أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 6th May,2000العدد:10082الطبعةالاولـيالسبت 2 ,صفر 1421

لقاءات

واجهة ومواجهة
حسين عبد الرزاق الجزائري : إنتخبت مديراً فتركت الوزارة
لم يقل حجمي بانتقالي من وزير إلى مدير
قامات الناس لا تحدِّدُها المناصب
*إعداد وحوار: إبراهيم عبدالرحمن التركي
* أما الواجهة: فوزير تحوّل إلى مدير ,,!
* وأما المواجهة: فمشي وئيدٌ بين مسافات العمل والعامل .
* * *
** كان عميداً ,.
* دفعه السعي لبث الوعي ,.
** تنقّل محاضراً ,.
* وظل بإنجازه مفاخراً ,.
* * *
* وصل إلى الصدارة
** ثم توارى عن عيون الناس
* وظهر في منطق القياس
*** وبعدما كان محلياً
* أضحى عالمياً .
* * *
** في الوزارة
* لم يدع الجراحة .
** وفي المنظمة
* ودّعها,,.
* أو لعلها ودعته,,.
* * *
* يرى المواقع متاحة .
** وغرف البيروقراطيين
* مفتوحةً ومباحة ,.
** وقد تكاثروا,.
* وقلّ غيرهم
** وتاهت المعادلة
* بين باحث لا يبحث,.
* وأستاذ لا يحاضر.
** وطبيب لا يمارس,.
* ومدير يدورُ ويُدير ويستثير,.
* * *
** معالي الدكتور
حسين بن عبد الرزاق الجزائري
وزير الصحة الأسبق
المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط
في
الواجهة
ومع المواجهة
وزير مدير
* وزير ثم مدير عام ,, أليس في ذلك تقليل من حجمك؟
أومن إيماناً عميقاً بأن أحجام الناس وقاماتهم لا تحددها المناصب بل يحددها ما يمكن أن يفعله الإنسان وينفع به الآخرين من خلال الموقع الذي يشغله صغر أم كبر, ومع ذلك فلا أرى في انتقالي من موقع وزير الصحة بالمملكة إلى موقع المدير الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية تقليلاً من حجمي، فقد أتاح لي موقعي الأول أن أسهم بفضل من الله في وضع لبنات في النظام الصحي للمملكة ، كما أتاح لي موقعي الحالي أن أعمل على تطوير الأوضاع الصحية لبلدان الإقليم من خلال التعاون مع حكومات هذه البلدان والسلطات الصحية فيها وهي مسؤولية عظيمة أرجو أن يوفقني الله في إكمالها.
مدير إقليمي
*ماهو مسمى منصبك الحالي بشكل دقيق؟
لدقة المعلومات أود أن أذكر أن المنصب الذي أشغله في منظمة الصحة العالمية، هو المدير الإقليمي، يتم اختيار القائم فيه بالانتخاب، وليس بالتعيين، إذ تنتخب اللجنة الإقليمية المدير الإقليمي كل خمس سنوات واللجنة الإقليمية مؤلفة من عضو واحد من كل دولة من دول الإقليم، ويكون عادة وزير الصحة, وقد كرمني إخواني في اللجنة الإقليمية لمدة رابعة تنتهي عام 2002.
إنجازات
* مالذي قدمته لوزارة الصحة؟
يعيدني الحديث عن عملي وزيراً للصحة إلى مرحلة عامرة بالنشاط والحماس والإنجازات الوفيرة, كان أبرز ملامحها توافر الموارد المالية التي أمكنها ترجمة طموحاتنا للعمل الصحي بالمملكة إلى واقع ملموس, فعلي مدى سبع سنوات بين عامي 1975 و 1982 تمكنا، بفضل الله، أن نشيد في المملكة أكبر شبكة خدمات صحية متكاملة قوامها عدد ضخم من مراكز الرعاية الصحية الأولية، والكثير من المستشفيات التي لم تقتصر على المناطق الحضرية والقريبة، وإنما وصلت إلى المناطق النائية في البلاد,
وتوازى مع هذا العمل التركيز على قضايا صحية ذات أهمية خاصة مثل التطعيم، ولا سيما ضد مرض التهاب السحايا الذي كان ينتشر سنوياً بعد انقضاء موسم الحج، وقد كانت المملكة أول دولة في العالم تستعمل هذا التطعيم للوقاية, وقد توسعنا في الاهتمام بمسألة التطعيم لتشمل أمراضاً أخرى عديدة ، أهمها أمراض الطفولة, وتكللت جهودنا بصدور مرسوم ملكي يجعل من إتمام التطعيمات شرطاً للحصول على شهادة الميلاد, وكان من نتيجة هذا الاهتمام أن أصبحت المملكة واحدة من الدول التي تتمتع بأعلى نسبة تطعيم في العالم, في الوقت نفسه وجهنا اهتمامنا إلى الطب الوقائي والتخلص من بعض الأمراض المتوطنة مثل الملاريا والبلهارسيا وغيرهما.
أسباب
* هل لنا في معرفة أسباب تركك وزارة الصحة؟
تركت الوزارة عندما انتخبتني اللجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية مديراً إقليمياً لشرق المتوسط, لم يكن ممكناً أن أجمع بين منصبي الوزاري وموقعي الجديد فتركت الوزارة آملاً في مواصلة خدمة المملكة وسائر بلدان الإقليم من خلال الموقع الجديد.
نجاح
* من هو الوزير الناجح في نظرك؟
المسؤول الناجح بصفة عامة هو الذي يلم بدقائق العمل الذي يقع في نطاق مسؤوليته، ويوليه كل اهتمامه وحماسه، ويحسن اختيار فريق العمل الذي يعاونه ويحثه على المشاركة ويبث روح المبادرة والقدرة على اتخاذ القرار فيمن حوله.
نظام
* إذن ما الذي قمت به شخصيا في هذا لإطار؟
كان حرصي شديداً عندما توليت الوزارة على إرساء نظام إداري لا مركزي، كما حرصت على القيام بجولات ميدانية في جميع أنحاء المملكة لرسم خارطة صحية دقيقة لها، تكون منطلقاً لوضع تخطيط سليم للتعامل مع القضايا والاحتياجات الصحية المختلفة للمملكة.
توعية
*شاركت في أعمال التوعية ببعض المشكلات الصحية من خلال محاضرات ألقيتها حين كنت عميداً لكلية الطب,, فلماذا هجرت دنيا المحاضرات العامة وليس المتخصصة؟
لم أهجر دنيا المحاضرات بالمعنى الحرفي، ولكن يمكن القول أن مشاركاتي اتخذت شكلاً آخر, فلا يكاد يخلو حضوري للمحافل المختلفة من طرح لقضايا صحية مختلفة, كما أحرص على توجيه رسائل صحية في المناسبات المتعددة التي ينظمها المكتب الإقليمي لشرق المتوسط, وأعمل ما وسعني الوقت وظروف العمل على الاستجابة لدعوات وتساؤلات وسائل الإعلام المختلفة، وكل هذا يدخل في نطاق أعمال التوعية بالمشكلات الصحية.
عماده
* ماذا كانت طموحاتك حين كنت عميداً لكلية الطب؟
كما تعرفون فقد كنت العميد المؤسس لكلية الطب الأولى بالمملكة, وأقول دائماً ان تأسيس الكلية الأولى للطب يختلف تمام الاختلاف عن إنشاء كلية في ظل وجود كليات أخرى للطب, ولذلك كانت طموحاتي لهذه الكلية كبيرة ومتعددة, وكان أغلبها ينصب على تحقيق هدف رئيسي هو تخريج طلاب على أعلى مستوى ممكن من العلم والدراسة والإعداد، بكل ما يتطلبه هذا الهدف من عمل على أصعده عديدة، سواء من حيث الاهتمام بالطالب نفسه وكان طموحي في هذا الصدد أن يتم إعداد ملف لكل طالب على حدة منذ لحظة دخوله إلى الكلية وطوال مسيرته التعليمية بحيث يشكل مرجعاً متكاملاً عن هذا الطالب، أو من حيث الحرص على مد الجسور مع كليات الطب بالجامعات العريقة في العالم، مثل جامعة لندن التي عقدنا معها اتفاقية لمدة عشر سنوات دون مقابل مادي للاستفادة من خبراتها في هذا المجال, وكذلك من حيث الاهتمام بتحديث نظم الامتحانات لتكون أكثر موضوعية ودقة, وقمنا في هذا الصدد بالاستعانة بممتحنين من الخارج بحيث كان لدينا ممتحن من خارج الكلية في كل مادة من المواد الأربعة الرئيسية لكل سنة, وقد كان لهذا الترتيب فضل كبير في رفع مستوى الطلاب وتحصيلهم حتى أن الممتحنين من الخارج كتبوا في تقاريرهم أن طلاب كلية الطب في المملكة العربية السعودية لا يقل مستواهم عن مستوى الطلاب في جامعاتنا، إن لم يكونوا أفضل مستوى، وهذا يؤكد أن النهوض بمستوى التعليم أمر ممكن بالموارد المتاحة.
احتياج
* ماالذي تحتاج إليه كليات الطب؟
في ظل التطور السريع في مجال التعليم الطبي في العالم كله وفي ظل مانحن بصدده من تغير هائل في أنماط الأمراض والمشكلات الصحية فنحن بحاجة إلى تغيير في التخطيط للتعليم الطبي كي يتجاوب مع قضايا القرن الجديد الذي ندخله إن شاء الله مع بداية العام القادم, ولكي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمجتمع ويتفاعل مع مشكلاته والتغيرات التي تطرأ عليه, وبديهي أن كليات الطب تأتي في طليعة الجهات المعنية بالتعليم الطبي المخطط، وهي التي ينعقد عليها لواء إعداد أجيال جديدة من الأطباء، تكون أكثر قدرة على مواكبة التطور والتأثير في المجتمع.
وأقول إن أول ما تحتاجه كليات الطب هو العقليات المنفتحة على التغيير، والساعية إلى التطوير بشقيه التقني والبشري، والتي تهتم بإحداث توازن بين الجوانب الإنسانية والعلمية في طلابها، إلى جانب الاهتمام بتطوير مناهج الطب واتباع نظم الامتحان على أسس موضوعية, وأؤكد على أهمية التكامل بين كليات الطب المختلفة على المستوى الوطني والإقليمي كي تترافد الخبرات.
توطين
* متى يمكن توطين أو سعودة مهنة الطب ومهنة التمريض؟
تعرفون أن في المملكة حالياً ست كليات للطب وكلية متخصصة للتمريض إلى جانب العديد من معاهد التمريض التي يكثر الإقبال عليها, وهو ما يعني وجود روافد متجددة تمد مجال العمل الصحي بالكوادر البشرية.
ولكن العمل الصحي شأنه شأن كل مجال آخر، تظل حاجته قائمة للتطوير عن طريق الاستعانة بخبرات خارجية تمده بكل ما هو حديث ومتطور، وتسد العجز إن وجد في القوى العاملة, وهذا أمر لا ضير فيه طالما كان في حدود النسبة المقبولة، وطالما أن الاتجاه يشير إلى تناقص الاعتماد على العمالة الخارجية, لكن هذا يعيدنا إلى أهمية العناية بمستوى خريج كليات الطب والتمريض كي يكون في المستوى اللائق وعلى درجة من الكفاءة التي تمكنه من إثبات وجوده المهني.
مشكلات
* ماهي أبرز مشكلات وزارة الصحة؟
أكبر مشكلة أن تعامل وكأنها فِرَق الإطفاء, يعتاد الناس أنماط حياة تفسد عليهم صحتهم، كالتدخين وسوء التغذية، إفراطاً أو تفريطاً، ثم يطلبون عند وزارة الصحة الوقاية أولاً، والشفاء ثانياً, والوقاية مسؤولية كل إنسان، تتحقق له إن هو انتهج نمط حياة صحياً, أما الشفاء فقد لا يكون ميسوراً أصلاً, لماذا يدمن المرء التدخين أربعين سنة، ثم يطلب النجدة إذا اكتشف إصابته بالسرطان أو مرض قلبي؟ ويفسد الناس بيئتهم، ثم يطلبون من وزارة الصحة منع الأمراض الناجمة عن التلوث.
أمراض
* قبل ثلث قرن أو أقل لم يكن الناس يشكون من مرضي الضغط والسكري، فما حكاية انتشارهما اليوم؟
الذي حدث أن تغيراً هائلاً قد طرأ في أنماط الحياة، وتغيرت معه العادات الغذائية، ونوعيات الغذاء التي يقبل عليها الناس ومن أخطرها ما يعرف بالوجبات السريعة، أو fast food, وهي نوعيات مشبعة بالدهون والسكريات وتخلو تقريباً مما يفيد, هذا إلى جانب انتشار عادات وسلوكيات أخرى بالغة الخطورة مثل الإفراط في تناول الطعام والفيتامينات التي قد يضر كثيرها أكثر مما تضر قلتها, إلى جانب انتشار آفة تدخين السجائر أو الشيشة التي تعد أم الشرور، وانعدام الميل إلى الحركة والنشاط, وإذا أضفنا إلى كل هذا الضغوط الحياتية المتزايدة التي يسببها التلوث والازدحام فإن النتيجة الطبيعية هي انتشار ماذكرته من أمراض.
صداقات
* اصدقاء معالي الوزير أين هم الآن؟ وكيف ترى أصدقاء المنصب والمصلحة؟
إن كنت تقصد الذين يصادقون الوزير لمنصبه، فإنهم لا يزالون أصدقاء معالي الوزير، كل الذي اختلف هو شخص الوزير, والحقيقة ان أصدقاء المنصب سرعان ما يكشفون عن أنفسهم، ولذلك فمن الضروري لمن كان في موقع المسؤولية أن يكون لديه ميزان دقيق يحكم به على الناس ويجتهد وسعه ليكون الحكم صحيحاً قدر الإمكان، فلا يقرب إليه إلا من وثق بأنه ناصح أمين وأما الأصدقاء الشخصيون فلا زالوا بحمد الله موصولي الود والمحبة.
المكتب
* ما الذي تقومون به في المكتب الإقليمي؟
المكتب الإقليمي هو شريك في عملية تحسين الأوضاع الصحية في بلدان الإقليم, وهو يمتلك آليات محددة يتبعها للتعرف على هذه الأوضاع اعتماداً على التعاون الوثيق مع الحكومات والسلطات الصحية, وهو يأتي بالمعلومات من كل أنحاء العالم ويضعها في تصرف الوزارات المختلفة, وعلى الأخص وزارة الصحة, ويحاول دائماً أن يقدم المعلومات والخبرة والتدريب لأعضائه بأقل تكلفة ممكنة, والدول هي نفسها التي تحدد ما الذي تقوم به منظمة الصحة العالمية ومكاتبها الإقليمية من عمل عن طريق جمعية الصحة العالمية واللجان الإقليمية التي تعد الجهات الرئاسية العليا في المنظمة، الأولى على الصعيد العالمي والأخرى على الصعيد الإقليمي, وبدهي أن ما يقدمه المكتب الإقليمي من برامج ومبادرات وخدمات يختلف من دولة لأخرى حسب احتياجاتها ووضعها الصحي.
تغيير
* لو عادت بك الأيام سيرتها الأولى,, ما الذي ستغيره في حياتك؟
* أشعر أن حياتي سارت بتوفيق كبير جداً من الله سبحانه وتعالى,, ولو قدر لي التخطيط لمسارها ربما ما تجمعت لي الظروف التي هيأها ربي جلّ وعلا، وأتاحت لي فرصاً غير متوقعة، يندر أن تحدث لإنسان واحد.
وهذه الظروف هي التي مهدت لي الطريق للقاء أشخاص مدوا لي يد العون، وكان لهم تأثير كبير في عملي، ورتبت أمور حياتي على النحو الذي سارت به والذي أشكر الله عليه, لقد كان فضل الله عليّ كبيراً في كل مرحلة من مراحل حياتي، فالحمد له وحده في المبتدأ والمنتهى.
صراحة
* ألا تعتقد أننا خسرنا بتوليك مناصب إدارية جراحاً ناجحاً؟ ثم ألم تخسر أنت ذلك؟
الجراحة كانت منذ البداية اختياري الحاسم الذي لم أشرك معه اختياراً آخر, وقد ظللت حريصاً على ممارسة الجراحة حتى عندما كنت وزيراً للصحة، إذ كنت أخصص يوماً كل أسبوع لهذه الغاية، ولكن بعد شغلي لمنصب المدير الإقليمي، بكل ما يتطلبه من أسفار، وتركيز على الجوانب التخطيطية ووضع السياسات، أصبح من المتعذر عليّ الاستمرار في ممارسة الجراحة, ولا أخفي أن الحنين يعاودني إليها من وقت لآخر.
مسؤولية
* هل تحتاج وزارة الصحة أو المكتب الإقليمي إلى طبيب يتولى مسؤولياتها؟
الجمع بين التخصص وملكات الإدارة وقدراتها هو ما تحتاجه أية مؤسسة، ولا سيما إذا كانت هذه المؤسسة كبيرة ومتخصصة, ولاشك أن تولي شخص ذي خلفية علمية طبية قيادة مؤسسة أو هيئة صحية يجعله أقدر من غيره على استشعار طبيعة عملها وتحديد أولوياتها وأهدافها، وقياس دقة أدائها ، والعمل على الدفع بها إلى الأحسن, هذا كما قلت إذا اجتمعت له إلى جانب الخلفية العلمية المتخصصة قدرات إدارية متميزة, وربما لذلك أصبح أحد الأعراف السائدة في الدول المتقدمة أن تنظم المؤسسات المختلفة دورات إعداد قيادات إدارية للعاملين بها، لتضمن دائماً وجود من يجمع بين الجانبين, هذا لا يعني عدم نجاح القادر على الإدارة في وزارات الصحة فقد رأينا عدداً منهم وكانوا من أنجح الوزراء.
بيروقراطية
* هل مكان الباحثين والأكاديميين والأطباء الغرف البيروقراطية أم المكتبات وقاعات البحث وغرف العمليات؟
كل ميسر لما خلق له, فالباحث النابه قد تكون أولى به قاعات البحث، والطبيب الجراح مكانه الأنسب غرفة العمليات، والأكاديميون موقعهم في قاعات الدرس, ولكن لا يعني ذلك أن الغرف البيروقراطية، ولعلك تقصد بها مواقع الإدارة ممنوعة عليهم.
تدريس
* ألم تفكر بالعودة أستاذاً جامعياً؟
أعتقد أن حياة الإنسان سلسلة من التجارب والخبرات، وإذا كان المرء في انتقاله من عمل إلى عمل يستطيع أن يقدم ماهو أفضل لمجتمعه وأمته فإن عليه أن يشكر الله تعالى أن أتاح له مواصلة عطائه والرقي به, وإنني أحمد الله أن جعلني في عمل أرجو أن يعود بالنفع على عامة الناس في إقليم شرق المتوسط الذي يمتد من باكستان إلى المغرب، ويرتفع بمستواهم الصحي, على أنني أؤكد أن رسالة أستاذ الطب رسالة عطاء متواصل يمتد أجيالاً، ومن هذه الزاوية أحن إليها وأحن إلى التواصل مع الطلاب.
تأمين
* ماهي نظرتك للتأمين الطبي؟
التأمين الطبي من التوجهات عظيمة النفع لما يحققه من فائدة مزدوجة، إذ يوفر للمواطن قدراً من الطمأنينة إلى أن الغد لن يحمل له مفاجآت سيئة إذا داهمه مرض لا يملك نفقات علاجه, ويتيح للدولة فرصة تخصيص موارد أكبر للنظم الصحية عن طريق مشاركة المواطن في تحمل تكاليف العلاج، وأشير هنا إلى أنني قدمت في عام 1981 مشروعاً لتطبيق نوع من التأمين الصحي وعرضت أن تقوم بمناقشته لجنة تضم أعضاء من وزارات الصحة والمالية والتخطيط, ولكن الوقت لم يسعفني لمتابعة تنفيذ هذا المشروع، فقد غادرت الوزارة إلى منظمة الصحة العالمية قبل أن يرى النور.
الفقير
* كيف يصل المريض الفقير إلى العلاج المناسب؟ ومن يخدم ذوي الحاجة ممن ليست لديهم واسطة؟
العلاج المناسب هو حق لكل فرد غنياً كان أو فقيراً, وهو إذا كان متاحاً للأول دون مصاعب فإن واجب الدولة أن توفره للفقير دون مصاعب أيضاً, فهذا واجبها الذي لا يجوز التخلي عنه شرعاً.
واو
* بالمناسبة: متى تنتهي الواسطة؟
عندما تختفي الحاجة إليها.
جامعة
* ماهي رؤيتك للتعليم الجامعي؟ وكيف يمكن النهوض بمستوى الخريجين؟
أثناء عملي وزيراً للصحة تقدمت إلى الملك خالد بن عبدالعزيز رحمه الله رحمة واسعة باقتراح يهدف أساساً إلى النهوض بمستوى التعليم الجامعي في المملكة، ويعتمد على منطلقين اثنين: الأول أن التعليم الجامعي لا يمكن أن يشتد عوده ويقوم على ساقه، ويصبح مرتكزاً لنهضة الأمة والمجتمع، إلا إذا توافرت له إمكانات البحث العلمي والأكاديمي على أرفع مستوى.
رقم
* والثاني؟
المنطلق الثاني هو أن المملكة العربية السعودية التي هي مهد رسالة الإسلام، وبلد الحرمين الشريفين، تستقطب العرب والمسلمين من كل مكان, وتهوي إليها أفئدتهم، باستجابة الله تعالى لدعاء نبيه إبراهيم عليه السلام, ومن هؤلاء أعداد كبيرة من الأساتذة الكبار والباحثين الذين استقرت بهم الرحال في البلاد الأوروبية والأمريكية وفي استراليا وغيرها، وأصبحوا يمدون هذه البلاد بثمار دراساتهم وأبحاثهم.
قلق
* ماذا عنهم؟
كثير من هؤلاء يقلهم مستقبل أولادهم، ويدركون أنهم إذا استطاعوا أن ينقلوا إلى أولادهم القيم الإسلامية والعربية الأصيلة، فإن الجيل الثالث من ذريتهم سيذوب ويضيع في المجتمع الذي هم فيه, وفي مقدور المملكة والحمد لله أن تستقطب الكثيرين من هؤلاء، إلا أن العناصر الأساسية في استقطابهم هي إمكانية استمرارهم ومواصلتهم لبحوثهم العلمية، وإعطاؤهم دخلاً معقولاً يكفل لهم حياة مريحة، والشعور بالاستقرار في العمل والإقامة.
حوافز
* ماهي مقترحاتك المحددة في هذا الإطار؟
تستطيع المملكة أن توفر الحوافز لهؤلاء، وهذه الحوافز ليست كلها مادية ففي طبيعة الإنسان مثلاً الميل إلى الاستقرار, فإذا كان التعاقد قائماً على أساس يتيح لهم فرص الاستمرار سنجد عطاءهم دافقاً, فيمكن مثلاً أن يكون العقد أولاً لسنتين، ثم لسنتين أخريين، ثم من وجدناه من هؤلاء مجيداً في عمله، أميناً في عطائه، مرضياً في خلقه تتاح له الإقامة المستمرة والجنسية السعودية إن أراد، له ولأولاده.
استثمار
* ألا ترى العملية مكلفة مادياً وصعبة نظامياً؟
مهما بلغ استثمارنا في هذا المجال فإنه استثمار رابح بإذن الله، لأنه يوفر للمملكة نوعية متميزة من الأساتذة والعلماء والأدباء والمفكرين, وهذه النوعية كفيلة بتخريج نوعية متميزة من الجامعيين، ترفع مستوى المؤسسات والخدمات في أنحاء البلاد كلها, فالتعليم أساس نهضة الأمم, فاليابان مثلاً بلاد تخلو من كل الإمكانيات والموارد الطبيعية, وليس عندها إلا التعليم, وبالتعليم المتميز استطاعت اليابان أن تبني اقتصاداً عالمياً يعتبر الأول في العالم.
أمريكا
* كذلك الولايات المتحدة,, أليس كذلك؟
الواقع أن الولايات المتحدة لم تتقدم إلا بهذه الطريقة، ولا تزال تحرص عليها، فهي تستقطب العلماء والمفكرين والباحثين من كل بلدان العالم، وتوفر لهم أفضل إمكاناتها, ومعظم الفائزين بجائزة نوبل من الأمريكيين هم من المهاجرين إليها، وآخرهم العالم المصري أحمد زويل، الذي شجع الرئيس حسني مبارك في زيارته الأخيرة لمصر على ضرورة توفير إمكانات البحث العلمي في مصر.
وهنا
* وماذا عنا في المملكة؟
أقول إن المملكة العربية السعودية لا تزال تستطيع أن تأخذ بهذه الفكرة لدعم القواعد الأساسية التي يقوم عليها مستقبل البلاد، فالعرب والمسلمون في كل أنحاء العالم تهوي أفئدتهم إليها، وإذا توافرت لهم إمكانات البحث، والاستقرار الأسري، قدموا لها من العطاء المخلص الشيء الكثير.
مناهج
* لو كنت مسؤولا عن المناهج الدراسية لمرحلتي التعليم العالم والجامعي ما الذي ستغيره فيها؟
أبدأ بتغيير طرق التدريس لتكون أكثر عملية وقدرة على حفز العقول والمهارات, ثم أنتقل إلى تغيير الكثير من محتوى المناهج الدراسية بحيث تكون أكثر التحاما بالمجتمع وقضاياه، بمعنى أننا يجب أن ننظر في تخطيط التعليم الجامعي إلى حاجة المجتمع، بحيث يكون المجتمع بحاجة إلى جهود الخريج، ويجد المتخرجون فرص العمل فور تخرجهم بدلاً من أن يسعى البعض منهم هنا وهناك بحثاً عن عمل قد لا يكون متوافراً أصلاً في المجتمع، لأنه لا حاجة له, وهذا يعني تطوراً دائماً بالتعليم ليتعايش ويتناسب مع احتياجات المجتمع.
متابعة
* أين تتابع الأخبار العالمية وما هي محطتك الفضائية المفضلة؟
أميل إلى متابعة الأخبار السريعة عبر قناة CNN الإخبارية، وأتابع التحقيقات من خلال شبكة الإذاعة البريطانية BBC بقسميها العربي والإنكليزي كما أشاهد بعضاً من برامج قناة الجزيرة .
عالمية
متى يصبح إعلامنا عالمياً؟
عندما يحترم إعلامنا المتلقي فيقدم له الخبر صحيحاً دون مواربة، ويقدم له المعلومات صحيحة ودقيقة ويبدأ بالأهم ثم المهم, لا أعني أن كل شيء يجب أن يتم إعداده مثل الرسالة العلمية الجامعية، فلا سبيل إلى هذا، ولكن الإعلام رسالة متواصلة، لا بد فيها من الصحة، والاحترام المتبادل بين من يقدم الرسالة ومن يتلقاها.
جائزة
* هل تهتم مثلاً - بأن تنال أو ننال جائزة نوبل؟
اهتم أكثر بأن أنال الجائزة من الله سبحانه وتعالى فهي الأبقى والأنفع.
أدب أم علم؟
* الجوائز للأدباء أم العلماء,, مارأيك؟
الجوائز هي نوع من التقدير والعرفان بالفضل, وهي مطلوبة لكل مجتهد ومجيد في عمله سواء كان أديباً أو عالماً,, ولعلك تقصد من سؤالك - يا إبراهيم - أن أغلب الاهتمام والتقدير يذهب إلى الأدباء والفنانين بينما يضل طريقه إلى العلماء,, وربما كان هذا هو الحال في بعض البلدان ولكنه ليس الحال في كل البلدان وسيأتي اليوم الذي يحظى فيه العلماء في كل مكان بما يستحقون.
صحافة
* هل تتابع الصحافة المحلية؟ ما أبرز ما تحتاج إليه؟
أحرص على متابعتها عندما أكون في المملكة، وإذا تيسر لي ذلك خارجها، لكن كثرة أسفاري بين دول الإقليم تجعل ذلك متعذراً في كثير من الأحيان, ولذلك لا أستطيع أن أبدي فكرة متكاملة عما تحتاجه، غير أننا نحتاج دائماً في الإعلام العربي إلى صدق التعامل، والبعد عن المبالغات، وإلى إزالة الخطوط الحمراء التي لا يسمح بتجاوزها.
حدود
* سقوط الحدود التجارية والثقافية والإعلامية,, هل يقلقك؟ وكيف نستفيد منه؟
سقوط الحدود ليس كله شراً، فهو يعني مزيداً من التحديات الحقيقية، لأن المحك صار لاعتبارات أخرى في مقدمتها التنافس وهو يعني فتح باب البقاء للأصلح, وأخشى أننا لم نصبح بعد من هذا النوع الذي نسميه الأصلح وهذا وجه التحدي الذي علينا التعامل معه.
مثل
* من هو مثلك الأعلى؟
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم آياته لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر , وليس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من يمكن أن يوصف بأنه مثل أعلى.
كتاب
* ما هو آخر كتاب قرأته؟
* القراءة هي أكبر الهوايات التي لازمتني منذ الصغر ولا أزال حريصاً عليها كل الحرص, ومن آخر قراءاتي كتاب نعوم تشومسكي ماذا يريد العم سام؟ السيطرة دون دفع القيمة غير أن قراءاتي متعددة المشارب والألوان ومن أفضل الكتب التي قرأتها كتاب الإسلام والديمقراطية لفهمي هويدي وكتاب النظام السياسي في الإسلام للدكتور محمد سليم العوا وكتاب إسرائيل شاحاك التاريخ اليهودي، الدين اليهودي .
إنترنت
* متى تجلس لمطالعة الإنترنت؟
لا افعل، لأني أحصل على المعلومات مباشرة، إذ لدينا في منظمة الصحة العالمية نظام معلومات يتابع كل ما يهمنا مباشرة من مصادره الأولى.
حوار
* الحوارات العربية مثل حوارات الصم: الجميع يتحدث والجميع لا يسمع, مارأيك؟
أعتقد أن أدب الحوار أصيل في ثقافتنا العربية الإسلامية، غير أن مرحلة التخلف التي مررنا بها في القرون الأخيرة خلفت آثاراً عميقة في مجتمعاتنا، لكنني ألمح بوادر العودة إلى القيم والأصالة في ثقافتنا المعاصرة, وهذا أمر لن يتم بين يوم وليلة، لكننا إذا سرنا نحو الهدف نصل إليه، كما نقول نحن في العمل الصحي, فعندما انطلقنا نحو استئصال الجدري، وإتاحة الصحة للجميع واستئصال شلل الأطفال، كان الشوط في كل مرة بعيداً أمامنا، لكننا وصلنا بحمد الله إلى استئصال الجدري، فلم يعد له وجود في عالمنا، والصحة للجميع أمر أصبح تحقيقه ممكناً بإذن الله, وأما شلل الأطفال فقد لا يتحقق تماماً مع نهاية هذا العام كما كنا نرجو، لكن تحقيقه قريباً سيتم بإذن الله.
ظهور
* لماذا أنت قليل الظهور إعلامياً؟ وهل هي فلسفة خاصة بحديث الصامتين ؟
إن كنت تقصد بحديث الصامتين أن يترك المرء عمله يتحدث عنه، فأرجو أن أكون من هؤلاء, وأما أني قليل الظهور فما أظن هذا واقعاً, لأني أستجيب دائماً لكل طلب لحديث أو مقابلة من كل الجهات الإعلامية، صحفية أو إذاعية أو تلفزيوينة، سواء كانت ضمن الإقليم أو خارجه, وأوجه رسائل تلفزيونية في المناسبات الهامة، لا تقل عن ثلاث رسائل سنوياً، تذاع في غالبية تلفزيونات الإقليم, وفوق هذا فإن قسم الإعلام في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، وفي المكتب الرئيسي في جنيف يزود الإعلاميين بكل مانحتاج إلى اطلاع الناس عليه.
الإدارة بالأهداف
* متى تنجح الإدارة بتحقيق الأهداف، في مجتمع إداري يؤمن بالتوقيع وتحديد ساعات الحضور والانصراف؟
الإدارة علم له قواعده ومحدداته, وقد لا تتناقض مع انضباط نظام العمل، غير أن الأمر الذي يجب أن لا نغفل عنه أن الإداري الناجح هو الذي يعرف ما يتطلبه العمل لنجاحه، ويوفر له هذه الإمكانيات وأولها الجو الذي يستطيع فيه الموظفون أداء عملهم على الوجه الأفضل، وأن يتم تقييم العمل بنتائجه وليس بالوقت الذي استغرقه.
إدارة بلا ورق
* هل نطمح لإدارة بلا ورق؟
في مستهل عملي الوزاري هالتني تلال الأوراق المكدسة التي وجدتها في انتظاري, وكان الاستغراق فيها كفيلاً بأن يلتهم وقتي كله دون أن يترك لي مجالاً للعمل على أرض الواقع, ولذلك سارعت بوضع شبكة عمل لا مركزية تحث المساعدين وفريق العمل المساعد على اتخاذ القرارات وتصريف شؤون العمل التي تقع في اختصاصهم, وهكذا اختفت تلال الأوراق, وهو ما يعني أن العيب ليس في الأوراق وإنما في التردد في اتخاذ القرارات، وبطء التصرف، والعيب الأهم من هذا تكريس المركزية في اتخاذ القرار.
خلوة
* متى تخلو إلى نفسك؟
مع نهاية اليوم، وقبل أن أخلد إلى النوم.
شاعر
* يقول أحد الشعراء: ألا إنما صفو الحياة تفاؤل,, تفاءل تعش في زمرة السعداء صاحب البيت عاش ومات متشائماً,, ما تعليقك؟
البيت نفسه فكرة جميلة ليتنا نضعها نصب أعيننا، أما عن الشاعر، فقد قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون .
مستقبل
* ما هو مستقبل الطفل العربي المشرق بابتسامة لا يدرك ما وراءها من المجهول؟
المستقبل دائماً مفعم بالأمل, وأتمنى للطفل العربي وللطفل في كل مكان أن يتمتع بكل ما هو أفضل,, برعاية صحية أفضل,, بتغذية أفضل، وبفرص تعليم أوسع وأرقى، وبإعداد ملائم لمواجهة التحديات التي سيجد نفسه أمامها يوما ما,, بمجتمع يخلو من العنف والاقتتال والحروب والكوارث, إن منظمة الصحة العالمية تقوم بدورها في مجال الرعاية الصحية للطفل,, وتتعاون مع المنظمات الشقيقة مثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف والمجلس العربي لرعاية الطفولة لتحسين أوضاع الطفولة في كل مكان, وما زلنا بحاجة إلى مزيد من التكاتف والتعاون.
تجربة
* هل ستكتب تجربتك الإدارية والحياتية؟ وهل ستقول كل شيء؟
لا أظنني سأكتبها، لأنني لا أستطيع أن أقول كل شيء.
تاريخ
* من يكتب التاريخ معالي الدكتور؟
* كثيرون يكتبون التاريخ، ولهذا تتفاوت النظرة إلى الأحداث التاريخية, أما التاريخ الحقيقي فذلك علمه - كما قال تعالى - ,,,عند ربي في كتاب، لا يضل ربي ولا ينسى .
سعادة
* هل أنت سعيد دائماً؟
ومن السعيد دائماً في هذه الدنيا؟ أرجو الله تعالى أن يكتب لي ولك ولقراء الجزيرة السعادة في الآخرة والأولى.
غضب
* متى تغضب؟
أغضب عندما أشاهد أحوال المسلمين في المناطق التي يتعرضون فيها للاضطهاد، مثل فلسطين وكوسوفا والشيشان, وأغضب لكل ظلم يقع، حتى وإن كان واقعاً على فرد واحد.
إجازة
* أين تقضي إجازتك؟
مع أسرتي، وليس المكان بكبير الأهمية, المهم أن نكون معاً.
تخطيط
* كيف تخطط لمرحلة ما بعد التقاعد؟
ذلك أمر يدخل في جوانب الحياة الخاصة، غير أنني أرجو أن أواصل العطاء.
تقاعد
* لكن لم تجب متى ستتقاعد؟
كل آت قريب.
أنا
* من أنت معالي الدكتور؟
حسين بن عبدالرزاق الجزائري, عبد يعرف فضل الله عليه، ويدعو الله أن يختم له بالحسنى.
ملل
* هل مللت من الأسئلة؟
هل مللت أنت ؟ مادمت تسأل فأنا أجيب.
شيء
* هل بقي شيء؟
أشياء وأشياء.
أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved