شُدُّوا الرّحالَ إلى الرّحابِ ببكةِ
شُدُّوا لِبَيتِ عامرِ الأركانِ
اختارهُ رَبُّ العبادِ بفضله
للمَنّ والإفضالِ والإحسانِ
هُوَ رحمةٌ قد أُهدِيت من راحمٍ
أوسِع بفضل الواهِبِ المنَّانِ
تَهفُو القلوبُ إلى جوانبِ يثربٍ
لزيارة الحرم الشريفِ الثاني
يأتي إلى الحرمين كلُّ مُسالِم
من كل فجّ أو طَريق داني
تأبي الرّحالُ الشدَّ ليس إليهما
هذان في الدنيا هما الحرمان
هذى أيادٍ ناصعاتُ غُرَّةُ
لجبين (فهد) الخيرِ والعرفانِ
ملكٌ أدام الله عِزةَ مُلكِه
يرعاه رَبٌّ خالقُ الأكوانِ
مَلِكٌ يَتِيه على الملوك تفاخرا
وكذاك نائبه الشريفُ الباني
لتوسع البيت الحرام بمكة
وكذاك مسجدُ سيد الإنسان
فخر لكل المسلمين جميعهم
في كل صوب أوبكل مكان
من يشكر المرءَ الدَّءُوبَ لسَعيه
يشكر إلهَ الخلق دون توانِ
والمسجد الأقصى ينادي صارخا
أنا ثالثُ الحرميَن في الأوطان
هذى خنازير الورى تحتلّني
وتحط من قدري ولاترعاني
هذا طريق فجَّرُوه بباطني
حتَّى تُحَطَّمَ أرجُلي وكياني
في حائطِ المبكي تبيتُ ثعالب
تبكى على المجد القديم الفاني
لاتنثني لاترعوي عن مكرها
وتقوم بالإرهاب في الكتمان
هذا فراثُ حددوها ونيلَنا
أيكون ذلك إخوة الإيمان؟
علت القرودُ وليس ذاك بشأنها
من يعلُ في يوم يقع في الثاني
هل تُنقذوني من عدوُ غاشمٍ
أم تتركوني في يد الشيطان؟
هذا (صلاح الدين) جاء مجاهداً
حتى سُلِلتُ من العدوُ الجاني
فمتى يعود صلاح أمري زائرا؟
حتى تُشدَّرحالكم بأمان
ومتى يصيرُ العبدُ حُرًّا بعدما
كُسِرَ الجناحُ أحسّ بالخُذلانِ
ومتى يفك المسلمون أسيرهم؟
حتى يعودَ الأقصى للخلاَن