أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 12th May,2000العدد:10088الطبعةالاولـيالجمعة 8 ,صفر 1421

الثقافية

عبدالعزيز مشري ومحضره
د, سعيد بن محمد المليص*
رحم الله عبدالعزيز، الطالب النجيب، الطالب الذي ولد رجلا هكذا تفعل الايام (كل من عليها فان، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام).
لقد كان لي شرف افتتاح مدرسة محضرة الابتدائية قبل عدة عقود، حيث تتلمذ عبدالعزيز علي يدي وايدي اساتذة آخرين، (منهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر) رحمك الله يا عبدالعزيز!!
لقد حركت شجوني وألهبت مشاعري وطاف بي الخيال وانا انظر اليك تدلف من باب الصف الاول الابتدائية حاملاً حقيبتك الجميلة، التي ابتاعها لك جدك العظيم الشيخ محمد بن مشري عليه رحمة الله الذي كان له الفضل الاكبر في افتتاح مدرسة محضرة في العقد الثامن من القرن الماضي.
لقد ولد عبدالعزيز مشري رجلا، فلم نلحظ فيه نحن اساتذته نزوع الطفولة وهيجانها فقد بدا متوقد الذكاء، لطيف المعشر، انيقا في زيه، مرتبا في أدواته، دائم التفكير حتى ليحسبه من لا يعرفه انه شارد الذهن، يتحدث بطريقة لافتة للنظر لطفل في سنه، يحب مجالسة الرجال اكثر من ملاعبة الاطفال، كان عريفا لفصله بعلمه وأخلاقه وأدبه وبسلطة جده الذي كان شيخا للعشيرة ومحترما من الجميع.
حينما (فك عبدالعزيز الحرف) بدأ يقرأ كل كلمة على كل السبورات في الفصول الاخرى من غير مباهاة ولا كبرياء, احضر له والده الشيخ صالح كثيرا من المجلات والكتب الصغيرة التي قد يكون لها الاثر الاكبر في توجيهه للادب.
هكذا كان الاديب عبدالعزيز المشري في مدرسته الاولى، وبالرغم من مرور ما يقارب العقود الاربعة على هذا اليوم الا ان عبدالعزيز رحمه الله بقي وفيا لمعلميه يذكرهم تلميحا وتصريحا في كتبه ومقالاته ومجالسه ولقد نلت منها ما يجعلني اذكره بالخير وأدعو له بوافر الرحمة, فلقد كان مثالا للطالب الوفي لم تلهه درجته الادبية عن تذكر ايام صباه والتي يلحظها كل من قرأ له وكلما أتحفني بشيء من نتاجه وجدت عبدالعزيز الاديب العملاق يحتضن عبدالعزيز التلميذ الاديب الخجول وكأني به صاعدا وهابطا ما بين (الهويلة القصاعية) قرية المدرسة وقريته الصغيرة التي تحتضنها جبال السروات.
عزائي للأدباء والمثقفين الذين أحبوا (ابن السروي) عزائي لكل من له صلة بعبدالعزيز بدءاً بوالده الشيخ صالح المجاهد الاكبر، واخوانه وجميع ذويه والى زمرة عبدالعزيز في مدرسة محضرة طلابا وهيئة تعليمية.
وهكذا طويت صفحة نيّرة جميلة من تلك الصحائف في محضرة بالباحة، رحمك الله يا عبدالعزيز وأسكنك فسيح جناته, وإنا لله وإنا إليه راجعون.
*المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved