أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 10th May,2000العدد:10086الطبعةالاولـيالاربعاء 6 ,صفر 1421

الثقافية

الزمن الرابع
غياب قلم,,!
تركي ابراهيم الماضي
في حضرة الموت,, تعجز الكلمات ان تصف (الحال),, أو ان تقول اي شيء!,, فالذي حدث,, انتهى (قطعيا) الحديث فيه!,, ولا يجدي معه (الكلام) ولا اعلانات التعازي,, لان المصيبة اكبر من ان تستوعبها (بضعة) سطور!
وعندما ادخل عبدالعزيز مشري رحمه الله المستشفى قبل ايام، كنت واثقا انه سيخرج منه (بالسلامة) كالعادة!,, فمنذ عشرين عاما يصارع (آلامه) ويخرج في النهاية منتصراً,, ويعود الى الكتابة مرة اخرى وكأن شيئا لم يكن!,, ولكنه في هذه (المرة) لم يستطع مقاومة جيوش الالم,, فرفع رايته البيضاء,, واستراح الفارس بعد معارك مضنية مع المرض لم تترك جزءا من جسده الا ووضعت به علامة بارزة!
عبدالعزيز مشري,.
للذي لا يعرفه كان شخصية غريبة جدا,, فرغم (مرضه) كان يبدو هادئا متماسكا,, ويشعرك بالغبطة بانه ليس لديه ما يعانيه!,, وكتاباته الادبية في ملحق ثقافة الجزيرة ابتعدت عن حكي معاناته مع المرض,, والمرة الوحيدة التي كتب فيها عن مرضه في شدّة حالاته قبل عامين,, لم يتحدث صراحة عن هذه المعاناة,, بل اكتفى بالاشارة الى اللون الابيض وما يعنيه للمريض,, فهو لون الموت في كل الاحوال!!
عبدالعزيز مشري,.
انسان تاسرك طيبته المعهودة,, واخلاقه الجمة,, وشموخه الذي يجعله يرتفع بآلامه الى درجة نسيانها!!
كنت قد اتصلت به لا طلب نسخة من كتابة (مكاشفات السيف والوردة) بعد ان بحثت عنه كثيرا في المكتبات ولم اجد نسخة واحدة,, لان الكتاب (غير مخصص للبيع) وهو احد اصدارات نادي أبها الادبي!
قلت له: ما العمل,, كيف احصل على نسخة من الكتاب؟!
اعتذر لي في البداية,, ثم قال: ماذا افعل انا ايضا؟
كانت لديّ بعض النسخ وقد اهديتها لبعض الاصدقاء,, وما زلت اقع في احراج مع الاصدقاء الذين لم يحصلوا على نسخة من الكتاب,, ولكن سأحاول ان اجلب لك نسخة من الكتاب!وظللت انتظر الكتاب,, فكان الموت اسرع منا جميعا,, غاب عنا,, بعد حياة مليئة بالكفاح والصبر والحرمان,, تجاوز الفارس عبدالعزيز مشري,, كل الحواجز التي وضعت في طريقه,, ولكن جسده (الضعيف) لم يتحمل اكمال السير,, فتوقف قلبه عن النبض بعد ان ترك خلفه سلسلة كتب ثرية بالابداع.
,, رحم الله عبدالعزيز مشري,, ورحم الله خالد البنيان,, فقد فجعنا في غضون اربعة ايام بوفاتهما,,.
عوضنا الله خيرا فيهما,, وأسكنهما فسيح جناته انه سميع مجيب.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved