أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 10th May,2000العدد:10086الطبعةالاولـيالاربعاء 6 ,صفر 1421

محليــات

لما هو آتٍ
وعن التمريض ما يقال
د, خيرية إبراهيم السقاف
كل مهنة ولها دورها في تتمة منظومة العمل المفضي إلى تكامل الخدمات الميسرة لحياة الإنسان في هذا الكوكب المتفجر بكل عطاء بشري من شأنه أن يرقى بالإنسان، وأن يحقق له معاشاً جيداً في بيئة جيدة,,.
وللتمريض دور لايقل في أهميته عن باقي المهن، ولا يقل الأداء فيها عن الأداء في أية مهنة عندما يتحقق لها أن تؤدَّى في صورها الصحيحة وعن آلياتها المنظمة،
فهي مهنة خضعت لمتراكمات عُرفية كثيرة، ومفاهيم بُنيت على هذه الموروثات التي ساعد على تثبيتها حكم شرعي يحدُّ من تمكين النساء من ممارستها في مطلقٍ من إحاطة هذه المفاهيم بمن تمتهنها، وتلفُّها في دوَّاماتها,,,، ذلك لأن التعامل مع هذه المهنة بالنسبة للنساء حوصر في زاوية مغلقة من المفاهيم، ولم تُفتح له النوافذ إلى ما سواها,,, إذ طَمَسَت هذه الأعراف على دور التمريض في الحروب الإسلامية بدءاً بعهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتهاءً إلى ما تم منها في عهد خلفائه وبين صحابته ممن نهجوا نهجه، واقتدوا بهداه عليه من الصلاة أفضلها ومن التسليم أكرمه,,, رضي الله عنهم,,.
ولحق شيء من ذلك مَن يمتهن التمريض من الرجال أيضاً، ولم تأخذ مهنة التمريض صفاتها التي تجعلها في مقدمة المهن الإنسانية كما يجب، فهي مهنة المبادرة، والإغاثة، تماماً كما هي مهنة المواساة والصبر، إذ هي غنية عن الإسهاب في تعديد صفاتها وصفات من يمتهنها,,, فهي في مجملها مهنة الإنسانية الراقية، إذ لا يكفي ما تقدمه من تخفيف للألم، أو درءٍ للهدر، أو صبر على مريض غاضب أو غير حليم أو غير صبور، لأنها تتطلب ايضاً من الفهم والوعي والمعرفة ما يجعلها لا تقل عن أية مهنة تقوم على المعرفة المنظمة والدراسة المقننة وبخاصة بعد أن تطورت أساليب المعرفة وآلياتها ومناهجها,,,، ولئن اكتسب ممتهنوها الخبرة فيها عن طريق الممارسة شأنهم شأن التجربة في كافة المجالات، فإنهم أمام برامج تعليمية أخذت بعداً معرفياً وتدريبياً يضعها جنباً إلى جنب مع بقية المهن التي تكتسب بالعلم والخبرة والمعرفة والدُّربةَ المدروسة,,.
ولم يقتصر في هذا الشأن ببرامج الدبلومات ، أو التدريب ، بل أصبحت تُدرَّس منهجياً حتى مستويات علمية عالية تصل إلى درجات الدكتوراة.
ولقد بادرت جامعاتنا نحو هذه المهنة مبادرات علمية مدروسة فضمَّنتها برامج كليات العلوم الطبية التطبيقية، والكليات الصحية، وعينت لها العمداء، والوكلاء، ورؤساء الأقسام وأعضاء هيئة التدريس، وأقامت لها مراكز التدريب، وبرامج التطبيق وعقدت لها الدورات، والمؤتمرات، ونشرت لها التوعية العامة إعلامياً، وداخل الجامعات وفي برامج الصحة، وفي المستشفيات العامة والخاصة،
وهيأت لها سبل القبول في برامجها، ووضعت لها الحوافز، المعنوية والمادية، ولم تُفرِّق بينها وبين كافة التخصصات الأخرى,,,، كلُّ ذلك من أجل تغيير المفاهيم المتراكمة ذات الخلفيات الموروثة تلك التي تمس هذه المهنة بشكل يقلل من أهميتها ويحاصر المنتمي إليها بشيء من الصفات التي لايقرها العرف الاجتماعي العام بعد أن انتشر الوعي، وتقنن التعامل مع هذه المهنة، وتطورت أدواتها وآلياتها، وأصبحت ضرورة تحتاج إلى أن يعيها المجتمع، ويحفز لها، ويشجع أبناءه من الجنسين كي يقبلوا عليها، وينخرطوا في دراستها، ويتجهوا للعمل في مجالها,,, فهي مهنة الإنسان ذي النفس الشفيفة، والأريحية الجميلة، والقوة الذاتية، والمبادرة نحو الآخر، والصبر على المشاركة، والرغبة في المواساة,,, وتلك أحلى وأغلى مزايا الإنسان حين يكون في خدمة الانسان وعلى وجه الخصوص عند حاجته إليه كي يكون الله تعالى معه عند حاجته إليه تعالى.
والعالم يحتفي هذه الأيام بأسبوع التمريض تنهض جامعاتنا ببرامجها نحو توعية بهذه المهنة تشاطر فيها الرأي العالمي الذي جعل من هذه الأيام فرصة كي يقدم ما تم في هذا المجال من إنجازات على مستوى عال في المهنة وفي كل ما يتعلق بها كي تؤدي دورها على المستوى التطبيقي.
بقي ان نؤكد ان الزمن ليس هو الكفيل بدعم هذه المهنة بتخليصها من شوائب أعراف اجتماعية موروثة ليست في صالحها.
وإنما الإنسان هو من يصنع زمنه وكل مايرتبط بما فيه,,, وهو المنوطة به هذه المسؤولية ولا أولى من مجتمع مسلم أن يصنع هذا الأمر لتوافر كافة صفات العمل المطلوبة في اي عمل في هذه المهنة كما وجه إليه الدين الإسلامي من التعاون والتعاضد والمبادرة والتضحية والإخلاص والصبر والفداء والعطاء والمشاركة والمؤازرة,,, وحب العمل,,.
ونحن نتطلع إلى أن يكون لهذه المهنة ولهذا التخصص من يعي أهميته ويحفز للإقدام نحو الانخراط في مجاله والتخصص فيه بشكل أوسع وأكبر ولكل من يؤيد ذلك تحية.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved