أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 18th April,2000العدد:10064الطبعة الأولىالثلاثاء 13 ,محرم 1421

القرية الالكترونية

النافذة
تقنية المعلومات واللغة العربية
م, مشبب محمد الشهري
يعاني العاملون في حقل تقنية المعلومات من اختلاف معاجم اللغة العربية الخاصة بهذه التقنية وكذلك تخلفها عما يستجد في هذا الحقل المعرفي الحيوي المتجدد باستمرار ودعم تحديثها باستمرار.
ولهذا نرى معظم ما ينشر عن هذه التقنية وتوثيقها باللغة العربية يخضع لاجتهادات فردية ومن اناس غير مؤهلين لغوياً ولذلك فلا غرابة ان يكون النتاج ضعيفاً ومهلهلاً, وليس هذا خاصاً فقط بتقنية المعلومات بل هو الحال في سائر المعارف الحديثة.
انه من المحزن ومما يتفطر له القلب ان ندعو الى نهضة حضارية حديثة ونحن لم نتفق بعد على لسان موحد لهذه النهضة كما انه من غير المعقول ان نرى اكثر من مجمع للغة العربية الا اذا كان في مقدور علماء وفقهاء اللغة العربية اقناعنا بأن اللغة العربية تختلف من قطر لآخر.
وقد لا نعدم من يخرج علينا من المستنفعين من تلك المجامع ويبرر لنا فوائد تعدد وجود مجامع اللغة العربية في اكثر من قطر وليس الحديث هنا عن مناقشة قضية تعدد مجامع اللغة العربية فهذه قضية تنافس قضية فلسطين المحتلة التي اوشك الغرب على انهائها وقد كان لهذه القضية قضية تعدد المجامع العربية على مر الزمن مناوئين ومؤيدين الا ان الواضح والمعقول ان اتحاد الموارد والمجهود افضل وانفع من التشرذم.
ولا شك اننا نعيش في زمن السرعة وزمن العولمة والانترنت واذا لم نعش وقع العصر فلا محالة اننا لن نلحق بقطار التقدم, ومن المؤكد اننا في حاجة الى وعاء لغوي متجدد يحتوي هذه التغييرات المتسارعة ولن نساير ركب الحضارة وفي نفس الوقت نحافظ على ثقافتنا دون وجود ذلك الوعاء الديناميكي المتجدد حسب الحاجة والظروف, وان تقنية مثل تقنية المعلومات سريعة التطور حيث التغييرات فيها شبه يومية تحتاج الى لغة متجددة ولن تنتظر مجامع اللغة العربية لتصدر تحديثاتها الدورية.
وقد يكون في تقنية المعلومات والاتصالات الحل الامثل لمعضلة تعدد مجامع اللغة العربية وذلك عن طريق الانترنت وانشاء معجم الكتروني على الشبكة وربط مجامع اللغة العربية بذلك الموقع مع تعيين هيئة دائمة للقيام بتحديث وتحرير الموقع ويفضل ان تكون الهيئة معينة بموافقة جميع المجامع او جميع الدول العربية وتكون مثلا تابعة لجامعة الدول العربية او اي هيئة رسمية, كما قد يكون هناك مواقع على الشبكة لبعض المجامع ولكن من المؤكد انها تعمل في استقلالية مؤصلة فكرة التشرذم التي نعاني منها والهدف من وجود الموقع المقترح هو تحدي الجهود بين افراد الامة.
كما ان فعالية وعملية ذلك المعجم سيعطي مستخدمه الاطمئنان على انتشار ما ينتج عند جميع من ينطق بلغة الضاد وان وجود مثل هذا الموقع سيكون له فوائد كثيرة ومنها: ان المعجم الالكتروني سيكون نبعاً جارياً متجدداً يضاف اليه كل يوم بينما المعجم الورقي مستنقع آسن لا حياة فيه لا تتجدد مياهه الا كل فترة وفترة عندما تسنح الفرصة لهيئة المجمع بالاجتماع.
وان الهيئة الدائمة عن موقع المعجم الاليكتروني ستتلقى على استمرار سيلاً من المصطلحات الجديدة او اقتراحات بتعديلات في المصطلحات القديمة, كما ان اعضاء ذلك المجمع اللغوي الاليكتروني هم كل ناطق باللغة العربية وخاصة ذوي الاختصاص.
ومن مميزات ا لمعجم الالكتروني انه تفاعلي بمعنى انني عندما ابحث عن معنى مصطلح ما ولم اقتنع بتعريبه او قد يبدو لي تعريباً آخر افضل فيمكن بعث ذلك مباشرة الى المسؤولين عن الموقع للنظر في الامر, وربما قال قائل ان اعطاء الفرصة لكل من هب ودب بابداء الرأي وكثرة التغييرات سيحدث فوضى في المعجم وحتى لا يحدث ذلك فان في الامكان ان توضع كل المقترحات الجديدة تحت باب مصطلحات مؤقتة حتى ينظر فيها ويتم دراستها من جميع الجهات اللغوية والتخصصية ويوافق عليها ثم ترحل بعد ذلك الى المعجم الدائم, ومن فوائد المعجم الاليكتروني هو بقاء مجامع اللغة العربية في الاقطار كما هي الا انها ستكون روافد للمجمع الام وتعمل تحت مظلته.
ويوجد هناك اكثر من مجمع لغة عربية في هذا الوطن الكبير بالاضافة الى العديد من الجهات الاخرى التي تعمل في حقل تعريب العلوم وكل يحرث منفرداً لخدمة لغة واحدة فهل تتحد كل تلك المجهودات والموارد؟ ام اننا نأبى الا ان تصدق فينا مقولة اتفق العرب على ألا يتفقوا .
mmshari@ scs.org.sa

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved