أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 10th May,2000العدد:10086الطبعةالاولـيالاربعاء 6 ,صفر 1421

مقـالات

لاوقت للصمت
خطوات نحو الأجمل
فوزيه الجار الله
يقال إن موهبة حفظ الشعر ظهرت لدى المتنبي منذ كان في السابعة من عمره ليصبح بعد ذلك شاعراً عظيماً ملأ الدنيا وشغل الناس,.
ويقال أيضاً إن الفيلسوف برتراند راسل كان كثير الأسئلة في طفولته بشكل لافت للنظر,, وقد سأل مرة عمته عن حيوان بحري كان مجهولاً بالنسبة له,.
فأجابت: لا أدري!!
قال لها: لا بد أن تعرفي يا عمتي!! كان ذلك وهو لم يتجاوز الرابعة من عمره!
ويقال أيضاً إن الكثير من المبدعين الأجانب (فنانين وأدباء) كانوا مخفقين في دراستهم,, فبعضهم لم يكن يؤدي واجباته المدرسية,, وبعضهم لا يصغي إلى الدروس وكان دائماً في عالم آخر,, وبعضهم ترك المدرسة تماماً وهرب إلى موهبته يمارسها بحرية وانطلاق,.
ولست هنا أدعو إلى الخروج والتمرد على المدارس، وإنما أردت القول بأن الانخراط في نظام التعليم التقليدي وأداء الواجبات والامتحانات ليس دليلاً أبداً على التفوّق والنبوغ,, وإنما قد يحدث العكس,,!
يتناهى إلى أسماعنا بين الفترة والأخرى خبر مثير عن أحد الأطفال الموهوبين المتفوقين إما في حفظ القرآن الكريم أو الشعر، أو كليهما، وإما في الخطابة والقدرة على الإلقاء أمام المحافل,, وإما في ممارسة الرسم والإبداع فيه,, وإما في اختراع شيء ما,, ذلك كان يحدث دائماً وكانت تلك المواهب متناثرة هنا وهناك ولم تنتظم يوماً في إطار واحد، أو يفكر أحد باحتوائها وتبنيها,.
واليوم، وحيث أصبح التقدم والتطور التكنولوجي والحضاري يمضي بخطى متسارعة,, وأصبح الأمر يتطلب منّا قدرة فذة,, محكمة على اللحاق بها وذلك من خلال تطوير وتنمية الإنسان أولاً والاهتمام به,.
فكان أحد ثمار هذه الفكرة مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبين التي تقوم بعمل وطني رائد من خلال تبنيها للموهوبين والموهوبات في كافة المجالات، والاهتمام بمواهبهم وصقلها ودعمها,, وترتكز فكرة المؤسسة على جانب آخر هام هو ضرورة الاهتمام بأطفالنا ورعاية مواهبهم للاستفادة منها مستقبلاً,, هذه الفائدة تعود على الطفل الموهوب أولاً ومن ثم لا بد أن يعم خيرها الوطن بأكمله.
*عدت للتو من حفلة الموهوبات التي أقامتها المؤسسة تحت رعاية سمو الأميرة البندري بنت عبدالعزيز وقد طافت بذهني هذه الكلمات فأردت تسجيلها لكم,.
وأقول إننا نأمل الكثير من هذه المؤسسة، وننتظر ذلك اليوم الذي نجني فيه ثمار جهودها,.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved