Thursday 13th April,2000 G No.10059الطبعة الاولى الخميس 8 ,محرم 1421 العدد 10059



(طبت حياً وميتاً يا أبا ناصر)

كان نموذجاً طيباً بين أبناء عشيرته وجيرانه ومعارفه، هيبته ووقاره يسبقانه في كل مكان، وعندما يذكر في مجالس الرجال فإن سيرته العطرة تستنطق الألسن وتستثير الأسئلة حول شخصيته المميزة المجبولة على حب الخير والسعي فيه، هويته العربية الأصيلة كانت سر تألقه في وقت طغت فيه المظاهر على المخابر، صلة الأرحام عنده واجب وعرف لا يقبلان المساومة ولا تزحزحه عنها بعد المسافة ولا حالات الخصام العابرة، تشبع قلبه بالإيمان فانقادت نفسه لحب الله عز وجل وحب رسوله صلى الله عليه وسلم فاكتسب محبة الناس وثقتهم، لم يكن طول حياته غليظاً في تعامله مع الآخرين، بل كان ذا حكمة وسعة صدر دعت الآخرين لاحترامه والاستئناس برأيه، كان علامة بارزة، وظاهرة فريدة، ونموذجاً فريداً للرجل الشهم, عاش حراً كريماً، سما بنفسه عن ذل المسألة فصنع لنفسه العزة والكرامة, لم أشاهده يوماً مطأطئاً رأسه أو متنصلاً من مسؤولية تُلقى على عاتقه، وكان سباقاً إلى تبني اصلاح ذات البين مبتغياً في ذلك وجه الله تعالى.
كان بيته محط أنظار القادمين إلى الرياض من أقاربه وجماعته ومعارفه وما أكثر ما أقرى ضيوفاً قصدوه رغم كثرة المترددين عليه، ولم يكن الأمر يقتصر على ذلك، بل كان يستقبلهم في المطار وينهي مراجعتهم على سيارته الخاصة في المستشفيات والدوائر الحكومية، كل حسب الهدف الذي جاء من أجله ورغم الجهد الذي يبذله فلم أشاهده متجهماً أو عابساً ولا متضجراً، بل كان همه اسعاد الجميع بنفسٍ طيبة وخاطر راض، داهمه المرض ومات بعد حوالي أربع ساعات وضيوفه ما زالوا في منزله ينعمون بكريم ضيافته وبشاشة وجهه وطيب خاطره في ليلة 7/8/1420ه بمدينة الرياض عن عمر يناهز ال70 عاماً قضاها في هذه الدنيا ورصيده منها محبة الناس له، ولأنه من أقرب الناس إليّ معزةً ومحبةً في الله عز وجل، فهو أخي وابن عمي وسميت على اسمه، فقد أحزنتني وفاته وأصابتني الفاجعة مثلما أصابت أبناءه تماماً فقد كان بالنسبة لي مثلاً أعلى اقتدى به في كثير من أمور الحياة المعتمدة على الخبرة والتجربة ذات الجذور العميقة في أروقة الحياة.
بقي ان نعرف أن ذلك الإنسان هو/ عبدالله بن ناصر الشهري أحد أبناء قبيلة آل مجادب من مدينة تنومة بني شهر الذي بوفاته فقدت تلك القبيلة ابناً باراً من أبنائها.
رحمه الله رحمةً واسعةً وأجزل لأبنائه وبناته الأجر والمثوبة,, وإنا لله وإنا إليه راجعون .
عبدالله محمد فايز الشهري
الرياض
رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الاقتصادية

ملحق المجمعة

ملحق الغاط

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

العالم اليوم

ملحق الزلفي

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved