أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 12th May,2000العدد:10088الطبعةالاولـيالجمعة 8 ,صفر 1421

أفاق اسلامية

حديث المرأة
عطاء الأميرة
تكتبه هذا الأسبوع:د, رقية بنت محمد المحارب
للأميرات في كل مجتمع مكانة ليست لغيرهن، وعليهن مسؤولية كبيرة في دعم الخير والدعوة، فصلاح المجتمع كبير وفسادها سبب لشر عظيم.
وعبر التاريخ كان لهذه الطبقة تأثير على مسيرة المجتمعات في الصلاح ففاطمة بنت عبدالملك بن مروان كانت مشهورة بالزهد والورع والعبادة، والخيزران أم هارون الرشيد كانت معروفة بالفقه والعقل، واميرة بلخ أثر عنها المروءة والكرم وزبيدة بنت جعفر صاحبة عين زبيدة المشهورة، وفئة اخرى رعت مسيرة التغريب مثل الاميرة نازلي فاضل التي دعمها المستعمر الانجليزي حتى يصل الى نزع الحجاب وغير ذلك.
وقد كان لكثير من الاميرات والوجيهات في هذا البلد الطيب اسهامات مشهودة في بناء المساجد ودعم المشروعات النافعة من اغاثية وتعليمية ودعوية، ولهن ايضا جهود طيبة في الشفاعة الحسنة في الأمر بالمعروف، كما ان تحمل بعضهن لشعيرة النهي عن المنكر امر موجود بحمد الله، من هؤلاء الأميرات الأميرة منيرة بنت سعود الكبير مؤسسة دار الذكر لتحفيظ القرآن الكريم التي اعرفها منذ مدة طويلة، وان كان ليس من عادتي ان أتكلم عن الاشخاص في حياتهم لان الحي لا تؤمن عليه الفتنه، الا انني احببت اليوم ان أتكلم قليلا عن هذه الشخصية التي لها اسهامات مشهودة في نشر الخير رغبة في تقديم النموذج الذي يستحق الاشادة فعلا وتحريكا للهمة وطلبا للمزيد من النماذج التي نعتز بوجودها.
أسست الاميرة منيرة بنت سعود الكبير دار الذكر لتحفيظ القرآن الكريم في الرياض وتبرعت بريعها لصالح تطوير المدارس كما ساهمت وفقها الله وثبتها في انشاء ورعاية الكثير من المشروعات النافعة، ان هذه الشخصية جديرة بالتكريم وحري ان تكون في طليعة نساء هذا البلد اللاتي تسلط عليهن الاضواء وان تقدم لبناتنا وبنات الاسر الكريمة في العالم كقدوة في مجال الدعوة والبذل والتضحية وكمثال على عدم الانخداع بزينة الحياة الدنيا وزخرفها وكقامة تتطلع اليها الاميرات والوجيهات من نساء هذا المجتمع في هذا البلد المبارك وكمثال لكيفية استثمار المكانة والوجاهة لتمكين الخير وتثبيته، واعجب كثيرا لهمتها وهي ليست في سن الشباب وحرصها ووعيها الذي يفوق وعي كثيرات ممن اكملن تعليمهن الجامعي بل وحصلن على شهادات عليا، وتمييزها بين الكتابات الجادة وتلك التي تحمل منهجا وفكرا لا يتفق مع التصور الاسلامي للقضايا.
ان هناك - بحمد الله - الكثيرات في هذا البلد ممن سخرن جاههن وثرواتهن لكل عمل خيري مثمر وبذلن في سبيل الخير الوقت والمال والجاه، وان مثال هذه الاميرة لتعطي كل من رزقها الله جاها او مالا او مكانة ان تدرك ان ما هي فيه ابتلاء من الله عز وجل وانها على ثغر عظيم ان قامت بما عليها فلتبشر بالخير والرفعة والعزة في الدنيا والآخرة,, والا تنخدع بالمظاهر التي تصبغ حياة الشهيرات في غير بلادنا من تبرح وسفور وانجراف وراء دعوات التحرر التي بان عوارها لكل ذي عينين, ان المرحلة القادمة مرحلة حساسة تتطلب من طبقة الوجيهات في مجتمعنا يقظة لئلا يتسلل من يزين الخروج عن الحشمة باسم التمدن والعصرية، ومن يدعو الى اتباع خطى الاخريات في الملبس والفكر وغيرهما باسم التفتح والتجديد.
بارك الله في الأميرة منيرة بنت سعود الكبير وأكثر في مجتمعاتنا من أمثالها ورزقنا وأياها حسن القصد والعمل والخاتمة.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved