أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 18th April,2000العدد:10064الطبعة الأولىالثلاثاء 13 ,محرم 1421

منوعـات

وعلامات
الأمانة: في دار نصيف,!
عبدالفتاح أبومدين
قبل بضعة أشهر، دعاني أمين مدينة جدة الدكتور نزيه بن حسن نصيف,, كما دعا غيري الى لقاء, في بيت الأفندي نصيف، بالعلوي، وهو بيت مشهور له ولصاحبه رحمه الله تاريخ، وصادف أن عندي ارتباطا، فوكلت حضور الدعوة,, الى الاخ محمد علي قدس، زميلي بالنادي الأدبي بجدة, ولم يبلغني بشيء، ولا أدري,, هل حضر أم غاب,!
وخلال شهر ذي القعدة 1420ه جاءتني دعوة جديدة في رسالة لملتقى جديد, ورغم ان يوم الثلاثاء فيه أكثر من مناسبة، أحاول حضور بعضها، غير أني,, لم استطع الاعتذار لمعالي الأمين، كما لم استطع الغياب، حتى لا يحسب عليّ غيابا، وانا من الذين ينتقدون الأمانة في غيابها وتقصيرها، مع الاعتراف أن جدة مدينة كبيرة، تتطلب جهودا جبارة ومضنية، وتتطلب أموالا,, لتلبية الحفاظ على شبابها وحيويتها,, من جميع الجوانب، لتبقى عروسا متجددة الجمال والنمو والازدهار,! هذه على الأقل احلام عشاقها وهم كثر,, أكثر من عشاق صاحبة ابي فراس الحمداني، كما ان قتلاء الجميلة جدة كثيرون، لأنهم عشاق بهيام، ولكنهم ليسوا عصي الدمع، وليس شيمهم الصبر، وإنما للهوى نهي عليهم وأمر,!
سعيت الى دار نصيف، عبر دروب,, اعتدت قبل عقود المرور منها راجلا، ولها في نفسي ذكريات لا تنسى، ذكريات أيام الصبا، من الصحيفة ، عبر عبق تلك المسالك،! ولست أريد إثارة المشاعر، عبر الايام الخوالي، ولتبق ذكريات وذكرى!
ذهبت الى هناك، وتصعدت الدرج السهل الى الادوار العليا، فاستقبلني الداعي، ووجدت أمامي لفيفا من المدعوين، اكثرهم من الكاتبين، وبدأ الحوار، وحول الأمين بعض رؤساء الأمانة وبعض المسؤولين.
وفي البدء,, لابد من إزجاء كلمة شكر لمعالي الدكتور نصيف أمين جدة على هذه المبادرات,, بدعوة الكاتبين لحوار مفتوح معه واجهزته العاملة، فقد لا يتاح له واجهزة الامانة متابعة كل ما ينشر من ملحوظات ونقد عن نقص هنا وهناك,,بغية الإصلاح، وارجو ان يتوفر حسن الظن فيما يطرح لأنا لسنا ذوي أغراض وامراض، حينما نكتب ونلح في الكتابة، وتلوذ الامانة بالصمت، وتصعيد لهجة النقد، ليكون الغضب والملاحاة,!
دار الحوار والردود، بين المدعوين والأمين وجهاز إدارته، وامتد اكثر من ساعتين واستمع الكتاب الى الردود,! والذي نطمع فيه أن يكون لهذا الملتقى نتائج ايجابية، والقضاء على السلبيات، وان يكون الصدق ديدن اجهزة الأمانة,, لأنه اقرب الى الاقناع!! وتبقى مسائل معروضة، تنتظر حلولا,, وهي:
1 المستنقع الذي شرق الطريق السريع، الذي يتجدد كل عام، فيولد البعوض والقذارة,! وقد طرحته أكثر من مرة,, ولم اسمع جوابا، لا سلبا ولا ايجابا,!
2 القضاء على البعوض,, الذي انتشر في جدة، ولم نر له أي مقاومة، مع ان الدفاتر القديمة للامانة حسب قراءة احد موظفيها، ان ثمة مكافحة للبعوض، ونحن نقول بالبنط العريض كلا !، لا يوجد شيء من ذلك، لأنا نعيش في جدة،ولسنا في المريخ, وحين اسمع هذه اللغة في الرد، تفتقد الى الصدق، لا نستطيع الصمت, وأكبر الظن ان الامانة بإمكاناتها,, لا يعجزها إن شاء الله القضاء على البعوض ومصادره، لو توجه فيها جهاز حي قوي جاد وصادق وعامل,, وأنا وأمثالي ضد المغالطات والمين,!
3 تلك المحطة او مخزن المجاري، القريب من سوق السمك في العروس، قرب موقف النقل الجماعي، عيب,, ان تغطي روائحه الكريهة تلك الساحة، وتزكم أنوف المارين والعاملين والواقفين، ثم يستعصي,, او يطول انتظار الناس للقضاء على هذه المخالفات النتنة في بلد جميل، يسعى أن تكون السياحة فيه مشرعة الأبواب، ويكثر القادمون الى جدة، ليقيموا وينفقوا ويستمتعوا! ونبي الإسلام عليه الصلاة والسلام يقول: تنظفوا فإن الإسلام نظيف !
4 براميل القمامة، مهشمة ومكسرة عجلاتها، وهي لا يوضع فيها شيء من المواد المطهرة، وكذلك مستوى النظافة,,, لم يرق الى مستوى حلم المواطن وحلم السياحة والخدمة المتقدمة,!
5 البيارات النازفة في الشوارع، عاقبوا اصحابها من جهة، والأمانة بحكم مسؤوليتها، عليها ان تعمل عبر ارتباطاتها,, : كامارة المنطقة ، لتحل مشكلة المجاري, وعمرها نصف قرن, ولست أعرف حالة عقدت كمسألة المجاري في بلادنا، ونكتب ولا جواب من وزارة الشؤون البلدية والقروية,, ولا حلول مجدية، وإنما هي وعود لم تحقق شيئا يذكر، كأن أمر المجاري حالة مستحيل حلها، ام ترى هو العجز المتمكن، وفي العالم خبراء يحققون ما يشبه المستحيل,! وأكبر الظن ان هذه الوزارة بعيدة عن اوضار نزيف هذا القذى، الذي يكتنف حياة المواطنين حيثما كانوا، في السكن، وفي الشارع، وحول بيوت العبادة، والعمل إلخ, ثم كيف نحافظ على بيئة سليمة, ونحن عاجزون عن النظافة ومبادئها، ومد مواسير كالمجاري وإقامة محطاتها إلخ!؟ إن هذه ابجديات البناء,, لكن البناء الذي يبدأ خطأ، يتعسر علاج الخلل والنقص والإصلاح, وهكذا حال جدة,, كأنموذج، وهو كذلك حال مدننا الكبرى، لأن البدء من البداية، وهو ما لم يكن، ويبقى المواطن هو الذي يدفع الثمن اضعافا مضاعفة، كأنه المسؤول عن الاخطاء والمتسبب فيها,, ويطالب بتكاليف باهظة لا قبل له بها، ليحصل على خدمة,, فيها ارتقاء بصحة البيئة، التي تجدّ الدول المتقدمة والشعوب الراقية للوصول اليها وتحقيقها والحفاظ عليها، فمتى نصل نحن الى ذلك!؟

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved