أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 12th May,2000العدد:10088الطبعةالاولـيالجمعة 8 ,صفر 1421

أفاق اسلامية

موقف من الميدان
أخذت كما أخذ غيري
رجال الميدان وهم يمارسون عملهم يتعرضون لمواقف وحالات في سردها تحدث الموعظة والعبرة، لكل من تسول له نفسه الاقدام على ارتكاب مثل هذه الممارسات والأفعال,, وفي هذه الزاوية التي تعنى بمواقف رجال الميدان,, نستعرض هذه الحالة سعياً لتهذيب النفوس المتعطشة لممارسة المحرمات, يحدثنا حول موقف من المواقف الميدانية رئيس مركز هيئة الإمام أحمد بن حنبل بالمجمعة داود بن سليمان المليفي قائلاً:
في يوم من الأيام وبالتحديد عند إحدى مدارس البنات كانت الساعة تشير إلى 12,30 ظهراً وقت خروج الطالبات وقد اكتظت مواقف المدرسة بسيارات أولياء أمور الطالبات ينتظرون خروج بناتهم, وفي هذه اللحظة أتت سيارة السجن تتبعها سيارة الهيئة والشرطة فأخذوا مواقعهم مقابل المدرسة ثم نزل من سيارة السجن شاب مقيد، فوقف أمام المدرسة ثم تلا رجل الحسبة بمكبر الصوت على مسامع الطالبات وأوليائهن إفادة الجرم الذي ارتكبه هذا الشاب، وفي زاوية أخرى من الموقع وفي مكان بعيد نسبياً وقف أحد الأعضاء يرقب الوضع، وإذا بشاب يقف بسيارة فارهة لابساً نظارة سوداء ثم تقدم إلى العضو فسلم عليه، وعليه قليل من الارتباك ويعلو محياه الاستغراب، فسأل العضو: ما الذي يجري؟ ولماذا سيارة السجن والهيئة والشرطة في هذا المكان؟ فقال له العضو سائلاً الله أن يكفيه الشر، أن هذا الذي يجلد قد قبض عليه مركبا فتاة لا تمت له بصلة شرعية! فالتفت الشاب نحوهم وأخذ يهز رأسه، ثم انصرف العضو، وبعد أسبوع من هذه الحادثة تلقى المركز بلاغاً مفاده إركاب أحد الأشخاص لفتاة من هذه المدرسة فجرى التحري فوراً والتوجه للموقع فلما رأينا السيارة المبلغ عنها وتحققنا من المخالفة الشرعية استوقفناه، وإذا بشاب ومعه فتاة فخرج مذعوراً ويطلب الستر عليه وإذا هو نفس الشخص الذي سأل العضو عن الشاب الذي كان يجلد قبل أسبوع، فسبحان الله فلقد جاءه نذير قبل ذلك، وقد كان له مجال للتوبة والاستغفار من هذا الذنب العظيم من هتك لحرمات المسلمين والتلاعب بأعراض العفيفات، وعلم مصير من يفعل ذلك الشيء وهذا يكفي للتعوذ بالله من الشيطان وترك الأمر ولكن ظن أن الحذر سينجيه فأوقعه الله في شر أعماله وكفى المسلمين شره، ولا يسعني في مثل هذا الموقف المؤثر جداً إلا أن أقول لمن يعمل مثل هذا العمل سواء حول المدارس أو في الأسواق أو غيره أنه ينتظرك بإصرارك على هذه المعصية يوم أسود في الدنيا من العقاب والنكال والتشهير أو الآخرة ولعذاب الآخرة أشد وأكثر حسرة وندامة حيث لا ينفع الندم، وليتأمل من عواقب ذلك من أن الدين (الزنا)قد يسترد من محارمك أو بناتك فهل ترضى بهذا؟ إذاً فاتق الله,، وقديماً قال الشاعر (إن الزنا دين إذا أقرضته,,, كان الوفا من أهل بيتك فاعلم).
وإنني أختتم هذه المقالة بزف بشرى لمن ابتلوا بهذه الأمور إذا تابوا إلى الله تعالى واقلعوا عن هذه المعاصي وعملوا الصالحات بأن الله يبدل كل ما حصل منهم من سيئات إلى حسنات فهنيئاً للتائبين، يقول الله تعالى في محكم التنزيل والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً .

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved