أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 12th May,2000العدد:10088الطبعةالاولـيالجمعة 8 ,صفر 1421

الثقافية

ورحل عنّا عبدالعزيز مشري
صالح الصويان
في ظهر يوم السبت قمت بالاتصال بمنزل الاستاذ: عبدالعزيز مشري للاستفسار عنه والاطمئنان على صحته وتلقيت إجابة مطمئنة تفيد بوجود بعض التحسن في صحته مما اشاع بعضا من الراحة والاطمئنان لدي، الا انني في المساء تلقيت النبأ الفاجعة مما اصابني بشيء من الذهول وعدم القدرة على استيعاب ما حدث مع إيماني بقضاء الله وقدره,, وخلال تلك الفترة مرّ بذهني شريط الذكريات من بداية معرفتي بهذا الانسان سواء من خلال اعماله الابداعية او من خلال معرفتي الشخصية المباشرة به والتي كانت بدايتها على ما اذكر في عام 1983م 1984م عندما كان يرقد في المستشفى العسكري في الرياض، حيث كانت المرة الاولى التي التقي فيها معه مباشرة وأذكر انها المرة الاولى في حياتي التي احمل فيها باقة من الورد وضعتها على نافذة غرفته دون ان اكتب عليها اسمي او امنياتي ودعائي له بالشفاء لشدة اعجابي بشخصيته وارادته القوية التي تسمو فوق الجراح والآلام ومن بعدها توثقت العلاقة واستمرت الاتصالات لقد مثل عبدالعزيز مشري في ساحتنا الادبية مفكرا مبدعا استطاع بكل شفافية ومصداقية ان يرسم صورة لقريتنا الجنوبية بانسانها النقي سواء كان رجلا او امرأة جسّد من خلال معظم اعماله الابداعية إنسان القرية بكل شموخه وانسانيته وتمسكه بأرضه وجذوره وأبرز من خلال اعماله التناقضات بين مجتمع القرية النقي المنتمي الى ارضه بعبقها وجبالها وسهولها والمتمسك بمنظومة القيم المستمدة من الارض والمتمثلة بقيم الشموخ والكرامة والأصالة بكل تجلياتها وبين المجتمع المديني باختلال منظومة قيمه من جراء سيطرة النزعة الاستهلاكية بقيمها المبتذلة والرخيصة التي قزّمت انسانية الانسان وحولته الى شي ما كأي سلعة تُعرض في السوق.
وما أصدق في هذا المقام الراحل نزار قباني عندما قال في الاربعينات من القرن العشرين:


قيمة الانسان ما أحقرها
زعموه غاية وهو وسيلة

ان ما قام به الراحل عبدالعزيز مشري من تجسيد صورة القرية وانسانها في جنوبنا الحبيب تشكل ظاهرة عامة للقرية وانسانها في بلادنا قاطبة ومن هنا تبرز عبقرية عبدالعزيز مشري الذي شكل في مرحلة معاناته الطويلة مع المرض رمزا للتحدي والاصرار على العطاء والحياة وأنتج الكثير من الاعمال الابداعية خلال تلك المرحلة فرحم الله فقيدنا الغالي عبدالعزيز مشري رحمة واسعة وألهم اهله وذويه وأصدقاءه المحبين الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وتخليداً لذكراه الغالية فاني أتوجه الى اصدقائه المخلصين بالدعوة والتنادي الى تجميع أعماله وإبداعاته وتبويبها بشكل يليق بمبدعنا الراحل ليسهل الحصول عليها وتكريماً لعطائه وابداعه الذي تسامى فوق الآلام والجراح.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved