أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 10th May,2000العدد:10086الطبعةالاولـيالاربعاء 6 ,صفر 1421

محليــات

بيننا كلمة
خارج منطلق البكائيات
د , ثريا العريّض
انتهى العام الهجري 1420ه ودخلنا 1421ه,, كما انتهى القرن العشرون ودخلنا القرن الواحد والعشرين بدخول العام الميلادي 2000, والتشابه ليس فقط في انتهاء العام بالصفر ولا في توقع الكثير من المستجدات غير المنتظرة.
العام الصغير والقرن الشاسع لا يختلفان في ان كليهما مليء بتحديات الغيب,, ومحاولة قراءة ما سيحمله أي منهما لا تأتي الا من قبيل التكهنات التي تظل تكهنات محتملة مهما قاربت الحقيقة او استندت الى جذور علمية مثقفة ولا تقارب الممكن إلا ان حاولنا استقراء ما يمكن ان تكون عليه مجريات الأمور من خلال إعادة التأمل في معطيات الحاضر وإنجازات الماضي,هل نستطيع ان نتحكم في عنان المستقبل؟
نحن، عربيا وإسلاميا، لا نملك القوة العسكرية ولا حتى الاقتصادية بما يكفي لذلك, وفي علاقتنا المتداخلة مع مصالح العام من حولنا لا نملك القوة الدفاعية الكاسحة ولا القدرة التقنية المطورة البانية, وحتى ونحن نمتلك نسبة عالية من موارد الطاقة الضرورية لصناعة العالم المتطور فنحن لا نمتلك بعد قوة الحماية التي تضمن السيطرة الاقتصادية كما هي الحال في تبادلات السوق بين العرض والطلب.
ومع هذا أؤمن ان الطريق الى موقع الريادة والسيطرة وضمان التحكم في عنان المستقبل ليس مستحيلا,, بل لعله أسهل مما يتصور الكثيرون وفيهم من يراه خارج نطاق تحقيق الأحلام.
لا اعتقد انها أحلام يقظة.
لقد حققت النهوض دول صغيرة كانت على حافة التخلف قبل عشرين عاما مثل سنغافورة ونهضت اليابان بعد قرن من الانغلاق وراء الجدران.
وفي هذه المرحلة التاريخية المضطربة من تاريخنا العربي الإسلامي الحديث وواقعنا العلمي الحضاري المتحسر على الريادة، ربما نحتاج الى إعادة تأمل تاريخنا العربي الإسلامي القديم لا لتمجيده بكائيا بل لنهتدي بجوهريات نجاحه وريادته.
كيف قدر العرب المسلمون وهم اولئك القادمون من بيئة بدوية شحيحة على ممارسة سيادتهم عبر دولة اتسعت وامتدت حتى وصلت الصين شرقا والأندلس غربا؟ وكيف امكنهم التحكم في عنان الريادة العلمية والحضارية؟ لم يكن ذلك عبر تحكيم السيف والخطط العسكرية إلا في البدء فقط, ثم ثبت العرب سيادتهم بالعلم والتطور الحضاري والوشائج الإسلامية الراقية عبر ثلاث قارات تحتشد فيها قوميات وعنصريات وخلفيات تاريخية مختلفة.
وقتها حافظ العرب والمسلمون على موقع الصدارة في العالم الذي عرفوه بروح القيادة التي تتقبل الجميع وتستوعب اختلافاتهم الشكلية، وإتاحة الفرصة لهم لعضوية فاعلة تشترك في صنع الحضارة الإسلامية وتساهم بالفعل في الاضافة إليها,,نعم,, لقد كان دعم الشعور بالانتماء العام قوة تدعم إنجاز المجموع, وما زلنا قادرين ان نحقق السيادة والريادة والصدارة,, لو تضافرت الجهود الصادقة وتركزت على البناء والتقدم وليس على الرغبات الفردية والفئوية التي تهدم وتمزق الآخرين.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved