فوزان بن ناصر الفوزان

في الوقت الذي تحتفل فيه بلادنا بمرور مائة عام على تأسيسها وتوحيدها على يد جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود يتزامن هذا مع احتفالها باختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية لعام 2000م.
وتثبت الدلائل القائمة وشواهد مسيرة النماء والعطاء في بلادنا انها لن تتوقف بحول الله تعالى ذلك لان حسن السيرة ينير درب المسيرة والنية الطيبة يصلح بها العمل ويكمل البناء ويطيب الغرس فيخرج شطأه ويؤازره فتكون النتيجة شجرة وارفة الظلال يانعة وثمارها رجال العلم والتفوق والادراك والصحوة الرشدية والثقافة والمعرفة.
ذلكم هو محصلة التخطيط والتشجيع على العطاء والتفوق من ولاة امر هذه البلاد رعاهم الله وادام عزها بعزهم وتمكينهم, اولئك الذين كرسوا جهدهم المعنوي والمادي والجسمي في سبيل رفعة هذا الوطن واهله وراحة المقيمين على ارضه فطاب مسعاهم برجال حرسوا العلم وحفظوه وصانوه بادراك وبصيرة فصار العلم لهم خلقا وسجية واصبحت دور العلم ومدارسه تباهي بهم وبانتسابهم اليها او تخرجهم فيها وبفضل الله حققوا الهدف الذي تهفو اليه أفئدة ولاة أمرهم وذويهم الا وهو عمق الصلة بالله عبادة وولاء ومحبة وانقيادا ثم ان ولاءهم يكون موصولا بطاعة مليكهم وولاة امرهم مع حرصهم التام على وطنهم ومقدراته من ان تنال بأذى.
الا وانه لمن المسلمات المقطوع بها انه لن يحصل هذا الجني الطيب من البشر الا بالعلم وصحوة الرشد التي تكمن في العقيدة الصحيحة المستقاة من منابعها ومصادرها الصافية النقية المحروسة بنور اليقين والايمان الخالص بالله رب العالمين.
ولن يقوم بحقوق هذا النوع من العلم على الوجه المطلوب الا الصفوة من البشرالعلماء الذين ورثوا الانبياء في علمهم فهم اقرب الناس خشية لله كما قال سبحانه (إنما يخشى الله من عباده العلماء) ومن هذا المنطلق يسعى ولاة امرنا رعاهم الله الى تشجيع العلم وطلابه من ابناء الشعب السعودي الوفي بوضعهم جوائز تقديرية للمتفوقين علميا والحرص على رعايتهم لها في كل حين في كافة مناطق المملكة بل ان فيها ما هو عالمي الهدف كجائزة الملك فيصل - رحمه الله - العالمية المشهورة.
ونرى ان بيدر الحصاد يكبر ويتسع بين الحين والحين، فهذه جائزة معالي الامير خالد بن احمد السديري للطلاب والطالبات المتفوقين علميا من منسوبي التعليم العام في محافظات: الزلفي والغاط والمجمعة والتي يرعاها هذا اليوم سيدي صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وقد شرفت الجائزة برعاية سموه لها كما شرفت في العامين الماضيين برعاية سمو امير منطقة الرياض وسمو نائبه.
انه يوم مشهود يسجله التاريخ في صفحات اميرنا الغالي الذي اقتطع من وقته الثمين ما فيه رعاية لابنائه متكبدا مشقة السفر وهو ما تعودناه من مقام سموه الكريم حفظه الله.
فهنيئا لنا بلقائه ومرحبا به واهلا بين رعيته وابنائه حفظ الله سموه في سفره واقامته.
والشكر موصول لصاحب الجائزة وممولها معالي الامير خالد السديري يرحمه الله ولأبنائه الاوفياء البررة أدام الله على هذه البلاد امنها ومجدها ورخاءها تحت مظلة قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين حفظهما الله.
وبالمناسبة أقدم التهنئة القلبية للفائزين من البنين والبنات ولاولياء امورهم ومعلميهم واخص بالتهنئة ابناءنا النجباء الفائزين من طلبة المعهد العلمي في محافظة الزلفي الذين رفعوا ذكر المعهد عاليا في هذا الجمع المبارك راجيا ان يتجدد اللقاء والجميع بخير.