أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 6th May,2000العدد:10082الطبعةالاولـيالسبت 2 ,صفر 1421

المجتمـع

بعيداً عن الإسراف والتكلّف
نظافة الجسم والعناية بجمال المظهر توجيه ديني ومطلب اجتماعي
* تحقيق : سعيد آل عيد
طبقات المجتمع تتفاوت بتفاوت المستوى التعليمي، والانسان مطالب بجمال مظهره الخارجي والداخلي لا لأنها حاجة يتطلبها مكان العمل بل لأن الشريعة الإسلامية حثت عليها والنظافة هي أكبر عنوان على الرقي الحضاري حيث إن اهمال نظافة البدن يترتب عليه الكثير من الأمراض المختلفة وكذلك نفور المجتمع من ذلك الشخص بما يستوجب على الانسان الاغتسال بشكل قد يكون دوريا, وحول أهمية النظافة والمحافظة على جمال الشخص ومدى الحاجة لذلك كان لنا هذا التحقيق:
النظافة والمستوى الثقافي
بداية الحديث كانت مع عبدالرحمن السويس إدارة تعليم وادي الدواسر، حيث قال: النظافة العامة حث عليها الإسلام بأي نوع كانت والعناية والاهتمام بنظافة الجسم والمظهر تعكس للآخرين المستوى الثقافي والتعليمي للشخص وتعد النظافة سلاحا قويا ضد الأمراض التي قد تنتقل بالعدوى وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالنظافة في قوله وثيابك فطهر تلك الطهارة التي تحتم على الانسان العناية بها في يوم الجمعة وقد روي عن عبدالله بن أبي قتادة قال: دخل علي أبي وأنا اغتسل يوم الجمعة فقال: غسلك هذا من جنابة أو للجمعة؟ قلت: من جنابة قال: أعد غسلاً آخر، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من اغتسل يوم الجمعة كان في طهارة إلى الجمعة الأخرى والصلوات الخمس وكذلك عند زيارة الآخرين بما يعطي قبولا لذلك الشخص عند الآخرين والارتياح له لما يحمله من رائحة طيبة وملبس حسن.
جمال الشخصية وحاجة المجتمع
ويستدل قبلان محمد الحزيمي في بداية حديثه بقوله تعالى: إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ويواصل الحزيمي الحديث ويؤكد على أهمية احترام الانسان المكان الذي يتجه إليه والوفاء بحقه من حيث النظافة وجمال الملبس مع نظرته إلى أن يكون الانسان نظيفاً يتجمل بما يجده من ملابس وعطورات ويقول: ان الشخص غير النظيف وغير المهتم بحسن ملبسه تشمئز منه النفوس وتكره مجالسته والحديث معه لأنه يحمل أذى يتذمر منه من حوله.
الجمال والنظافة ليست إسرافا
ويرى: فهد عبدالله غانم مشرف ثقافي ان اهتمام الانسان بنظافته وجمال ملبسه ورائحته ليست من الاسراف ويؤكد على أن الشريعة الإسلامية ما تركت من شيء فيه خير للانسان إلا ووجهت إليه ويسوق قوله تعالى: يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد دليلاً على الاهتمام بذلك عند كل وقت بما يصور لمن يقابل ذلك الشخص مستواه التعليمي والثقافي، مبيناً أن العناية بذلك الاهتمام يبدأ تعويد الانسان عليها منذ الصغر من قبل الأب والأم للأبناء من حيث المحافظة على الملبس من الاتساخ وكذلك وضع النفايات في الأماكن المخصصة لها وكذلك حث الابناء الطلبة في المدارس على التنافس فيما بينهم للظهور بالمظهر المناسب من حيث نظافة الملابس والشعر واليدين والكتب المدرسية بما يغرس في نفوسهم حب النظافة والمحافظة عليها متدرجاً في أطوار العمر.
سنن الفطرة والنظافة
ويقول عبدالله فرحان النادر لقد اعتنى الإسلام بالنظافة ودعا إلى تطهير الظاهر من الشخص ونظافة البدن ودفع الأوساخ والاقذار عنه ويسوق الحديث الذي روته عائشة رضى الله عنها بقولها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر من الفطرة قص الشارب وإعفاء اللحية والسواك واستنشاق الماء وقص الأظافر وغسل البراجم ونتف الإبط وحلق العانة وانتقاص الماء يعني الاستنجاء قال الراوي ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة , وهذه السنن العشر كفيلة بنظافة البدن وجمال الأعضاء والمحافظة عليها ويضيف بقول: ومما لاشك فيه أن النظافة من الايمان والمتتبع للشريعة الإسلامية يتضح له حرصها على نظافة الابدان وحسن المظهر بما يترتب عليه سلوك الانسان وتعوده على النظافة وحبه لها فيكون دائماً نظيف البدن والثوب طيب الرائحة وهذا ينعكس على نظافة المنزل والشارع والمدينة, والجمال الظاهر زينة خصَّ الله بها بعض الصور عن بعض وهي من زيادة الخلق التي قال الله تعالى فيها يزيد في الخلق ما يشاء .
الرسول صلى الله عليه وسلم خير قدوة
سالم عوض مسفر مشرف بإدارة تعليم الدواسر يشارك بقول: عناية واهتمام الشخص بسلامة ونظافة بدنه ومظهره الخارجي أمر واجب على الفرد حيث إن الانسان غير النظيف يكون منبوذاً في المجتمع والحمد لله في هذه البلاد كل دواعي الاهتمام بالنظافة متوفرة وقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قالوا يا رسول الله الرجل يحب أن تكون نعله حسنة وثوبه حسناً فذلك من الكبر؟ فقال: لا إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس او كما قال صلى الله عليه وسلم وذلك الاهتمام من حيث نظافة الجسم والثياب والرائحة صفة يجب ألا تتحدد بوقت معين، بل في كل وقت عليه أن يكون نظيفا وخاصة عند مخالطة المجتمع وقد روت عائشة رضى الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينتظره نفر من أصحابه على الباب فجعل ينظر في الماء ويسوي شعره ولحيته ثم خرج إليهم فقلت يا رسول الله وأنت تفعل هذا قال: نعم إذا خرج الرجل إلى إخوانه فليهيىء من نفسه فإن الله جميل يحب الجمال .

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved