حوادث المرور القاتلة والقرار الذي جاء في وقته حمد بن عبدالله القاضي |
** قرار جاء في وقته حقاً
بعد أن بلغ سيلها الزُّبى.
أعني حوادث السيارات القاتلة.
أما القرار فهو إعادة إدارات المرور لتمارس تخصصها في عهد التخصص.
ولعل الرائع جداً
أن وزارة الداخلية بقيادة حكيمها نايف بن عبدالعزيز لم تصرَّ على رأيها الأول بتوحيد المرور مع الشرطة.
بل عندما ثبت لها بعد التجربة أن الأفضل هو إعادة المرور إلى وضعه السابق اتخذت القرار المناسب ولم يضرها ذلك.
الأهم اختيار الأصلح والأصوب
ولنا في تاريخنا أسوة حسنة فقد قال الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأبي موسى الأشعري عندما ولّاه على أحد الأمصار: لا يمنعك قضاءٌ قضيتَ فيه اليوم فراجعتَ فيه رأيك فهُديت إلى رشدك أن تُراجع فيه الحق، فإن الحق قديم لا يبطله شيء .
* * *
** ولقد جاء هذا القرار في وقته حقاً.
لقد ازدادت حوادث المرور كثيراً.
ولقد توقفت كثيراً عند ذلك الرقم المهول حقاً لحوادث المرور خلال السنوات الماضية.
لقد نزعت فيه بآمالي إلى الكذب,.
واتهمت فيه عيوني بالغشاوة وأنا أقرأ الخبر الذي نشرته هذه الصحيفة قبل عدة أيام والذي يقول:-
إنه خلال عشر سنوات بلغ عدد الذين توفوا بالمملكة بسبب حوادث السيارات (35) الف إنسان وليس حيواناً وبلغ عدد الذين أصيبوا بحوادث وبأمراض وإعاقات وكسور بسبب هذه الحوادث مائتين وأربعة وثمانين ألفا وثمانمائة وثلاثة وسبعين مصاباً، أجل (284873).
لا حول ولا قوة إلا بالله
(35) ألف وفاة وحوالي (300) الف إعاقة.
ترى,,!
إلى متى سوف تظل حوادث الطرق تخطف الأنفس بأكثر مما تخطفها الأمراض والأدواء,,؟!
إلى متى سوف تظل حوادث المرور تملأ المستشفيات بالجراح، والمنازل بالمعاقين؟
ولعل هذا القرار جاء في وقته لإعطاء المرور وحوادثه مايستحقه من اهتمام وتخصص ومتابعة وحزم.
* * *
** وبعد,.
لنعترف جميعاً أن حوادث السيارات لا تحصل إلا من اللامبالاة منا نحن قائدي السيارات، وسواء تم ذلك عن طريق السرعة في القيادة، أو جاء ذلك بسبب قطع إشارة، أو حصل ذلك بسبب تجاوز غير نظامي.
ترى,,!
هل فكر من يمارس مثل هذه المخالفات أنه قد يسلم مرة ومرات عندما يفعل ذلك.
لكنه في مرة قادمة لن يسلم ابداً ولعل كثيراً ممن كانت لهم حوادث سابقة تجد لهم سوابق في مخالفات السير من سرعة أو قطع إشارة أو مخالفة نظام مروري,,!
ثم الا يفكر مثل هذا المتهور أو القاطع أو المخالف أنه قد يقدم روحه وأرواح الآخرين على طبق من حديد أو من صفيح أو من نار للموت، وكل ذلك فقط من أجل,,!
من أجل خمس أو عشر دقائق يختصر فيها الطريق بينما لو تأنى وتعقل لوصل آمناً مطمئناً,,!
ومعرفة قصة رئيس الوزراء البريطاني الذي كان ذاهباً لموعد مهم في مجلس الوزراء فقال لسائقه لا تسرع فإنني مستعجل وقد صدق كثيراً، فكم من سرعة أورثت ريثاً.
وكم من سرعة أحدثت هلاكاً وألغت موعداً، وليس فقط تأخيراً,,!
ايها الناس, ياقادة السيارات شيئاً من التأني حتى الوصول.
احفظوا أرواحكم وأرواح أطفالكم، وأرواح أطفال الآخرين,,!
ولتمارس إدارات المرور عملها على بركة الله بتخصّص وبحزم أيضا.
و:
اللهم إنك أنت خير حافظ وأنت أرحم الراحمين:
|
|
|