Thursday 13th April,2000 G No.10059الطبعة الاولى الخميس 8 ,محرم 1421 العدد 10059



خالد بن أحمد السديري كما عرفته
عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري *

ما أصعب تداعي الذكريات، وأكثرها إيلاماً للنفس، حيث يدني الإنسان أوراقه، ليرثي غالياً عليه، أو ليتحدث عنه وهو في عالم الله، عالم الخلود.
معي أيامي البعيدة، أيام الصبا والشباب، معي إنسان ما فارق ذاكرتي، التقيت به صبياً صغيراً كان في مثل سني، نزل ضيفاً علينا في المجمعة مع والده، - رحمه الله - أحمد بن محمد السديري.
صبي سنه تقارب سني، تعارفنا، لعبناً سوياً مع أقران لنا، منذ ذلك اليوم، وخالد بن أحمد السديري يدنو من قلبي شيئاً فشيئاً إلى أن تجاوزنا مرحلة الصبا، إلى الشباب، إلى الرجولة، إلى أن أخذ كل منا وجهته في الحياة، وهكذا,,, إلى أن توفاه الله.
ولعلي لا أكون مغالياً إذا تحدثت عن ملامح شخصيته.
من خلال معرفتي به في كل مراحل حياته - رحمه الله - خالد ليس المدخل إلى شخصيته الهادئة منصباً، أو مناصب كبيرة تولاها، ولكن المعبر إلى تلك النفس وتلك الشخصية المتوازنة هو أن تجلس بجانبه ليحدثك بلغة مهذبة هادئة يشرح بها نفسك، ويأخذك إلى أبعاد من ثقافته الواسعة ما خطرت ببالك، فتظل مصغياً إليه كتلميذ يستقبل من جامعة الحياة في خالد، دروساً لا يجدها طالب في جامعته, هكذا رأيته وعرفته، ولا يعني أن بإمكاني أو حتى إمكان ابنه أو أي قريب منه أن يقول إني عرفت خالداً، فخالد بن أحمد السديري أبعاد، لا أتصور أن ظرفاً من الظروف التي عاناها وعايشها في مسؤوليته أخرجه عن هدوئه وانضباطه مع نفسه، وهذه ميزة قليلاً ما نجدها في عمرو من الناس أو زيد من ذوي المناصب الكبيرة، وإن أنس لا أنسى أبداً ذلك الحافز الشخصي الذي حرك فيَّ أشجاناً وذكريات أن أزوره أيام مرضه، غفر الله له، في ضواحي نيويورك, لحظة أوجعتني كثيراً حين دخلت عليه وقبلته نظر إليّ وحدق ببصره فدمعت عينه، تلك العين العزيزة على نفسي.
جلست أنظر إليه ثم أسائل نفسي: أهذا خالد؟ أهذا هو الإنسان الذي كثيراً ما أخذني في حوار غارق بي في متاهات هذا الكون وعالم الصخب، وفلسفة الجدل الواعي لمتغيرات العصر وأحداثه؟ أهذا خالد الهادي الوقور والمؤنس لجليسه؟ شعرت لحظتها بأن قدري مع هذه اللحظات قدر غير مريح، وأنه لابد أن أدخل في ذكرياتي عن هذا الرجل يوم البداية مع التعارف، ويوم النهاية مع انكسار النفس، ودنو الوداع منها؟,.
خالد الصديق، وخالد رفيق الصبا هو اليوم عند ربه، حقه علينا أن ندعو له، ونذكره بالخير كلما احتجنا للصديق أو الرفيق فلم نجده, وخالد ووالد خالد، وأسرة خالد، في ذكرياتي عنهم من الآباء والأهل، ومن أيامي التي عشتها وإياه أننا أسرة واحدة، فهل يا ترى أن مثل هذه الروابط الكريمة في خطر من الاندثار عندما يغيب خالد، وأمثاله:
أتساءل,, وما أكثر ما يثيره العصر من تساؤلات أعيتنا معارفنا عن الإجابة عنها.
فرحم الله خالداً، وأبا خالد وأخا خالد,.
*نائب رئيس الحرس الوطني المساعد

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الاقتصادية

ملحق المجمعة

ملحق الغاط

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

العالم اليوم

ملحق الزلفي

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved