أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 12th May,2000العدد:10088الطبعةالاولـيالجمعة 8 ,صفر 1421

أفاق اسلامية

من هدي القرآن
الإخاء في الإسلام
د, نبيل بن محمد آل إسماعيل *
يقول الله تعالى: والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض فليست هناك دواع معقولة تحمل الناس على ان يعيشوا اشتاتا متناكرين, بل ان الدواعي القائمة على المنطق الحق والعاطفة السليمة، تمهد لهم مجتمعا متماسكا متكافلا تسوده المحبة، ويمتد به الامان على ظهر الارض، والله عز وجل رد انساب الناس واجناسهم الى ابوين اثنين ليجعل من هذه الرحم ملتقى تتشابك عنده الصلات وتستوثق, يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير فالتعارف لا التنافر اساس العلائق بين البشر، ومن ثم فأصحاب الاسلام وحملة رسالته يجب ان يستشعروا جلال العقيدة التي شرح بها صدورهم، وجمع عليها امرهم، وان يولوا التعارف عليها ماهو جدير به من عناية واعزاز, والدين الخالص اساس اخوة وثيقة العرى تؤلف بين اتباعه في مشارق الارض ومغاربها، وتجعل منهم على اختلاف الامكنه والازمنة وحدة راسخة الدعامة قوية البناء, هذه الاخوة هي روح الايمان الحي، ولباب المشاعر الرقيقة التي يكنها المسلم لاخوانه، حتى انه ليحيا بهم ويحيا لهم، فكأنهم اغصان انبثقت من دوحة واحة، او روح واحد حل في اجسام متعددة.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى والتألم الحق هو الذي يدفعك دفعا الى كشف ضوائق اخوانك، فلا تهدا حتى تزول غمتها وتدبر ظلمتها، فاذا نجحت في ذلك استنار وجهك واستراح ضميرك, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ومن حق الاخوة ان يشعر المسلم بأن اخوانه ظهير له في السراء والضراء، يقول صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ويحثنا الاسلام على توثيق الروابط ويمن علينا بالالفة والاخاء فيقول: واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا , واخوة الدين تفرض التناصر بين المسلمين، تناصر المؤمنين المصلحين لاحقاق الحق وردع المعتدي.
فلا يجوز ترك مسلم يكافح وحده في معترك، بل لابد من الوقوف بجانبه على اي حال، لارشاده ان ضل، وحجزه ان تطاول، والدفاع عنه ان هوجم، والقتال معه اذا استبيح وذلك معنى التناصر الذي فرضه الاسلام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : انصر أخاك ظالما أو مظلوما قال: انصره مظلوما، فكيف أنصره ظالما؟ قال: تحجزه عن ظلمه فذلك نصره رواه البخاري, فاذا رأيت إساءة نزلت بأخيك او مهانة وقعت عليه فإره من نفسك الاستعداد لمظاهرته، والسير معه حتى ينال بك الحق ويرد الظلم، يقول صلى الله عليه وسلم من مشى مع مظلوم حتى يثبت له حقه، ثبت الله قدميه على الصراط يوم يزل الاقدام .
*وكيل قسم القرآن بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved