أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 18th April,2000العدد:10064الطبعة الأولىالثلاثاء 13 ,محرم 1421

مقـالات

زيارة الأمير سلمان ذات مقاصد وأغراض سامية
د, عبدالله بن عبدالرحمن الشثري
طالعتنا الصحف والمجلات المقروءة والأخبار المسموعة والمرئية بأخبار سارة وهي تصور لنا زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز والوفد المرافق له، وهم في زيارة لسنغافورة واستراليا.
ولا ريب ان من يشاهد تلك الصور ويسمع تلك الأخبار والتحاليل,, ليشعر بالفرح والسرور الذي يملأ الجوانح، ويدفع الهمم إلى الجنوح للترقي في أسباب العُلو، وتطلب مدارج الكرامة والإعزاز.
إن الجهود الجبارة التي تبذلها القيادة الواعية الرشيدة في سبيل النهوض بهذه البلاد وأهلها، ودعم كل عمل في سبيل عزها ورفعتها, والحفاظ على هويتها الإسلامية أمر ظاهر لكل ذي بصر وبصيرة.
ومما لا يخفى أن قادة هذه البلاد ومن ورائها شعب وفي يسعون لحمل رسالة الإسلام والدعوة إلى عقيدته وتعاليمه وسماحته ليصل هذا العمل الشريف الى كل مكان في الدنيا فمن هذه البلاد انطلق نور التوحيد، وظهرت معالم الشريعة، وقامت الدعوة إلى دين الله، فبسط العدل والأمن في ربوعها فكانت وكان أهلها أعظم صلة تربط العالم الإسلامي بعضه ببعض، في الاتجاه والتوجه والمنهج والدعوة,.
وهذا العمل يُعد من أمهات الأعمال التي تؤديها هذه البلاد تأدية للأمانة، وشكراً للنعمة، وبلوغاً بالسفينة إلى ساحل النجاة في بحر من الأحداث متلاطم الأمواج، وسُبل من السياسات كثيرة الالتواء والاعوجاج.
فتظهر بلادنا بأنها ليست بلاد بترول فحسب، بل ان رجالها هم الثروة المنتظرة التي يفتقدها العالم، بل ويأمل أن تظهر وان تنتشر ليتخلص العالم من وطأة المادة المسيطرة عليه، ويدخل في حقل التوازن الطيب، والاعتدال المطلوب، ليعلم الإنسان أنه خلق لعبادة ربه لا للمادة والله تعالى يقول: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون إن زيارة سمو الأمير سلمان بهذا المستوى الرفيع تُنشئ دعوة للإسلام وتكوِّن علاقات دولية تتمتع بالتعاون والتفاهم، والحرص على المصالح التي تخدم دين الإسلام وترفع من شأن أهله.
كما أنها تزيل اللبس والغموض عن أمة عريقة، ودين طيب كريم، وخلق سام رفيع.
لقد انبعث الإسلام من هذه الجزيرة المباركة فأضاء الدنيا بمبادئه السامية، ورفع شعار العدل والرحمة فأحست البشرية بالدفء القلبي، والانسجام الروحي، والتناسق والتوازن بين حاجات البدن وحاجات الروح.
ومر على هذه الأمة قرون متعاقبة نسيت نفسها، وتركت مهمتها، وأغفلت قيمتها فسبقها من سبق الى أن هيأ الله للأمر رجالاً بذلوا أنفسهم للرقي بهذه البلاد والعمل من جديد على صياغة عقول أهلها على هدى من شريعتنا السمحة، ومبادئها الكريمة التي تدعو الإنسان الى احسان الاتصال بخالقه، واحسان القيام بالمهمة التي أوكلت إليه، وهي عمارة الأرض.
ولا ريب ان الزيارات الناجحة لبلدان العالم المختلفة تدفع وتحفز صاحب العقل الراجح الذي ذهب لا للتنزه والتمتع وتضييع الوقت، وانما لأخذ أسباب النهوض واقتباس أسباب التقدم المادي معملاً عقله، وذهنه المتوقد، وقريحته الفياضة، وخلقه العربي الإسلامي الأصيل، فيدخل ما أخذ من أسباب، ويخلطه من تاريخ حافل بالبطولات ودين يرفع صاحبه ويربطه بالدنيا والآخرة، فَيُخرِج لنا منظومة كريمة لا تمسخ تاريخاً، ولا تضيع ديناً، ولا تكون في تبعية مهينة.
كل ذلك تجسد في الأعمال التي قام بها سمو الأمير سلمان في زيارته لتلك البلاد, وهو الرجل الذي حياته كلها جد وعمل، وانتاج وافادة، ونفس كلها ضمير وواجب، وروح كلها ذكاء وعقل، وعقل كله رأي وبصيرة.
وإذا كانت القيادة لم تتوان ولم تأل جهداً ولم تدخر وسعاً في سبيل النهوض ببلادها والتقدم والرقي بشعبها فإن الجهد الذي يجب أن يكون هو من الجيل القائم الآن الذي شهد أبعاد التجربة ومارس الحياة، وما زالت الجهود قائمة في ازالة كل العقبات التي تواجه الجيل القائم والقادم، وتعمل في عزم واصرار لايجاد جيل يحمل الأمانة ويتحمل المسؤولية، وعلى هذا الجيل القائم أن يستدل على مواقع الحضارة، وعلى الجهد المبذول، والعمل المضني، الذي يقوم عليه رجال، وتنفق عليه أموال، لتنصرف العقول إلى الاستمساك بالدين عبادة وتوحيداً وأخلاقاً وسلوكاً، والى ما يفيد الوطن والمواطن.
ألهمنا الله الرشد والرشاد والسداد والصواب في القول والعمل وحفظ الله لهذه البلاد دينها وعقيدتها وطهرها من زوابع الفتن ومضلات البدع.
وبالله التوفيق





أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved