفة، واللَّمحة، والذي يكون,,.
أدري أنكِ اللحظةَ تتأوهين,,.
آوه، وتضيفين إلى الآهة وإلى حسَّكِ، فكرَكِ، وإليهما بمزيجٍ من مشاعرَ متمازجةٍ
بَسَطتِّها دوماً وتفعلين فوق كفوف الزمان والمسافة والمدى والصدى والضوء والصوت والحسِّ والنظر والسمع والتذوّق,,, والفكر,,, والخيال,,.
وتشرعين أبوابَ الخيالِ,,.
وتحملينني ونمضي ونمضي حيث ملائكة الفرح,,, ودهاليز الأسرار، وبوتقات المزج، وكُنهُ التوحّد,,.
أتدرين لماذا أصطلي اللحظةَ وأتحدى الأُتونَ؟!
لأنَّكِ أوقدتِ فتائلَ الشوقِ
حين جئتِ ولم تجيئي,,.
وحين تبسَّمتِ ولم تضحكي,,.
وحين بكيتِ ولم تدمعي,,.
وحين ذهبتِ ولم تتحرَّكي,,.
وحين نمتِ ولم تغفلي,,.
وحين مددتِ إليَّ يديكِ,,, وتركتِهما في العراء,,.
فقرأتُ فوقَ كفَّيكِ
حرارةَ الشوقِ
وأمسكتُ بهما,,, وقهرتُ الأُتونَ,,.
فأنتِ هنا,,, شئتُكِ تأتينَ,,.
وأنتِ هنا,,, شئتِ أن تفعلي أو لا يكون.
تعد الأولى من نوعها,, وضمن جولة في عدد من الدول العربية

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الاقتصادية

ملحق المجمعة

ملحق الغاط

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

العالم اليوم

ملحق الزلفي

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved