أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 12th May,2000العدد:10088الطبعةالاولـيالجمعة 8 ,صفر 1421

عزيزتـي الجزيرة

عن عقوق الوالدين
كيف ينام مثل هؤلاء قريري العين؟
عزيزتي الجزيرة
بدءاً لا أعرف من أين أبدأ ولا كيف اتحدث لأن القدرة على التعبير احياناً لاتسعفني مهما كان استيعابي وتنوعت مفردات لغتي,.
أمسكت قلمي وهو ينزف حبره الماً,, وأنا أسمع صريره فقد أبى الكتابة واعترض عليها وزاد جموحه لكنني ارغمته على الكتابة ورجوته ان افرغ شحناتي المكظومة بداخلي عن طريقه حتى اخرج من ضيق الذات الى اتساع العقل ليصبح (الأنا) جزءاً من (النحن) فلملمت اوراق صحيفتي المفضلة الجزيرة بعد قراءة موضوعها الذي أرقني وهو (الحوارات التي دارت حول موضوع دور الرعاية الاجتماعية) وبدأت اجمع شتات كلماتي المبعثرة وافكاري المتناثرة لأعلق حول هذا الموضوع, قرأت الحوارات بدقة وتمعن,, فشعرت بشيء يمزق القلب,, يقتل كل معاني الحياة,, يذيب الثلج,, ويصهر القلب لقد احسست ان نفسي قد انصهرت في بوتقة الآلام والاحزان وشعرت داخلي بان أولئك النسوة قد حرمن الحياة ومتاعها حين زجّ بهن في هذه الدار وهن سويات بكامل قواهن إلاّ أن عامل السن تخطى بهن قليلاً.
فقط ذاك هو السبب الرئيسي فلم يستطع الابن ان يتحمل والدته المسنة فرمى بها في تلك الدار ليرتاح منها وليوكل امرها الى من يرعاها متعذراً بأنه لايستطيع رعايتها,.
فكيف ينام قرير العين هادىء البال ووالدته لايعلم عن حالها شيئاً واصبحت نسياً منسياً,,؟
وكيف يهنأ بطعامه وشرابه ووالدته بعيدة عنه وهو بعيد عنها؟ ولماذا لا يعاملها بمثل ما عاملته به من حب وحنان في صغره حتى اصبح رجلاً يافعاً؟ فهي مثلاً لم تزج به في ملجأ حين اسهرها ليالي طوال في صغره، وهي ايضاً لم ترم به على قارعة الطريق حين كبر قليلاً وكثرت مشاكساته لها.
آه ياعزيزتي اسئلة كثيرة تدور في داخلي اسأل عنها بهل، ولماذا، وكيف وقد تنقضي ادوات الاستفهام وحروفه واسئلتي لم تنته بعد.
لاتلوميني عزيزتي ان خانني التعبير اوتلكأت الكلمات فقد ضقت ذرعاً بما قرأت فلم يسعفني البنان ولا البيان فزادت النار توهجاً داخلي.
فيا عزيزتي الجزيرة أأبكي حقاً مانحن فيه؟ أأرسم لوحتي الحزينة داخلي بدموع اليأس وهل استسلم للواقع الذي يعيشه بعض الأفراد,,؟
اسئلتي تلك تحيرني تؤرقني تؤلمني بل تقتلني وتخنق صوتي وتحشرج؟ العبرات داخلي.
لابد لتلك القضية من حل ولابدّ لها من علاج حتى لاتتفشى داخل مجتمعنا الاسلامي وتصبح عادة.
إن هذه العادة وأقصد بها ايواء كبار السن في تلك الدور، انتشرت واصبحت أعق من العقوق السابقة،وهل بعد رمي كبير السن في تلك الدار والتخلي عنه عقوق اخرى.
إن من يتناسى والديه انسان بشع مذموم بكل المقاييس انسان معدوم الضمير وناقص الخبرة،قليل التجربة منكر لقوله تعالى ولاتقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً .
وإلاّ تخيلوا ايها القراء الاعزاء كيف تكون حال هذه الأم المسكينة وقد تركت في دار المسنين بعد ان أمضت اجمل سنوات عمرها في تربية ابنها وتعليمه ترفرف عليه كما يرفرف الطائر على صغيره تحرم نفسها من اشياء كثيرة من اجله وبعد كل ذلك يدعها هذا الابن في تلك الدار تصارع الامواج تسابق الريح, تعاني الوحدة وقسوة الحياة بمفردها ليس معها سوى شريط ذكرياتها السابقة تعيده في اليوم الواحد مراراً وتكراراً لتؤنس به وحدتها وهو غافل عنها لايعيرها اي اهتمام فقد شغلته الدنيا والمصالح عنها فلا يزورها الا ما ندر.
عفواً: إن فتقت كلماتي جروحاً منكوءة داخلكم ولكن الحقيقة تجبرني على الكتابة لمن كان له قلب او ألقى السمع وهوشهيد وبعد,.
هاهو قلمي يريد ان امنحه شيئاً من الراحة حتى لايجف صبره ويدكن لونه إثر هذا الموضوع ولكنني قبل ان ارخي عنانه اذكر الجميع بعدة نقاط فالذكرى تنفع المؤمنين .
أولها: بر الوالدين والوقوف معهما قلباً وقالباً ناهجين قول الحق وقضى ربك الا تعبدوا إلا إيّاه وبالوالدين إحساناً .
ثانيها: ربط الصغير بالكبير حتى لايكون هناك فجوة بينهما وزيارة كبار السن من الأقارب والمعارف والاصدقاء فالرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يقول من البر أن تصل صديق أبيك .
ثالثها: خفض الجناح لهما لأن ذلك نهج يجلب المودة ويزيد الالفة والاحترام وصدق سبحانه حيث قال واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً .
رابعها: لتعلم قارئي الكريم أن بر الوالدين فرصة قد لاتتكرر فإذا مات احدهما او كلاهما فلن يكون لك والد تحسن اليه ولنتذكر قول احد السلف الصالح حين جزع على وفاة والده قيل له كأنك لا تؤمن بالموت قال: بلى ولكن أقفل باب من أبواب الجنة .
والرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يقول رغم أنفه رغم أنفه من أدرك احد والديه اوكليهما فلم يدخلاه الجنة .
خامسها: الكل منّا يعلم ان الجزاء من جنس العمل فالرسول الكريم يقول: بروا آباءكم تبركم ابناؤكم وكما تدين تدان فالمحروم من حرم الخير وعق والديه والسعيد من رعى والديه ودعا لهما في ظهر الغيب.
فهنيئاً لك ايها البار صنيعك بوالديك, وتأكد أن الله لا يضيع أجر من احسن عملاً.
وختاماً: أرجو ان تؤتي الندوة والتي اقيمت بعنوان رعاية المسنين بين الواقع والمأمول ثمارها المرجوة منها وتكون حافزاً للجميع على البر بالوالدين وطاعتهما وحبهما.
فاللهم اجعلهم لنا باباً من ابواب جنانك وارزقنا طاعتهم في غير معصيتك والهمنا اللهم شكرك وشكرهم إنك سميع مجيب الدعاء.
طيف أحمد
الوشم / ثرمداء

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved