أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 12th May,2000العدد:10088الطبعةالاولـيالجمعة 8 ,صفر 1421

أفاق اسلامية

فاعتبروا يا أولي الأبصار
من آداب التهنئة في الإسلام
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الزير *
ينبهر بعض المسلمين الذين لهم صلة او اطلاع على مايفعله اهل الشرق والغرب بالذات فيما يتعلق بما يسمى نظام الاتيكيت وآداب التهاني في بعض المناسبات والاعياد الدينية والقومية أو السياسية أو الاجتماعات الجوفاء الخالية من الإيمان والاحتساب والمعظمة لأيام وأشخاص ومعان ما أنزل الله بها من سلطان.
وقد يتبع تلك الجمل المنمقة تفنن في اخراج تلك البطاقات كما يصحب ذلك غالباً بعض الهدايا التي تختلف حسب تقاليدهم وأعرافهم تبعا لتلك المناسبات.
وقد يعجب بعض المسلمين حين يرى ماعليه القوم من إظهار التبسم والرقة في العبارة او التلطف في المعاملة.
وقد يذهب الأمر الى احتقار ماعليه المسلمون حيث لا يرى مثل تلك المظاهر المصاحبة لأعياد المسلمين المشروعة، أو حين يرى بعض القسوة واختفاء البشر والسرور على وجوه بعض من يتعامل معهم من المسلمين في تلك المناسبات.
والحق ان الإسلام دين الكمال والشمول وإن لم يرد فيه نص لكل صغيرة وكبيرة من نواحي الحياة المختلفة فإنه يضع القواعد العريضة التي يرجع اليها الراسخون في العلم لاستخراج الاحكام الخاصة بها.
فمما ورد في التهنئة وآدابها ما جاء في الصحيحين في قصة كعب بن مالك رضي الله عنه قال: وكان ممن تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك من غير عذر ولذا فقد هجره النبي صلى الله عليه وسلم وأمر اصحابه وأهله بهجره قال كعب رضي الله عنه سمعت صوت صارخ يقول بأعلى صوته: ياكعب بن مالك، أبشر, فذهب الناس يبشروننا وانطلقت أقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس يتلقونني فوجا فوجا يهنؤنني بالتوبة من الله يقولون: ليهنك توبة الله تعالى عليك حتى إذا دخلت المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وحوله الناس فقام طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهنأني، وكان كعب لا ينساها لطلحة، قال كعب: فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ووجهه يبرق من السرور: ابشر يا كعب بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك .
وقد وردت آثار كثيرة تدل على مشروعية ادخال السرور على المسلم وتهنئته بما يصيبه من خير وفضل ومشاركته فرحته من ذلك: ماروى الطبراني عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لقي أخاه بما يحب ليسره بذلك سره الله عز وجل يوم القيامة, وفي رواية: إن من موجبات المغفرة ادخال السرور على أخيك المسلم.
فالتهنئة من الآداب الإسلامية التي حث عليها ديننا الحنيف وجعلها من العمل الصالح.
والتهنئة تختلف بحسب مناسبتها فهناك التهنئة بالتوبة والاستقامة على دين الله والرجوع الى دينه وتهنئة من قدم من جهاد او حج وتهنئة من تزوج او رزقه الله بمولود او تهنئة العيد ومايقال عند العزاء الى غير ذلك مما ورد بعضه في السنة المطهرة على صاحبها افضل الصلاة والسلام مما لا تخفى على احد اضافة الى ماورد عنه عليه الصلاة والسلام في الحث على التهادي كقوله صلى الله عليه وسلم: تهادوا تحابوا فإن الهدية تسل سخائم النفوس وغير ذلك من الأحاديث التي تحث على السخاء والانفاق وتقديم ماتجود به النفس عند حلول مناسبة كريمة يقصد بها المسلم ادخال السرور على أخيه المسلم وإكرامه وإثبات محبته وصفاء نيته تجاهه، فالمسلمون هم الأصل والأساس والمرجع والمثال لتلك الأحوال ومنهم خرجت تلك الخصال فأخذها عنهم أعداء الإسلام وتمسكوا بها وغفل عنها بعض المنتسبين الى الاسلام, أليس في ديننا قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وتبسمك في وجه أخيك صدقة أليس في شرعنا قوله صلى الله عليه وسلم: لاتحقرن من المعروف شيئاً ولو ان تلقى أخاك بوجه طليق, او كما قال عليه الصلاة والسلام.
والحمد لله رب العالمين.
* كوالالمبور ماليزيا
mustashar@makloob.com

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved