أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 10th May,2000العدد:10086الطبعةالاولـيالاربعاء 6 ,صفر 1421

مقـالات

وسميات
عقول,, رحالة,.
راشد الحمدان
في عالمنا الذي ننتمي اليه عقول لا تهدأ,, تفكر,, ترسم خططا ومخططات.
هناك عقول مغرمة بالسفر,, تحب الانتقال من مكان الى آخر,, هذه العقول لا يعجبها النظر الى نقطة واحدة,, أو جهة واحدة, وآذان هذه العقول مغرمة بتنوع الأصوات وتعددها,, وهناك عقول تستمرىء الركون والراحة ولا تحب الازعاج, اذا امتلأ بطن صاحبه أي هذا العقل , يكفي من الدنيا ان يمتلىء هذا البطن, هذا النوع من العقول يكره كثرة الحركة,, جبل صاحبه على الاسترخاء والسكون, حتى الكلام بالنسبة لصاحبه مزعج والنقاش فيه صداع للرأس الذي يسكنه العقل, وقبل العقل يسكن في وسط القلب,, ولولا هذا الترحل الدائم للعقل البشري لما كانت هذه الاكتشافات ولا كانت هذه المخترعات.
وفي اليابان يخترعون الشيء تدريجيا,, يعني يدرسون الفكرة ويوغلون في الدراسة حتى تصل الى منتهاها, لكنهم لا يدفعون بها كتلة واحدة لمحيط السوق التجارية فهم يتدرجون في الصناعة للشيء المخترع, يأخذون أجزاء ومراحل ولا ننسى منذ أكثر من ثلاثين سنة انه عندما جاءنا الفيديو كان صندوقا كبيرا تستقر فيه الأفكار اليابانية الجزئية,, وبعد حين بدأ في الصغر حتى صار مثل شنطة الطفل في الابتدائي,, ولا نستبعد أن يصغر ويصغر.
فالصناعات اليابانية تميل الى شكل مخترعيها,, هذه العقول سافرت كثيرا, وفكرت, ولذلك نجحت, وأضافت الى اقتصاد بلدانها الشيء الكثير, وفي مجال الفكر الأدبي هناك عقول ولدت في بلدان تموت فيها الأفكار والكلمات ولذلك أحبت ان تتنفس جيدا, فهاجرت, وبحثت عن الأمكنة التي لا يخالط نسيمها ما يعكر الفكر ويكتم الأنفاس فأبدعت, وقدمت للبشرية عطاء جيدا من الشعر والقصة والنثر والفن المتنوع.
ان حياة الانسان في تطورها ونمائها تخضع لمدى قوة حركته, وانتقاله وتفاعله مع الآخرين, ان محاولة التغلغل في محيطات أخرى يولد قدرات عظيمة بامكانها اسعاد البشرية,, ولذلك أمر القرآن العظيم بالسياحة في الأرض لمعرفة قدرات الله العظيمة في هذا الكون, ولبيان هذه القدرات فيما بعد عندما تتأثر تلك العقول السائحة بها.
ان كثيرا من الشعوب الفقيرة تملكها الفقر والتأخر بسبب الخمول والركود وعدم البحث عن حياة أفضل,, لقد اتسعت الدنيا الآن بالبشرية فماذا يا ترى ستعمل هذه البشرية أمام هذا الاتساع؟ هل ينتصر الخير على الشر؟ ويعيش الناس في وئام وسلام, أم تظل الحياة في تنوع رياحها وعواصفها مما يساعد على استمرار عدم التوازن, الذي يسبب الاضطراب الدائم والقلق.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved