أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 10th May,2000العدد:10086الطبعةالاولـيالاربعاء 6 ,صفر 1421

العالم اليوم

أضواء
جواسيس إسرائيل في إيران
جاسر عبدالعزيز الجاسر
حتى الآن وبعد الاعترافات التي ادلى بها جواسيس اسرائيل في ايران، لاتزال بعض وسائل الاعلام الغربية وبعض الجهات الدولية تدافع عن هؤلاء الجواسيس وتشن حملة ضد ايران لاطلاق سراحهم,,!!
وفي البداية محاكمة الجواسيس في ايران اعطيت اكبر من حجمها في وسائل الاعلام الغربية، وقد دأبت وكالات الانباء ومحطات التلفاز وباقي وسائل الاعلام الغربية علىنشر اخبار عن جواسيس اسرائيل في ايران كل يوم منذ القبض عليهم، وكأن العالم معلق مصيره على هذه الحفنة ممن خانوا بلدهم وقبلوا العمل لدولة معادية له, مع أن هناك العديد من المحاكمات العديدة التي تجرى للجواسيس في بلدان مختلفة وقد لانسمع بها، ولأن التجسس عمل شائن ومخالف للقوانين في كل البلدان فمن الطبيعي ان يحاكم مرتكبوه امام المحاكم ويقتص منهم لأن جريمتهم لاتنحصر في الاضرار بأشخاص معينين او جهة محددة ، بل ان اضرار جريمتهم تصيب البلد الذي يتشرفون بالانتماء إليه، فالمعلومات التي يجمعونها ويسلمونها لأعداء بلادهم تشمل الاسرار الاقتصادية والاجتماعية والصناعية والزراعية، بالاضافة الى الاسرار العسكرية ، بحيث تصبح بلادهم مكشوفة امام اعدائهم، ولذلك فقد سنت الدول جميع الدول أقسى درجات العقاب بحق الجواسيس ، اضافة الى ما يلحق الجواسيس وعوائلهم من عار وخزي لاينسى مهما طال قدم الجريمة.
وقضية جواسيس اسرائيل في ايران ماكان لها أن تأخذ كل الابعاد الاعلامية والسياسية التي تصاحبها الآن لو أن المتهمين فيها من غير اليهود، ولأن اليهود هم الاكثر عدداً في هذه القضية فقد اصبحت قضية تلفزيونية واعلامية مثل كل القضايا التي يكون اليهود فيها طرفا، ومع أن مع الجواسيس اليهود الذين قبضت عليهم السلطات الايرانية عددا من الايرانيين المسلمين، إلا أن التركيز السياسي والاعلامي الغربي في هذه القضية منصب ومحصور على الجواسيس اليهود، الذين هم في نظر السلطات الايرانية مواطنون ايرانيون عليهم حقوق وواجبات مثلما لهم من حقوق وامتيازات، ومن حق الوطن على المواطن أن يصونه ويحفظ اسراره، ومن واجبه الدفاع عنه، لا أن يبيع اسراره ويخونه لدولة اخرى أياً كانت تلك الدولة.
والغريب ان اعترافات جواسيس اسرائيل، قد أظهرت ان اسرائيل قد وعدت هؤلاء الجواسيس بالدفاع عنهم واطلاق سراحهم اذا ما انكشف امرهم، وانها ستجند قوى دولية ودولا كبيرة للضغط على ايران حتى تفرج عنهم، وهذا يعني تحريض ودفع مواطني البلدان الاخرى من يهود اوغيرهم للانخراط في سلك العمالة وتشجيعهم لخيانة بلدانهم،وهذا وحده كاف للسلطات الايرانية لايقاع اقسى العقوبات بحق هؤلاء الخونة الذين باعوا انفسهم لكيان يدفعهم الى طريق الهاوية ويورطهم في اعمال منافيه للأمانة والأخلاق مثلما يورط الدول الكبرى في الدفاع عن اعماله القذرة.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved