أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 6th May,2000العدد:10082الطبعةالاولـيالسبت 2 ,صفر 1421

تحقيقات

مع بدء العد التنازلي لتطبيق قرار سعودة أسواق الخضار الجزيرة في سلسلة تحقيقات يومية ترصد أحوال الأسواق:
أسواق عسير تعجل بتطبيق السعودة قبل حلول موسم الاصطياف
(6)
*تحقيق : حسن علي غرامة - عبدالعزيز الشهراني - عبدالله الهاجري
دخلت سعودة أسواق الخضار مراحلها الأخيرة في منطقة عسير ويلاحظ المتابع ذلك جليا في أسواق الخضار المنتشرة في جميع المحافظات التابعة لمنطقة عسير وعبر تحقيقنا لهذا اليوم زرنا عددا من أسواق المنطقة والتقينا المسؤول والتاجر، وزبائن هذه الأسواق فماذا قالوا عن قرار السعودة وماذا تم بشأنه حتى الآن.
في البداية كان لنا لقاء مع مدير عام الشؤون القروية والبلدية في عسير الأستاذ عبدالرحمن بن علي القحطاني الذي تحدث عن أبعاد قرار سعودة أسواق الخضار حيث قال: ان هذا القرار الحكيم بسعودة أسواق الخضار هو هاجس جميع العاملين في وزارة الشؤون البلدية والقروية بالتعاون مع الجهات الحكومية الأخرى وفور صدور قرار سمو وزير الداخلية بتحديد موعد نهائي للسعودة، استقبلناه مبلغاً لنا من مقام الامارة ومقام الوزارة ولظروف المنطقة التي تستقبل في فترة الصيف اعدادا كبيرة جدا من المصطافين وحتى لا يؤثر موضوع الأسواق بادرنا بالتعميم على البلديات ولم ننتظر الموعد النهائي لقرار السعودة بل أكدنا على أهمية سعودة مجالات الخضار والفواكه بشكل حازم وقبل الموعد بفترة كافية حتى اذا كان هناك آثار سلبية يمكن تلافيها خلال فترة ما قبل الصيف، والحمد لله تمت السعودة بنسبة 100% على مستوى منطقة عسير وهناك لجان على مستوى البلديات والمحافظات تشارك فيها وهناك لجان على مستوى المنطقة والمديرية ممثلة فيها لمتابعة تنفيذ هذا القرار برقابة مستمرة من مديرية المنطقة، وهناك تقارير حديثة تؤكد تنفيذ السعودة وبرامجها ونجاحها ولم تكن هناك أي تأثيرات سلبية على نشاط هذه الأسواق أو خدمتها للمجتمع بل بالعكس أوجدت تنافسا لتقديم الخدمة المتميزة وبالتالي الحصول على الكسب المادي الجيد.
وأرجو من شبابنا ان يعي دوره في المستقبل القادم فالدولة أعزها الله تهيىء الفرص ولكن عليه ان يستفيد منها بشكل صحيح.
ويضيف: ان المواطن اذا لم يكن شريكا للمسؤول في تنفيذ أهداف ولاة الامر سيظل القرار محدود الفعالية ويجب على المواطن وبخاصة الشباب ان يعي انه لكي يعيش حياة كريمة يجب ان يستغل هذه الفرص والامكانيات ويعطيها من الاستمرارية ما تستحقه ولا ننسى ان العمال يقصدون بلادنا من شتى بقاع الأرض للبحث عن فرص العمل.
وعن سوق الخضار في أبها قال: مازال السوق شبه مؤقت والخدمة فيه او التجهيزات ليست حسب المستوى المطلوب ونحن ننتظر ان شاء الله توفير الموقع الملائم بشكل دائم وينشأ السوق بشكل سليم اما عن طريق الاستثمار أو عن طريق البلدية.
عقبات تتلاشى
وتحدث لالجزيرة المهندس مسفر احمد مسفر القحطاني رئيس المجمع القروي بطريب حيث استعرض أبعاد هذا القرار فقال: ان قرار السعودة ساهم في استقطاب الكثير من أبناء هذا الوطن الغالي للعمل في اسواق الخضار وهذه الخطوة رائدة ونطالب باستمرار القرار ودعمه بما يكفل نجاحه وذلك لما يحققه من عائد اقتصادي للوطن والمواطن على حد سواء فمسألة دوران رأس المال داخل الوطن يحقق عائدا اقتصاديا على مستوى الفرد أو الدولة.
وأشار الى بعض السلبيات المتمثلة في قلة خبرة الاشخاص من أبناء الوطن الذين يزاولون التجارة في هذا المجال ونتج عن ذلك عدم توفر الأصناف المختلفة وبالجودة التي كانت عليها في السابق وهذا شيء يلاحظه الجميع في الأسواق ولكن لدينا القناعة التامة انها ستزول قريبا بمجرد توفر الخبرة الكافية وتأصل روح المغامرة لدى البائع السعودي ايضا للأسف الشديد لم نجد روح المواطنة المخلصة لدى بعض أصحاب المزارع فبدلا من ان يتعاون مع تاجر التجزئة السعودي كما كان يفعل مع الأجانب سلط سيف غلاء الأسعار عليه وذلك بقيامه ببيع محصول مزرعته بالكامل للعامل الأجنبي وبدأ هو يتحكم في الأسعار مما اضطر تاجر التجزئة السعودي إلى الشراء بسعر عال والبيع كذلك بسعر أعلى لكي يستفيد والمحصلة النهائية غلاء الأسعار وما زال الاجنبي مستفيدا بنسبة أكبر مما كان عليه الوضع سابقا وأصبح الأجنبي تاجر جملة والسبب في ذلك بعض ضعاف النفوس من المواطنين أصحاب المزارع.
أيضا ما زال هناك بعض المحتالين باحضارهم عمال بقصد مساعدتهم في التحميل والنقل والصحيح انه ليس كذلك بل هو صاحب الشأن والمواطن مجرد ستارة فقط للأسف الشديد.
أيضا هناك سلبية أخرى ساهمت في رفع الأسعار وقلة المعروض من هذه الفاكهة يتمثل في وجود الاجانب في سيارات التوزيع البرادات ومن الملاحظ انهم يبالغون في الأسعار وكذلك لا يتعاون مع البائع السعودي بائع التجزئة كما كان يتعامل مع الأجنبي سابقا، وهذه قد تكون أغلب السلبيات ويجب علينا ألا نستعجل في الحكم على بائع التجزئة السعودي فحتما سيأخذ مكانته في القريب العاجل وعلينا جميعا كمواطنين أو مسؤولين التعاون معهم ودعمهم حتى يتمرسون في ذلك والمستقبل ان شاء الله لهم وهذه الحالات قليلة جدا ويتم معالجتها تدريجيا وأملنا ان تتلاشى مع مرور الوقت.
أما عن مدى التزام مركزنا بهذا القرار، فنحن ملتزمون به بالكامل وتم تطبيقه على الفور ولا يوجد أي أجنبي يزاول هذا النشاط في الأسواق التابعة لخدمات المجمع.
وسبق ان واجهنا بعض المشاكل في بداية الأمر تمثلت في عدم تقبل البعض لهذا القرار ولكننا وبمساندة مركز الامارة والشرطة تمكنا من تحقيق السعودة بالكامل في هذا النشاط.
مع السعودة قلباً وقالباً
والتقت الجزيرة برجل الأعمال عايض عبدالله بن جار الله صاحب أسواق سوق الخضار في محافظة أحد رفيدة وفي البداية أثنى على قرار السعودة وقال: ان هذا القرار يصب في مصلحة الوطن والمواطن ولن نعارض أي خطوة تخدم هذا البلد العزيز الذي منَّ الله علينا فيه بنعم نحسد عليها وعن أثر هذا القرار عليه قال: فور صدور القرار قمت بابلاغ المستأجرين الاجانب ضرورة اخلاء المحلات وهذا سبب لهم صدمة كبيرة جدا خصوصا ان السوق يخدم المحافظة احد رفيدة والمنتزهات المجاورة لها والواديين وغيرها.
ويواصل حديثه: ولا اخفي عليكم بأنني عانيت في البداية فالمحلات لم تؤجر الا انها بعد فترة شهدت ازدحاما كبيرا وحرصا مني على دعم الشباب أعفيتهم من الايجار في البداية حتى يتمكنوا من الوقوف على اقدامهم ويدركون الفائدة التي يجنونها من هذا العمل فابن الوطن أحق بالفائدة التي كانت تذهب الى خارج المملكة بأرقام فلكية حسب ما أعلنته وسائل الاعلام ثم تدريجيا أصبحت الأسواق كما تشاهدون ولله الحمد, واعود وأقول والحديث للجارالله بأني مع هذا القرار قلبا وقالبا ولن اتردد أبدا في دعم من يريد ان يفتح محلا للخضار بل أصبح الآن يعمل معي ثلاثة شباب سعوديين اثبتوا جدارتهم واستحقوا الثقة واعدكم بأن أعمل على زيادة هذا العدد.
وقبل ان نودعه وعد المستأجرين بأن يعمل لهم خصما خاصا بمناسبة زيارة الجزيرة له وهذا اعطى انطباعا طيبا لديهم.
كنا في غفلة
كما أكد المواطن جابر ابوطيرة وهو صاحب محل لبيع الخضار على الفرق بين اليوم والأمس حيث قال: كنا في غفلة شديدة جدا وهذا القرار الحكيم فتح أمامنا مجالا كبيرا لكسب الرزق نستطيع من خلاله تأمين حياتنا وحياة أسرنا وقد تحسنت أحوالنا المعيشية وتنوع دخلنا فالشكر لله أولا ثم لولاة الأمر على هذه البادرة الجميلة.
النجاح يحتاج إلى صبر
وأشاد المواطن ابراهيم علي بلال الذي يعمل بسوق الخضار منذ 30 عاما بقرار السعودة وأضاف : بأن نجاح هذا القرار يعتمد على جدية العاملين فيه فأنا أعمل من الساعة السادسة صباحا وحتى صلاة المغرب حرصا على جلب البضائع الجيدة.
المستهلك,, طماع
المواطن محمد علي جمهور صاحب محل لبيع الخضار يقول: لا تعلم مدى سعادتنا بهذا القرار ولكن لدينا مشكلة وهي ان المشتري طماع فلا يرضى الا بعد ان يتذوق من جميع الاصناف والادهى والأمر انه لا يشتري في نهاية الأمر فأرجو منكم التركيز على هذا الجانب لأن الوعي مهم جدا وعامل يساعدنا خصوصا ان هذه المشكلة لا تعتمد على تنظيم معين ولا نستطيع من باب الحياء رد هذا المشتري أما فيما يتعلق بالصعوبات الأخرى فهي مقدور عليها ان شاء الله وشكر كل المسؤولين على اهتمامهم بهذا القرار المهم.
اما عمر عبدالعزيز وهو أجنبي يعمل بسوق الخضار منذ عشر سنوات فقال: كنت أعمل في عدة محلات ولكن بعد قرار السعودة اتجهت الى احد المزارع وأنا أعمل بها الآن بموجب ترخيص من البلدية وعن اثر ذلك عليه قال بعبارة حزينة الرزق بيد الله.

لم نتوقع هذا النجاح
وعبر أحمد علي صالح وهو من أحد الدول العربية عن سعادته بهذا القرار وقال: ان هذا البلد الطيب الذي خدم ويخدم العديد من الدول العربية والاسلامية يستحق كل خير وأهل البلد أولى بخيراته وعن التعامل قال: ان كلمات الترحيب التي نلقاها من هؤلاء الشباب والحرص على تقديم الأفضل كلها تشجع وتساعد على كسب الزبائن وأود ان أقولها بكل صراحة فأنا لم أتوقع هذا النجاح الكبير لهؤلاء الشباب واتمنى لهم دوام التوفيق.
اما المواطن علي بن حسين الشريف فيقول: لا نملك الا الشكر الجزيل لكل القائمين على هذا القرار.
مصدر اعتزازي
وتحدث المواطن علي احمد معشي وقال: هذا القرار أثلج الصدر وأراح البال وكانت البداية فيها صعوبة وبخاصة شعوري بالخجل من الوقوف كبائع ولكن ما ان استمريت في العمل حتى انتهت هذه الاشكالية وارتفعت معنوياتنا جدا خصوصا انه ليس لي عمل سوى البيع في سوق الخضار وانا أطمح لأن أكون تاجرا بإذن الله فهذه المهنة شرف لي والكسب الحلال ليس فيه عيب.
وأضاف بأن العمل فيه مشقة فهو يعمل من قبل صلاة الفجر وحتى مغيب الشمس وقال: ان هذه سنة الحياة فالراحة تأتي بعد التعب.
كسر السوق
ويقول المواطن سعيد يحيى آل هندي وهو صاحب محل لبيع الخضار : ان المشكلة التي تواجهنا اتهامنا برفع الأسعار لان الاجنبي كان يوفر بضاعته دون ان يراعي فيها الجودة المطلوبة كما ان بعض الأجانب ما زال يجد من يتستر عليه حتى الآن من ضعاف النفوس مقابل أجور رمزية تتراوح بين 50 الى 100 ريال ومن هنا يسعى لكسر السوق علينا ونحن نرجو من المسؤولين مضاعفة جهودهم للحيلولة دون استمرار مثل هؤلاء الذين يحاربون نجاحنا وشكر كل من يهتم بهذا الموضوع.
العمل شرف
وقد أكد لنا العم أبو يحيى ان الاغلبية من الشباب لا يحب العمل في مجال بيع الخضار لنظرتهم الى ذلك بشيء من الحرج والعيب بمجرد وقوف أحد أقاربه أو أصدقائه ولو نظروا بذلك الى شيء من الواقع لوجدوا ان العمل عبادة وشرف له,ويضيف الشاب صالح علي القحطاني قرار السعودة اتجاه لصنع البدائل واليد السعودية العاملة.
وسوف نصل لليوم الذي يتم الاستغناء فيه عن اليد العاملة القادمة من خارج الوطن.
الاعتماد على النفس
وفي نفس المكان كان لنا هذا اللقاء مع الشاب يحيى العمري حيث قال: ان السعادة التي هو فيها لا توصف حيث ابدأ عملي بكل نشاط وهمة وسبب ذلك شعوري بالمسؤولية والاعتماد على النفس لتكوين نفسي : ان شاء الله.
وقال يجب انتهاز فرصة هذا القرار الذي جاء في وقته المناسب والاجتهاد والاعتماد على النفس.
وقال الشاب خالد عامر عن ايجابيات قرار السعودة انه قرار ايجابي وقرار صائب حيث سيصبح أبناء الوطن هم العاملون الوحيدون في هذه الأسواق وأكد ان القرار قضى على العمالة الوافدة التي كانت تسبب لنا نحن السعوديون بعض المضايقات والمشاكل.
وانه ايضا سوف يتيح لأكثر عدد من الشباب فرصة عمل للذين لا عمل لهم.
القرار لا يؤثر على دراستي
وأضاف الطالب علي ابراهيم عسيري ان العمل لا يؤثر على دراسته بل على العكس فهو حافز لي للمثابرة والجد في الدراسة.
وعن وقت عمله في السوق قال انه في الجامعة الى الظهر وبعد ذلك يأخذ فترة راحة الى صلاة العصر ثم يأتي هنا في السوق الى المساء واقوم بعد ذلك بالمذاكرة والدراسة.
اما يحيى عمر الاحمدي فيعمل هو وابناؤه في محل لبيع الفواكه مع بعضهم يدا واحدة وهم سعداء وعبر لنا الأب عن ارتياحه لهذا القرار فقال: انني رجل مسن فمع هذا القرار استطعت ان آخذ ابنائي هنا معي لمساعدتي واراحتي بعض الشيء من عناء هذا العمل.
وطلب من الله ان يديم على هذا البلد أمنه واستقراره وحفظ حكامه واهله من كل سوء.
التهيئة المهنية ضرورية
وتحدث المواطن علي سعيد آل ناصر عن قرار السعودة فقال: هذا القرار ناجح بكل المقاييس ونتائجه ممتازة ومشجعة واشار الى أهمية التأهيل المهني قبل الدخول في مجال البيع والشراء.
وقال: انا أشجع السعودة الحقيقية ولكن مازال الشباب السعودي ينقصهم عملية التهيئة فهناك فرق في التعامل ففي السابق كان العامل الاجنبي حريصا على الوقت والدقة في فتح المحل بينما شبابنا ما زالوا يعانون من هذه النقطة وأضاف ايضا ان التعامل لابد ان يكون فيه شيء من المرونة التي تشجع المشتري على الاقبال وحذر من خطورة التستر واضرارها التي لا حد لها على الجميع افرادا أو مسؤولين.
العامل السعودي أفضل
ويضيف لنا المستهلك راشد الشهراني ان الفرق شاسع جدا بين البائع السعودي والبائع الاجنبي حيث ان البائع السعودي لديه الامانة والشرف فهو يبيع بكل تواضع ولينة وانه يأخذ ويعطي معنا.
وجدت نفسي هنا
ويقول الشاب حسن علي انه بحث عن عمل اكثر من سنتين فلم يجد شيئا وانه عندما صدر قرار السعودة اتجهت فورا الى سوق الخضرة فوجدت عملا مناسبا ولقد كرهت في البداية هذا العمل ولكن مع الصبر والحاجة والمثابرة بدأت في حب هذا العمل ولا استطيع ان اغيب عنه ولو ليوم.
وعند سؤالنا عن راتبه قال: بدأت براتب قدره 800 ريال شهريا ومع الوقت وصل راتبي الى اكثر من 1900 ريال.
وعندما توجهنا الى احد الكبار في السن عرفنا على نفسه فقال: اسمي عبده علي الألمعي فبادرناه بالسؤال هل اتى احد الشباب السعوديين للبحث عن عمل؟
قال لقد وظفت اكثر من خمسة شباب سعوديين ولكن للأسف لم يستمروا في العمل فيأتون متأخرين وينصرفون مبكرين فهم غير منضبطين في العمل وبخاصة في هذا المجال وأنصح كل شاب بأن يعرف ان العمل ليس عيبا وعليهم ان يثبتوا وجودهم على العمالة الأجنبية.
يحتاج إلى إعادة نظر
والتقينا مع المواطن : أحمد محمد فرحان الذي يعمل في سوق الخضار منذ عام 1400ه ويقول: السعودة فكرة جيدة وقرار حكيم بلاشك ولكن منع العمال تماما من السوق يحتاج الى اعادة نظر فالبضاعة تحتاج الى تجهيز وترتيب حتى لا تفسد وتنتهي, وتواجدي في المحل يقلل من فرصة جلبي للبضائع التي تحتاج احيانا الى اليقظة بعد منتصف الليل,, وعن تجربته مع الشباب السعوديين قال: كان يعمل عندي أكثر من شاب ولكن كانت صفة الكسل وعدم الاهتمام سمة سائدة عليهم ثم ان الشاب السعودي لا يقبل بأن يكون راتبه قليلا ثم ان كثرة التزاماته تعيق استمرارية عمله بعكس الأجنبي الذي ليس عنده أي ارتباط ويقبل بالعمل براتب قد يصل الى 700 ريال ويقوم بجميع ما يطلب منه من ترتيب البضاعة وتنظيمها.
وهذا لا يعني اني ضد السعودة ولكن لابد ان يكون هناك تدريب للسعوديين لكي يكونوا قادرين على تحمل المسؤولين وأنا أدعو الله ان يوفقهم لأني أعلم ان الرزق بيد الله ولن يأخذ الانسان الا نصيبه.
أين المراقبة؟
وتحدث الشاب صالح مفرح القحطاني ويعمل في احد محلات الخضار بسوق خميس مشيط فقال لقد هيأت الدولة حفظها الله فرصا كثيرة للشباب السعودي ولعلي والحمد لله ممن استفادوا من هذه الفرصة الا ان الايجار غال جدا خاصة وان محلي ليس في موقع متميز ويصل الى 20000 عشرين ألف ريال في السنة ليس هذا فقط بل ان هناك عقبة كبيرة أمامنا وهي: أصحاب البسطات التي يقفون على الرصيف المقابل للسوق فهم يسيطرون على الأسعار والسبب بسيط فبضائعهم في الغالب ليست جيدة بل بعضها منتهي الصلاحية، وناشد المسؤولين سرعة التدخل لأن ذلك يهدد بقاءه في السوق.
العربة يساوي وزنها ذهبا
وكان لنا لقاء مع أحد الشباب الذي يعمل خلف عربة الخضار ويقول معرفا بنفسه انا علي بن حسين بن عبدالرحمن واعمل على هذه العربة من بعد العصر حتى الساعة 10 مساء واحصل على دخل يومي يصل الى 60 ريالا تقريبا ويضيف باني أعول أسرة وهذا دفعني للعمل في هذا المجال.
وعن تعارضها مع الدراسة قال تمكنت من تنظيم وقتي والامور الى الآن جيدة.
وأكد علي ان العمل شرف وانه يلقى تعاملا ممتازا من رواد السوق,, ثم وادعنا بقوله هذه العربية يساوي وزنها ذهبا.
68 عاما مع بيع البصل
لا يزال العم مفرح يعمل في سوق الخضار بخميس مشيط منذ أمد بعيد ويروي العم مفرح ان هذا العمل هو مصدر رزقه حيث انه كان يعمل في الدمام ثم جدة والطائف والآن في خميس مشيط بحكم انه من أهل خميس مشيط، وهو يوجه النصح للشباب الذين لم يجدوا عملا ان يعملوا في هذا المجال وهو يقدم الشكر لحكومة خادم الحرمين الشريفين على هذا القرار الذي اتاح فرصا للشباب للعمل, ويقول العم مفرح ان سوق الخضار ذو فائدة من حيث الدخل وذلك بحكم الخبرة التي تزيد على نصف قرن في هذا المجال واضاف بأن الشباب لابد ان يجتهدوا ويتركوا ضياع الوقت واللهو واللعب لان من يتعب في بداية حياته يستريح في آخرها.
بكم هذا يا صديق
ويشكو المواطن صاحب المحل عبدالعزيز سعيد الشهراني ان هناك بعض الزبائن يقول له يا صديق بكم هذه وهذا يزعجني كثيرا ويقلل من أهميتي في هذا المكان وبعضهم يقصد ذلك وهذا ما نشكو منه، ويضيف عبدالعزيز لالجزيرة ان هناك بعض الأجانب أيضا يقولون له يا صديق استهزاء به في هذا العمل.
ويقول المواطن عبدالله احمد صالح وهو يتجول في السوق بأنه في غاية الفرح بقرار السعودة ويضيف بأن الشباب كانوا عاطلين بلا عمل ولكن فتحت لهم الأبواب وأبواب الرزق ولقد رأينا وكما ترون بعض المحلات مغلقة في البداية اما اليوم فلا نرى إلا الشباب في السوق العارفين كيف يصرفون هذه البضاعة بعمل الامانة والصدق والاسلوب الأكثر نفعاً لجلب الزبائن.
وفي السوق التقينا المواطن ناصر سعيد الشهراني زبون فقال لقد رأينا شبابنا ولله الحمد عملوا فأحسنوا وأخلصوا في هذا المجال الحيوي.
ويقول موسى سعيد الشهراني زبون انه من خلال جولته في السوق للشراء يرى بعض الشباب مجتمعين وهم أصحاب محلات ويتركون الزبائن ودون مراعاة لهم بحيث لا يهمهم شيء سوى الراتب الشهري من صاحب المحل ويقول الشهراني انه طلب من احد الشباب ان يعطيه ثلاثة كيلو برتقال فلم يسمع له وناداه ولم يبال به فذهب غاضبا واشترى من غيره.
ليس لديه خبرة
صاحب محل سعيد ضيف الله آل جابر,.
يقول: انا طالب متخرج من الثانوية العامة ولم اجد عملا حتى الآن وعندما عرضت علي فكرة الخضار لم اتقبلها في البداية وكنت غاضبا وعند مروري بأحد زملائي اخذت منه فكرة كاملة وبدأت أمارس هذا العمل من حوالي 4 شهور ولقد استطعت توفير الكثير من المال ولقد عرفنا كم تخرج من الأموال خارج هذا البلد فأولى بها السعودي، ولله الحمد لقد رأينا شبابنا ولكن ليس لديهم خبرة خاصة في الخضار والتعامل مع الآخرين فمن الناس من يتكلم وهو زعلان يجب ان اعرف كيف اتعامل معه ومنهم عكس ذلك الناس ليسوا سواء في المعاملة.
أعمل وأكسب
أما علي محمد ناصر فقال منذ بداية قرار السعودة وانا أحاول الدخول في الخضار بأي شكل وكنت في البداية استلف مبالغ لاقامة محل خضار لي شخصيا وبعد توفير البضاعة والعمل وجدت الناس عندي كأنهم لا يعرفون احدا غيري حتى اني تعاملت معهم بالدين وفي نهاية الشهر يسددون المبالغ حتى تمكنت ولله الحمد من شراء سيارة وانا الآن أحاول الدخول في محلات كبرى في خميس مشيط والحمد لله يعمل لدي الآن ثلاثة شباب في ثلاثة محلات.
ويضيف قائلا: لم اقتصر على ذلك بل احاول ايضا الدخول مع بعض الزملاء للشراء والتوريد وارغب ان يكون معي شباب سعودي في خميس مشيط وما حولها وبعض المناطق البعيدة التي لا تصلها الخضار الا متأخرة.
رفع الايجار
ويقول صاحب المحل صالح عوض المالكي انه بعد الاتفاق على الايجار وهو 18000 ريال سنويا وفجأة رفع صاحب المحل الايجار الى 23 الف ريال لذلك نطالب البلدية مساعدتنا وأصحاب المحلات المراعاة في الايجار فهذا فوق طاقاتنا ونحن في البداية نأمل منكم المساعدة ليتم لنا مرادنا وتحقيق مستقبل أفضل.
هل سيبقى السعودي؟
يتساءل كثير من المواطنين لانهم يرون اغلب الشباب يعملون شهرا او شهرين ثم يتركون العمل ويأتي غيرهم حتى ان اصحاب الايجار يرفضون اعطاءهم مدة قصيرة وهذه شكوى اغلب الشباب.
ومنهم من يقول أعمل مؤقتا حتى تأتي لي وظيفة ومنهم من يقول اني بحاجة الى عمل, ويؤكد لالجزيرة علي شايع الشهراني انه يجب على المستأجر تحديد وقت معين حتى يعرف صاحب المحل متى يسيطر لفتح المجال وهذه مشكلة لم نجد لها حلا سوى ان نأتي بشاهدين حتى ان بعض المحلات يدفع ايجارها وهي لا تعمل, ويقول محمد سعيدان تطبيق السعودة على محلات الخضار يعني وقف نزيف الاقتصاد وحان الوقت لمن لم يعمل ان يعمل ولذا فلا نحتاج الى تخصص، فالعامل الوافد ليس لديه تخصص معين ولا مؤهلات علمية والقرار فرصة للشباب للعمل.
ويقول عبدالرحمن محمد الشهراني ان هذا القرار له صدى كبير على اجيالنا من بعدنا فهذا القرار الصائب ليس غريبا على المسؤولين في هذا البلد المعطاء.
من الجولة
وأثناء جولة الجزيرة لاحظنا ان هناك بعض الأسواق التجارية والتي كانت تعمل في بيع خضار حولت ذلك الى داخل المحل وتمكنت كاميرا الجزيرة من التقاط صورة لأحد هذه الأسواق من الداخل وعند السؤال عن سبب ذلك قال العامل بالمحل ان للضرورة احكاما ورفض الحديث معنا وهذا الأمر يترك سؤالا مهما وهو ألا يشمل نظام السعودة بسطات الخضار داخل البقالات؟
أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved